طالب مختصّون في العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، بضرورة إيجاد جهة رسمية تكون لها إستراتيجية شاملة من الأنظمة والإجراءات والهيكلة الإدارية للإشراف على العمل التطوعي في المملكة.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من فعاليات منتدى الرياض التطوعي الذي تنظمه وحدة العمل التطوعي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، وتقام فعالياته بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمر تحت عنوان "التطوع والاستدامة" بمشاركة عسكر الحارثي الأمين العام للمسؤولية الاجتماعية، والدكتور جارالله السنيدي خبير الشراكات المجتمعية، وعبدالمجيد رضوان الرئيس التنفيذي لـ "وسم الاستدامة"، وأدار الحوار فيها يعرب الثنيان مدير عام المسؤولية الاجتماعية بـ "سابك".
في بداية الجلسة تحدث عسكر الحارثي؛ عن البيئات المناسبة للعمل التطوعي: الأولى؛ البيئة الحاضنة القادرة على نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في أوساط المجتمع، ووجود الأنظمة التي تسهم في النجاح إلى جانب إعطاء مساحة كافية للعمل التطوعي لا تقف على الأعمال التقليدية فحسب؛ بل تمتد إلى تناول قضايا ومشروعات جديدة تهم الوطن والمواطن وتستقطب المتطوعين وتقدم لهم التسهيلات الإدارية لهم، إضافة إلى منح الحوافز التقديرية للمتطوع والجهة المنفذة للتطوع؛ مؤكداً أهمية وجود نماذج ملهمة يُقتدى بهم في العمل التطوعي من رموز المجتمع وشخصياته.
والبيئة الثانية، هي الابتكارية التي تفعّل العمل التقني والمواقع الالكترونية والتطبيقات الذكية، وتستحدث أساليب جديدة في العمل التطوعي وتدعم ذلك بالأبحاث والدراسات.
والبيئة الثالثة هي البيئة المؤهلة التي تُعنى بتبادل الخبرات وتدريب المتطوعين وعقد اللقاءات عن العمل التطوعي.
فيما تناول الدكتور جار الله السنيدي؛ برنامج إنجاز السعودية، وقال هو برنامج يستهدف الشباب وتأهيلهم لسوق العمل والمعرفة المالية وريادة الأعمال من خلال برامج تقوم على التجربة ونقل الخبرات العلمية من قِبل متطوعي القطاع الخاص.
وأشار إلى أن الفعاليات التي ينظمها البرنامج تهدف إلى التعريف برسالته الهادفة إلى تكريس الريادة وحب العمل الحر والنهوض بالمهارات العلمية الحياتية للشاب السعودي؛ مؤكدا أن المجتمع المدني ينمو بمقدار استعداد أفراده على العطاء والبذل.
وشدّد على أهمية تنمية المهارات للمتطوعين، وقال إذا وجدت المهارات وجد التمكين، وإذا وجدت القيم وجدت التنمية والفاعلية.
بدوره، أوضح عبدالمجيد رضوان، أن العمل التطوعي ليس بحثاً عن الأضواء والشهرة وإنما عمل مؤسسي لتحقيق هدف وخدمة قضية إلى أبعد مدى دون مقابل؛ بحيث يتضمن أهداف وأنشطة وإدارة وموارد بشرية ومالية وعلاقات مجتمعية، مؤكداً أن العمل التطوعي ليس مبادرة فقط تنتهي في وقت محدد؛ بل هي التي تمتد طويلاً وتترك أثراً للأجيال القادمة؛ مستعرضاً ركائز الاستدامة الثلاث: اقتصادية، واجتماعية، وبيئية، مؤكداً أن العمل المستدام حثّ عليه الإسلام بتوجيه نبوي.
وأضاف: مجالات الاستدامة المؤسسية للعمل التطوعي هي الاستدامة الإدارية والمعرفية والعلاقات والشراكات والموارد البشرية والمالية.
وفي تعليق من أحمد الحربي رئيس وحدة العمل التطوعي بـ "تعليم الرياض" أكّد أن هناك خطة متكاملة لتدريب منسوبي إدارة تعليم الرياض من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات على العمل التطوعي بالتعاون مع مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، إلى جانب تنفيذ برامج تطوعية متنوعة داخل أسوار المدارس وخارجها؛ موضحاً أن وزارة التعليم أصدرت لائحة خاصّة بالعمل التطوعي.
هذا وتستكمل اليوم الأربعاء، بقية جلسات وورش المنتدى؛ حيث سيشهد جلسة بعنوان "التطوع والتدريب" بمشاركة محمد آل سويدان المدرب والمستشار في التسويق وإدارة الأعمال، والدكتور عامر الحسيني المشرف العام على الإدارة العامة للاستثمار بجامعة الملك خالد، والدكتور خالد الحليبي المشرف العام على مركز "بيت الخبرة" للبحوث والدراسات الاجتماعية، ويرأس الجلسة الدكتور الرمضي الصقري الرئيس التنفيذي لخبراء المسؤولية، وجلسة بعنوان "تجارب تطوعية" بمشاركة المهندس عثمان بن هاشم، ومنصور البطي، وأحمد الحربي مدرب ومستشار في التنمية البشرية، ويرأس الجلسة الإعلامي عبدالرزاق العليوي، وجلسة بعنوان "التطوع والإعلام" بمشاركة سعد الحمودي مستشار تطوير الأعمال، وصلاح الغيدان مقدم برامج تلفزيونية، ومحمد الدخيني رئيس تحرير مجلة "المعرفة"، ويرأس الجلسة الدكتور عبدالملك الشلهوب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، كما سيتضمن اليوم تقديم ورش نسائية في "مهارات العمل التطوعي" للجوهرة الغضن مدربة في التنمية البشرية، وورشة بعنوان "تصميم المبادرات التطوعية" لمها العنزي وهي مدربة بالعمل التطوعي، ودورات تدريبية في الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق لفريق "غوث" السعودي للبحث والإنقاذ.