مراوغة أمريكية إيرانية.. الطائفية تدهس معركة تحرير الموصل وجرائم الحرب تتكشف

سيناريو تكريت والفلوجة يلوح بالأفق و"وول ستريت" تسخر من واشنطن.. إعدام وتعذيب
مراوغة أمريكية إيرانية.. الطائفية تدهس معركة تحرير الموصل وجرائم الحرب تتكشف

 لطالما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من مشاركة الحشد الشعبي في معارك تحرير المدن السنية المسيطرة عليها من قبل "داعش"، لكن الوقائع على الأرض تثبت أن أمريكا تقصف جواً والميليشيات الشيعية ترتكب الجرائم المروعة على الأرض كما حدث في الفلوجة وتكريت والشرقاط والأنبار وغيرها.

تصريحات متناقضة

تصريحات متناقضة وصفتها "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد تستمر في معركة الموصل الحالية والتي انطلقت، أمس، بمشاركة قوات مختلفة في الأهداف والمرجعيات، وكشفت الصحيفة في تقريرها عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في قتالها ضد تنظيم "داعش" على ميليشيات الحشد الشعبي في العراق المتورطة في انتهاكات ضد السنة، بينما تتدفق أعداد كبيرة من هذه الميليشيات إلى سوريا لمحاربة المعارضة المعتدلة المدعومة من أمريكا، وتسخر الصحيفة من تناقض الإدارة الأمريكية وانعدام الاتزان في تعاملها مع ملفات الشرق الأوسط.

نفي وتأكيد!

ورغم النفي الأمريكي وتعهدات حيدر العبادي بمنع مشاركة قوات الحشد الإرهابي في معركة الموصل؛ إلا أن قناة "العالم" الإيرانية فضحت زيف هذه التعهدات، وغردت بصور ومقاطع فيديو ذات طابع طائفي لميليشيات الحشد الشعبي وهم يرفعون أعلاماً طائفية ويشاركون في المعارك قرب الموصل كلاعب أساسي، وهو ما يضع مصداقية أمريكا والحرب على الإرهاب على المحك.

جرائم حرب

وقد تجبر مشاركة الحشد الشعبي الطائفي الدول العربية المشاركة في هذا التحالف على تعليق مشاركة هذه الدول في هذا التحالف ولو مؤقتاً؛ إذا لم يتم منع هذه الميليشيات من تكرار مجازرها، ومحاسبتها، وهي الجرائم التي حذرت منها منظمة العفو الدولية في تقرير مطول وحديث قبل ساعات وطالعته "سبق" وجاء فيه: "لقد ارتكبت الميليشيات شبه العسكرية والقوات الحكومية في العراق انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم حرب؛ ذلك بتعريض آلاف المدنيين الفارين من المناطق التي تسيطر عليها الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم "الدولة الإسلامية"، للتعذيب، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والإعدام خارج نطاق القضاء".

النازحون والانتهاك

وكشف التقرير المعنون: "يعاقبون على جرائم تنظيم الدولة الإسلامية - النازحون العراقيون يتعرضون للانتهاكات على أيدي الميليشيات والقوات الحكومية" النقاب عن رد الفعل العنيف والمروع ضد المدنيين الفارين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وبما يثير المخاوف من مخاطر انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يمكن أن تقع في سياق العملية العسكرية الجارية لاستعادة مدينة الموصل، التي ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش".

مقابلات وشهود

ويستند التقرير إلى مقابلات مع ما يزيد على 470 من المعتقلين السابقين والشهود وأقارب لمن قُتلوا أو اختفوا أو اعتقلوا، وكذلك مع مسؤولين وناشطين وعاملين في مجال المساعدات الإنسانية وآخرين.

إعدام واعتقال وتعذيب

وفي هذا السياق وبحسب التقرير، يقول مدير الأبحاث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية "فيليب لوثر": إن السُّنة العرب في العراق يواجهون، عقب نجاتهم من أهوال الحرب وطغيان داعش، هجمات انتقامية وحشية على أيدي الميليشيات والقوات الحكومية، حيث يعاقبون على ما ارتكبه التنظيم من جرائم، مضيفاً: إن العراق يواجه تهديدات أمنية حقيقية ودموية فعلاً، في الوقت الراهن، على يد "داعش"، ولكن لا يمكن أن يكون هناك مبرر لعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء أو الاختفاء القسري أو التعذيب أو الاعتقال التعسفي.

انتهاكات وغض طرف

وحذر قائلاً: "وبما أنه قد بدأت معركة استعادة الموصل، فمن الأهمية بمكان، أن تتخذ السلطات العراقية الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات المروعة، وما زال يتعين على الدول التي تدعم الجهود العسكرية لمكافحة تنظيم "داعش" في العراق، أن تبيِّن أنها لن تواصل غض الطرف عما يُرتكب من انتهاكات".

مراوغة أمريكية إيرانية!

وتبدو هذه التطورات متناقضة لتصريحات المسؤولين الأمريكيين تجاه معركة استرجاع الموصل؛ حيث قال نائب وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن إن بلاده حرصت على عدم دخول فصائل الحشد الشعبي أو قوات البيشمركة إلى مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمال) خلال عملية تحريرها.

وأضاف، خلال جلسة استجوابه من قبل لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "ستكون القوات الأمنية العراقية هي أساس القوة التي تحرر الموصل، مدعومة بالتحالف وبإسناد من البيشمركة"، دون أن يوضح كيف ستقوم الأخيرة بتقديم الإسناد خلال معركة الموصل دون الدخول إليها.

واعتبر "بلينكن" عملية الموصل "تتويجاً" لحملة محاربة "داعش" في العراق، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تدريب وتسليح 15 ألفاً من أبناء العشائر (السنية) لتسلم مهام المدينة بعد تطهيرها من "داعش"، وشدد على أن فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية لن تدخل مدينة الموصل، مضيفاً: "شاهدنا العمليات الانتقامية التي ارتكبتها قوات الحشد الشعبي؛ لذلك حرصنا على ألا تدخل قوات الحشد الشعبي ونفس الشيء بالنسبة للبيشمركة إلى الموصل سواء قبل أو أثناء أو بعد تحريرها".

ضرورة تحرك العرب

وبعد كشف قناة "العالم" دخول ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية إلى معركة الموصل، وزيف الادعاءات الأمريكية بالإضافة إلى تقرير منظمة العفو الدولية غير المسبوق، يتعين على الدول العربية المشاركة في هذه التحالف، اتخاذ إجراءات ملحّة للتعبير عن رفض تكرار الجرائم التي حدثت في تكريت والفلوجة والشرقاط والأنبار، بدلاً من التصريحات التي لم تعد مجدية أمام مخطط خطير يسير وفق المطلوب في العراق، فمن سلم العراق بأكمله إلى إيران على طبق من ذهب كما قال الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- لن يصعب عليه تسليم الموصل ذات الغالبية السنية والموقع الاستراتيجي إلى طهران وحلفائها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org