ماء (الحنفية) لماذا لا نشربه؟

ماء (الحنفية) لماذا لا نشربه؟

أعتقد أن نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين لا يشربون ماء التحلية التي ترد إلينا من شبكة المياه الرئيسية، بالرغم مما تنفقه الدولة من مليارات هائلة على تحلية المياه، لدرجة أصبحنا الدولة الأولى على مستوى العالم في تحلية هذا العنصر المهم، خلاف ما يتم استهلاكه من مخزون مياهنا الجوفية التي نحن بحاجة إليها.

عدم شربنا من ماء التمديدات الرئيسية يؤكد أن هناك إشاعة تم الترويج لها، تؤكد عدم صلاحية هذه الشبكة، وحققت انتشارًا هائلاً في مقابل إشاعة قوية، تشير إلى أن المياه المعبأة هي البديل الأفضل؟ بمعنى أننا أمام حملات إعلانية غير متكافئة من قِبل شركات المياه الخاصة من جهة، والشركة الوطنية للمياه من جهة أخرى، انتصر فيها بالضربة القاضية المياه المعبأة، ولا عزاء لتمديداتنا وخسائرنا تحت الأرض وفوق الأرض.

عزوف الناس عن استخدام ماء الشبكة يؤكد أن هناك أزمة ثقة كبيرة؛ فأغلب من تحدثت معهم لم أرَ وأشاهد إلا القليل جدًّا الذين يشربون من ماء الحنفية بسبب عدم قناعتهم بنظافتها وجودتها. وبغض النظر عن هذه القناعات، هل هي حقيقية أم عكس ذلك، فإن الواقع يقول إن ماء الشبكة مهما بلغ من السوء يعتبر أفضل من المياه المعبأة، ويحظى برقابة تقنية عالية، وجودة مخبرية، ومتابعة على المستويات كافة، بعكس مصانع المياه المعبأة التي تستمد مصادرها من آبارنا الجوفية بالمجان، ثم تقوم بالتعبئة في ظل رقابة صحية متدنية، وعمالة رخيصة، وتقنية بدائية بهدف زيادة الأرباح.

شركة المياه تخوض حربًا إعلامية، لم تتسلح فيها جيدًا، ولم تستعد لها بما يكفي؛ ولذلك خسرتها من البداية. ولو تمكنت الشركة من تصحيح هذه النظرة السلبية تجاه ماء الشبكة الرئيسية فالخاسر الأكبر شركات المياه، التي ربما يغلق نصفها أو أكثر؛ ولذلك عليها أن تعيد استراتيجيتها، وتحسين الصورة حفاظًا على ثروتنا المائية التي تهدرها شركات المياه المعبأة المرتبطة بزيادة الطلب، الذي لو تقلص لن تزيد من طاقتها الإنتاجية؛ ما يحافظ على مياهنا الجوفية؛ فنحن نهدر الماء بكميات هائلة ــ بالرغم من حاجتنا القصوى إليه ــ عن طريقين: ماء الشبكة ومصانع المياه.

فهل تعيد شركة المياه الوطنية تصحيح وضعها الإعلامي، وتتعامل باحترافية مع هذا الموضوع الوطني المهم؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org