مدرسة الريش.. لن تكون الأخيرة..!!

مدرسة الريش.. لن تكون الأخيرة..!!

استقبل الناس، والمجتمع التربوي تحديدًا، الأسبوعالماضي خبرًا حزينًا، تمثل في رحيل فتاة في عمر الزهور (17 عامًا) - رحمها الله رحمة واسعة، وصبَّرأهلها، وربط على قلوبهم - ليس لها ذنب قطعًا سوى أنأهلها وضعوها أمانة لدى إدارة المدرسة، ولدى إدارةالتعليم في تلك المنطقة (محايل عسير)، حينما سقطت عليها مظلة، وأردتها قتيلة..!!

قُلْتها، وأقولها دائمًا: كثير من مدارسنا (بنين / بنات) ليست فيها ما يجذب للتعليم؛ فهي بيئة طاردة، وليست جاذبة!! إضافة إلى ذلك عدم وجود أدوات أمن وسلامةكافية، وإن وُجدت فهي ديكور، لا أحد يستطيع التعامل معها، خاصة في نطاق مدارس البنات. ومدارس محايل عسير بها الكثير من المدارس الخربة، مثلها مثل غيرها من مدن ومحافظات بلادنا. ويؤسفني أن أقول "خربة وآيلة للسقوط". وقد تعودنا من بعض المسؤولين عدم التحرك إلا حينما تقع كارثة.. وأي كارثة في فَقْد طلاب وطالبات دور العلم؟! إنها كارثة تؤدي إلى استقالة الوزير في دول أخرى حينما يستشعر ثقل المسؤولية!!

قيل إن المديرة لم تكترث، وهي التي خاطبت الإدارةمرات عدة، حتى تم تغيير المظلة 3 مرات، لكنها لم تكن قوية ومتينة، وكانت أقرب للسقوط منها للثبات والبقاء!!فهي بذلك تكون قد أخلت مسؤوليتها تجاه واجبها. ويقال إنها قالت للطالبات إنها صوت عصافير حينما سمعن صوتًا يأتي من أعلاهن في المظلة المتهالكة فيما يبدو!!وقد أقسمت المديرة بالله تعالى في رسالة وجَّهتها لإحدى القنوات أنها لم تقل عن ذلك الصوت أنه صوت عصافير!!لأن مسؤولي التعليم في محايل عسير طلبوا منها عدم الإدلاء لأي جهة إعلامية بأي تصريح!! مصادرة الكلام حتى عند توضيحها للرأي العام، فأي مصداقية نرجوها من مسؤولي إدارة تعليم محايل عسير مع الأسف؟!

وختامًا.. آن الأوان لوجوب تغيير وزارة التعليم سياسة مسؤولي إدارات تعليمها في عدم التوضيح للرأي العام؛ إذ السكوت عند وقوع الكوارث يعد كارثة أيضًا، إضافة إلى تغيير بعض قيادات إدارة التعليم، الذين لا نشاهد سوى التجديد لهم من قِبل الوزير، ومنهم من أمضى سنوات عدة في الإدارة، فأين آلية تجديد الدماء، التي نسمع عنها ولا نكاد نراها بكل أسف؟! وبعض مسؤوليإدارة التعليم لا يصلح أن يكون قائدًا؛ إذ إن من مسؤوليات القائد البت السريع في الأمور المهمة، إضافة إلى حل مشاكل المدارس، ووجوب الوقوف على كل احتياجاتها بكل أمانة وإخلاص (ذلكم الشرطان المفقودان لدى كثير من مسؤولي القطاعات!!)، وأن ينظر لكل مدرسة بأنها مدرسة أولاده حتى يتحرك،ويشملها عطفه وحنانه؛ لأنهم عودونا على ذلك!! إضافة إلى سرعة تصرفه حينما يكون الخطر محدقًا بالمدارس عند وجود الأمطار بأن يتصرف ويعلّق الدراسة فورًا،طالما هناك تحذيرات من الجهات المختصة، حتى لو خالف ذلك توجيهات الوزير، وألا يخشى غضبة وزيره،وفقده كرسي المسؤولية حتى يكون قائدًا بحق، حتى لو تم عزله من قِبل وزيره، ولا يكترث بموقف الوزير غير المقنع – حقيقة - في تعليق الدراسة، وبذلك يكون قائدًا حقًّا، وليس تابعًا كما يحلو لرئيسه!! والله الموفِّق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org