بات التعليم في المملكة على مقربةٍ من انتشاله وإعادة تهيئته وتطويره توافقاً مع النهضة التعليمية العالمية؛ إذ يُعتبر الشهر المقبل، وتحديداً "سبتمبر" من العام الميلادي الحالي، أول حالات الإنعاش التي صُنِّفت بالمُبشّرة والمثلجة للصدور.
تلك الأصداء تحدّث عنها المنظمون لفعاليات "حكايا مسك" بكل فخر واعتزاز؛ الأمر الذي جعل أعداد الزوار تزداد؛ وخلفها آمال وتساؤلات عنوانها "هل سنشاهد تعليمنا يُعطى إنعاشاً جسدياً يُعيد له الحياة مجدداً ليلحق برُكب غيره"، تلك التساؤلات وأكثر أجاب عنها شباب وفتيات مبدعات يقفون بكل ثقة والبسمة تعلوا محياهم، وخلفهم عبارة كُتب عليها "مدارس مسك.. انطلاقة نحو الحياة" وتسعى لتطبيق المناهج المعترف بها عالمياً، والتي تؤثر في تنمية الأجيال عبر استخدام الأساليب والتقنيات الحديثة.
ذلك الانتشال والتطوّر التعليمي كان خلفه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك)، التي أعلنت عن إطلاقها مدارس ذات أسلوب غير تقليدي، تمثّلت في تطبيق برنامج "البكالوريا الدولية "IB" في كافة المراحل التعليمية، وذلك من خلال استخدام أساليب تقنية مبتكرة وتجارب افتراضية؛ تهدف لتبنّي المواهب وتطويرها، إضافة إلى إشراك أولياء الأمور في تنمية وتطوير قدرات أبنائهم التعليمية.
هذه الخلاصة زادت من حماس زائري الركن التعريفي بالمدارس، بحثاً منهم عن اكتشاف المزيد عنها، ليؤكد المنظمون بأنها "غير ربحية"، وعن كون الانطلاقة ستكون في مبنى مؤقت يقع في حي الخزامى بالرياض؛ دون التوسّع في بقية المناطق، كما ستشمل المراحل التعليمية المبكّرة كالروضة والتمهيدي للبنين والبنات، وصفوف الأول والثاني والثالث من المرحلة الابتدائية بنين فقط، على أن تكون المرحلة المقبلة خلال الأعوام القادمة في مبنى ضخم وذي إمكانيات تعليمية متطوّرة وفي مواقع أخرى قد تكون خارج المدينة.
وستكون الطاقة الاستيعابية للمرحلة الدراسية الأولى 120 طالباً وطالبة فقط، على أن يكون كل فصل دراسي يحتوي على 12 طالباً فقط، وبإشراف من ثلاث معلمات، بهدف إتاحة مساحة أكبر من التركيز على صقل المواهب وتبنّيها، بالإضافة لاستقطاب معلمين ومعلمات من جنسيات عالمية تصل إلى 20 دولة، ويمتلكون خبرات دولية واسعة، حاصلين على شهادات البكالوريا الدولية، ويساندون الكوادر الوطنية المؤهلة.
ولم تغفل "مدارس مسك" اعتزازها بالهوية الوطنية وحصولها على الاعتماد من وزارة التعليم، بالإضافة لتمسّكها بالهوية الإسلامية في نشأتها، من خلال إدراجها المناهج الإسلامية والعربية والاجتماعية ضمن مقرّراتها الدراسية، بالإضافة لاستخدامها أساليب تربوية حديثة تتمثّل في تكثيف الأنشطة من خلال بلورة ما يتم داخل الصف الدراسي؛ وتحويله لأنشطة لا صفّية تُقام في الفترة المسائية.
الجدير ذكره أن مدارس "مسك" تعتبر إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية، وهي منشأة غير ربحية، تهدف إلى إعداد جيل من النشء الصالح المبدع، وتعتمد في فلسفتها كما أعلنت ذلك على طرح نموذج تعليمي طموح يضُم طاقماً من المعلمين ذوي خبرات عالمية متميّزة، وذلك بهدف إعداد العقول اليافعة في المملكة، وتزويدهم بمهارات أكاديمية واجتماعية متقدّمة من خلال تعليم نوعي ضمن بيئة متميّزة ومبتكرة تدعم إيجاد جيل من المبدعين لانطلاقة نحو الحياة بما يخدم ويواكب تطلعات المجتمع.