محمد بن سلمان وولاية عهد فاضلة..

محمد بن سلمان وولاية عهد فاضلة..

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, والصلاة والسلام على خيرة خلقه وخاتم رسله, وعلى آله وصحبه، وبعد:

إن بلادنا بلاد العطاء والعزة والفخر، منذ بداية تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ونحن نعيش في نقلات متطورة، سواءً كانت اجتماعية واقتصادية وثقافية تنتقل من فترة إلى فترة وهي لا تتوقف عند زمن معين، وهذا يعود بفضل الله وتوفيقه لملوكها الذين ساروا على عهد مؤسسها متمسكين بالكتاب والسنة إلى أن وصلنا لهذا العهد الميمون لمليكنا الموفق سلمان بن عبدالعزيز أيده الله فتم التأكيد على نهج هذا التأسيس المبارك.

واليوم نحن نعيش وإياكم في عهد مشرق بالأمل والتفاؤل والإنجازات الضخمة يقودها الملك الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وسدده لكل خير في منظومة عمادها الشباب والمستقبل والعز والمجد لتكوين مستقبل مملكتنا الواعد لتكون العزيمة والاقتدار وقوة التحمّل والمثابرة المستمرة والأهم من هذا إيمان لا ينضب ورؤية قادرة على صنع الإنجاز والدفع بدماء جديدة للمواقع القيادية بمختلف مؤسسات وقطاعات الدولة وبناء جسور الثقة مع الشباب للارتقاء بالوطن وأهله.

واليوم شهدت مملكتنا صدور الإرادة الملكية السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله -بقرار يعلي بالطموحات العالية إلى سماء القمم مع التمسك بظلال التوحيد والسنة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وسدده وأعانه العضد الأيمن له فهو بحق أمير لا يعرف الفشل فهو عقل عسكري يحمي ويثأر لكل شبر سعودي وروح شابة تستعيد أمجاد الأجداد والآباء. وفي ظل هذا التعيين والقرار المبارك تجد أعظم الميزات لوطننا الغالي، وبلادنا المباركة، ارتباطها بالأصول وقيامها على أساسها، وهو حماية توحيد الله وتعظيمه، والغيرة عليه وستظل متمسكة به مهما كانت التحولات والأحوال.

أحبتي: إن صيغة العلاقة بين الراعي والرعية بيعة شرعية، تبدأ بأهل الحل والعقد وتمتد في طول البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، لتشكل أنموذجاً إسلامياً فريداً في منظومة البناء السياسي والاجتماعي، قاعدته اللحمة والاجتماع، وأساسه الحكم بشريعة الله والتحاكم إليها، وشعاره المحبة المتبادلة بين الراعي والرعية وفي ظل هذه المناسبة الغالية ننطلق بالمعاني الإسلامية الوافية والأصول الشرعيّة في الأداب المرعية مع الأئمة.

وهي البيعة لولي أمر من المسلمين ومنطلقها التعبد لله فقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذلونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده, يدينون بها لله, ويتعبدون بمقتضياتها التي وردت في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في قوله: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره, والعسر واليسر, وعلى أثرة علينا, وألا ننازع الأمر أهله» أخرجه البخاري ومسلم.

وهذه الأصول الشرعية المرعية تحققت على أيدي هذه الأسرة الماجدة، وهي من المكاسب العظيمة التي عاشت من خلالها أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر منذ أن أعاد بناءها, وجمع شتاتها, ووحد أجزاءها المؤسس الباني الملك الصالح المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه, وجعل الجنة مأواه.

وهذه كلها نعم يمنّ الله بها، ويعاد ذلك إلى حفظ الله ومنته وفضله، ثم هذه الولاية الشرعية التي عبر الجميع عن اللحمة معها، ومحبتها والتوحد والنصيحة والفداء دون الدين والولاية والوطن ولذا يُذَكِّر الله رسوله وخليله محمداً صلى الله عليه وسلم بنعمة الألفة والوحدة فيقول: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم} [الأنفال: 63]، فالله هو الذي يعطي المحبة وينزعها، وهو الذي يجمع القلوب ويؤلفها, وهي لا شك لا تحصل إلا بعمل جليل، يعامل به المسلم ربه ويصدق مع الله, فيصدقه الله ويكتب الله له القبول في الأرض كما ورد في الحديث: «إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال إني أحب فلاناً فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض».

وفي هذا اليوم سطر قادة هذا الوطن أبلغ وأجمل صورة في التلاحم وحسن القيادة ليرعى هذا الوطن وشعبه في أيد أمينة.

وإنني أنتهز هذه المناسبة لتجديد البيعة والولاء لله ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من كل شر وبارك في عمره وعمله وأمد في بقائه على طاعته. ونبارك لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد ونبايعهما على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى السمع والطاعة لهما في السر والعلن وفي المنشط والمكره. أدام الله عزهما ونصرهما وأمدهما بنعمة الصحة والعافية.

وخير ختام:

لا أنسى ذلك الرجل المخلص رجل الأمن الأول الذي لم يأل جهداً في سبيل استقرار وازدهار هذا الوطن وهو صاحب السمو الملكي الأمير الغالي محمد بن نايف وفقه الله وسدده والذي بفضل الله ثم بجهده تلاشت الشبكات الإرهابية في بلادنا وكان له دور جبار لمحاربة الأفكار الضالة بالرأي السديد المستند على القاعدة الشرعية السليمة، ومن هنا أقول: أسأل الله أن يوفقه وأن يعينه على أمور حياته ويحفظه وكل الأمنيات بالتوفيق والسعادة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org