مختص يحذر من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

قال: 87% من حالات البرد والزكام لا يحتاجون لها
مختص يحذر من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

حذر الأستاذ المساعد لعلم الأدوية الإكلينيكي بكلية الطب بجامعة جدة "الدكتور منصور الطبيقي"؛ من الاستخدام المفرط في المضادات الحيوية، التي قد تكون منقذة للحياة في معالجة أنواع شرسة من البكتيريا وتمنع تفاقم المرض وحدوث مضاعفات طبية، ولكن الإفراط في استخدامها، أو استخدامها بطريقة غير منهجية، وخاصة ما يلاحظ من صرفها بواسطة الصيادلة في الصيدليات الخاصة دون وصفة طبية قد تكون له عواقب وخيمة على المريض وعلى المجتمع، بتطور أنواع بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية يصعب التخلص منها وتؤدي إلى الفشل العلاجي.

وأضاف "الدكتور الطبيقي" أن بعض البكتيريا تنقل الخواص المقاومة للمضاد الحيوي لبكتيريا أخرى فتصبح المعالجة أكثر تعقيداً، وقد تؤدي المعالجة بالمضادات الحيوية بجرعات مرتفعة إلى أعراض جانبية تصل إلى الضعف أو الفشل في وظائف حيوية في الجسم في عمل الكليتين والكبد على سبيل المثال، بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة للعلاج بهذه المضادات الحيوية.
 
وبين "الطبيقي" أن استخدام المضاد الحيوي عند عدم الحاجة إليه، كاستخدامه في علاج حالات نزلات البرد والتهابات الحنجرة، والتي يكون أغلبها عدوى فيروسية، لا يفيد، بل قد يقضي العلاج على بعض البكتيريا المفيدة الموجودة في الجسم التي تساعد على الهضم، ويعمل ذلك للأسف على تحفيز مقاومة البكتيريا وانتقال هذه الخاصية إلى أنواع أخرى من البكتيريا.

ولفت إلى أن أنواع العدوى الفيروسية التي لا تستجيب غالباً للعلاج بالمضادات الحيوية كثيرة؛ منها الزكام والأنفلونزا وبعض التهابات الشعب الهوائية ومعظم أنواع الكحة والتهاب الحلق، وبعض التهابات الأذن والجيوب الأنفية والتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وتستجيب هذه الأمراض عادة للراحة وبعض المسكنات وخافضات الحرارة، والأغذية الطبيعية المفيدة التي تساعد الجسم على مقاومة الأمراض؛ كالعسل، والزنجبيل، والحبة السوداء، والليمون، والمشروبات الدافئة.

وأشار الأستاذ المساعد لعلم الأدوية الإكلينيكي بكلية الطب بجامعة جدة؛ إلى أنه بالرغم من تنامي الوعي بخصوص سوء استخدام المضادات الحيوية ومقاومة البكتيريا في السنوات الأخيرة؛ ما زال الأطباء يصفون المضادات الحيوية بشكل عشوائي قبل الحصول على النتيجة المخبرية التي توضح نوع الميكروب، أيضاً تصرف المضادات الحيوية بشكل عشوائي دون رقيب في الصيدليات الخاصة، حتى مع وجود تحذيرات وتعاميم من وزارة الصحة تمنع ذلك.

وأكد أن بعض الأطباء يقعون تحت ضغط المرضى وذويهم في طلب دواء سريع لعلاج الأعراض التي يعانون منها، حتى إن كان الطبيب غير متأكد من نوع العدوى أو المرض، والأدهى أن الأدوية والمضادات الحيوية صارت تطلب من الإنترنت ويتم تهريبها وعادة لا يعرف مصدرها، وقد تكون مقلدة أو مغشوشة بطريقة احترافية ويصعب التعرف إلى مكوناتها إلا بالتحليل المخبري. 
 
وبين أن نسبة استخدام المضادات الحيوية لدينا في المملكة مرتفعة حسب الدراسات التي أجريت لدينا والمنشورة، ومنها دراسة شملت 89 طبيب رعاية صحية أولية، وكانت نسبة وصفهم للمضادات الحيوية من "40-63%" لكل التشخيصات، ودراسة أخرى نشرت في عام 2000 شملت 40 مركزاً صحياً أولياً، وأشارت إلى أن الأطباء وصفوا مضادات حيوية لـ87% من حالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي "وهم قد لا يحتاجون إليها".
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org