مؤذن "تسعيني" يوصي أبناءه بالصلاة والعفو.. ويلقى ربهُ متوضئًا بالنماص

عُرفَ عنه اهتمامه بالجامع باعتبارهُ بيتًا من بيوت الله وينظفه بنفسه
مؤذن "تسعيني" يوصي أبناءه بالصلاة والعفو.. ويلقى ربهُ متوضئًا بالنماص

أوصى مؤذن في العقد التاسع من عمره أبناءه بالصلاة والترابط وصلة الأرحام والعفو والصفح عن الناس قبل وفاته بنحو أربعة أيام، فيما توضأ لصلاة العصر يوم الجُمعة قبل نزوله للجامع لأداء الصلاة ولقيَ ربهُ بعد أن ودعَ أبناءه.

المواطن "محمد بن ثاير عسيّف الشهري" البالغ من العمر 92 عامًا، والذي كان قد أمضى الخدمة كاملةً وتقاعد تقاعدًا نظاميًا عن عمله كمُستخدم في إحدى المدارس بقرية بدوة، التابعة لإدارة التعليم في محافظة النماص بمنطقة عسير، حينها واصل عمله كـ "مؤذن" بجامع القرية لأكثر من أربعين عامًا، حيثُ كان هو من أفرغَ الأرض المُقام عليها الجامع بقرية بدوة للأوقاف وأنشأت عليها الجامع دون مُقابل كهبةً منه لوجه الله تعالى.

المؤذن الشهري -غفرَ الله له- عُرفَ عنه اهتمامه بالجامع باعتبارهُ بيتًا من بيوت الله، حيث كان يهتم به وينظفه بنفسه، وآخر من يُغادره بعد خروج المُصلين منه بعد إغلاقه، كما أنه كان قد ساهمَ في إعادة وإصلاح وإنشاء مُصلى العيد بالقرية أكثر من مرة بعد أنَ تعرضَ سوره للانهيار بسبب الأمطار.

وقد كان قد أذنَ لصلاة الجمعة الماضية وبعد أن أفرغَ من الصلاة خرجَ من الجامع آخر المُصلين بعد أن تأكدَ من خلوه وأقفل بابه، وعاد لمنزله متناولاً وجبة الغداء ثُم خلُدَ للنوم حتى موعدَ صلاة العصر حيثُ توضأ لها وقبل خروجه للجامع توفيَ بالمنزل لاقيًا ربه متوضئًا، حتى إنه تم تشييعه ودفنه بعد الصلاة عليه بالجامع والتي حضرها جمعٌ غفير من أقاربه ومحُبيه، حيثُ فقدته قريته باعتبارهُ كان رجلاً يسعى لأعمال الخير والصُلح بين الناس، ودائمًا ما يبغض التنافر والتباعد بين الأهالي وينشُد التواصل فيما بينهم .

ووفقًا لما ذكرهُ أحد أبنائه لـ"سبق"، فإنَ والده كان قبل وفاته بنحو أربعة أيام قد استدعى ابنه الأكبر "شقيقه" وأبقاهُ بجانبه، وطلبَ منهُ أن يكتب وصيته والتي تضمنت أولاً تكراره مرات عديدة بالمحافظة على الصلاة، كذلك البعد عن الوقوع في المشاكل والمشاحنات، والتواصل مع الأهالي بالقرية وعدم التباعد، والعفو والصفح عن الناس والتعامل معهم بحُسنى، كذلك المحافظة على الأمهات من حيث طاعتهن، والتواصل مع الأرحام وعدم قطعهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org