"مربو الماشية": نصارع للبقاء بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار

ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية والاستيراد أبرز الأسباب
"مربو الماشية": نصارع للبقاء بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار

"لم تعد تربية المواشي مجدية، بل أصبحت معاناة وحسرة ومشقة، مقارنة بالجدوى الاقتصادية التي نتكبدها.. بل الثروة الحيوانية الوطنية أضحت تصارع من أجل البقاء"؛ على ذلك أجمع مربو المواشي بعبارة واحدة تحكي مدى المشقة التي يعانون منها ويعايشونها كل يوم.

فانخفاض أسعار الأغنام في الفترة الماضية الذي قابله ارتفاع مُستمر في تكاليف تربيتها بجميع أنواعها؛ تسبب في زيادة العرض بالأسواق المحلية مع قلة الطلب والشراء، وهذا جعل الكثير من المربين يقومون ببيع أغنامهم وبأسعار زهيدة لعدم قدرتهم على مواجهة تكاليف التربية وفقدان فائدتها الاقتصادية.

الأعلاف .. ثم الأعلاف.. هي السبب

وأكد المواطن "محمد بن منصور" أن معاناة مربي الماشية سببها الرئيس غلاء الأعلاف، وقال: خلال هذا العام والعام الماضي شهد سوق الماشية انخفاضًا في الأسعار كبقية السلع، ولكن أسعار الأعلاف ظلت على وضعها مرتفعة مما جعل تربية الماشية غير مجدية.

وأضاف: أسعار الأعلاف لم تتغير منذ سنوات رغم انخفاض أسعار الماشية، فسعر لبنة "البرسيم" الواحدة التي يبلغ طولها 95 سم إلى متر، من 22 ريالاً إلى 25 ريالاً، بينما سعر كيس الشعير 39 ريالًا.

وأردف: قيمة الأعلاف من "التبن" و"الذرة" سجلت، أيضاً، ارتفاعاً قياسياً، عندما أصبحت تباع بسعر ٢٠ ريالاً للحبة الواحدة بعد أن كان سعرها ١٢ ريالاً قبل سنوات، هذا كله يجعل مربي الماشية يناشدون وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة ضرورة وضع تسعيرة ثابتة لبيع "البرسيم" و"التبن" و"الذرة" بالأسواق؛ للوقوف مع مربي المواشي ومساعدتهم في توفير العلف الحيواني المناسب لمواشيهم.

الاستيراد .. يفسد السوق ويبدد الأحلام

أما المواطن "عبدالله العتيبي" أحد مربي الأغنام؛ فقد أكد أن من أسباب تفاقم معاناة مربي الماشية فتح باب الاستيراد، وقال: نعاني طيلة عام كامل من تردي أسعار الماشية مقابل ارتفاع تكاليف تربيتها، وننتظر بفارغ الصبر موسم الأضاحي والحج، وما إن ترتفع الاسعار قليلًا ونبدأ في التهيئة لبيع مواشينا حتى يفتح باب الاستيراد لملايين الماشية؛ مما يتسبب في انهيار في أسعارها في موسم كنا نعد له ونمني النفس برد جزء من خسارة عام كامل.

وأضاف: نناشد الجهات المختصة بترشيد الاستيراد، والاعتماد على المواشي المحلية؛ للمحافظة على الثروة الحيوانية الوطنية وإيجاد فرص عمل للمواطنين، وتنويع الاستثمارات الوطنية.

تكاليف الرعاة.. وغلاء أدوية

وقال المواطن "عبدالله السهلي": مربو الماشية يواجهون عدة صعوبات في تربيتهم لها؛ أهمها الغلاء في الأدوية والتحصينات، إضافة إلى عدم توفرها في بعض الأحيان، كما يعانون من قلة رعاة الأغنام والمواشي وارتفاع مرتباتهم.

وأضاف "السهلي" قائلًا: من أهم المعاناة التي يواجهها مربو الماشية هي تسلط العمالة السائبة والمخالفة على أسواق الأعلاف واحتكارها للأسعار؛ إذ تقوم العمالة بشراء الأعلاف من المزارعين بأسعار منخفضة ويتفقون على بيعها بسعر مرتفع وموحد على مربي الماشية.

وتابع: هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن العمالة المخالفة تسيطر أيضًا على سوق الماشية؛ إذ يزاولون مهنة بيع الماشية في السوق ويزاحمون أصحاب المواشي في سوقهم.

الشريطية .. يستغلون المربي والمستهلك

وأردف: كثير من السماسرة "الشريطية " يستقبلون مربي الأغنام في أبواب الأسواق ويتلقون الركبان ويشترون الماشية بأسعار متدنية ثم يعرضونها بأغلى الأسعار بعدما يحتكرون ما في السوق من مواش، والمشكلة أنهم لا يرضون بالربح اليسير، بل يرفعون الأسعار ويعرضون المواشي بأسعار خيالية، والضحية المستهلك وصاحب الماشية.

حلول ومطالب.. من أجل البقاء

يقول المواطن "محمد المقحم": الثروة الحيوانية تعاني وتصارع من أجل البقاء، ومن الحلول المقترحة للمحافظة عليها: تقديم الدعم الحكومي مباشرة إلى المربي عبر آليات تضمن أهداف الدعم؛ حفاظًا على المال العام، ومن الحلول: تخفيض أسعار الأعلاف، وتوفير الأدوية ودعمها، وإعادة النظر في زراعة الشعير والقمح بنسبة نضمن معها المحافظة على المياه، إضافة إلى السماح بزراعة البلونيكام.

وتابع "المقحم": من الحلول: ضبط أسواق الأعلاف وحمايتها من تسلط العمالة السائبة والمخالفة، وضبط أسواق بيع الماشية وقصر البيع على المواطنين، وتكليف جهة رقابية صحية حكومية بمراقبة مصانع الأعلاف المركبة وضمان الجودة فيها، وفتح باب التصدير للفائض من المنتج المحلي من الأغنام لدول مجلس التعاون.

وتابع: من المطالب: تخفيض سعر الشعير نظرًا لانخفاض سعره العالمي، وتنظيم حجم المستورد من المواشي بما يتماشى مع حجم الطلب، ومنع تجار المواشي المستوردة من استخدام الأعلاف المدعومة؛ كون الدعم صدر للحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية لا المستوردة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org