من أي الإخوة أنت؟!!

من أي الإخوة أنت؟!!

بين فن التعامل مع الناس والمجاملة المشروعة هناك ثغرة عميقة، اسمها النفاق الاجتماعي..!

ثلاثة أشقاء ينحدرون من شجرة واحدة، يفرق بينهم المضمون!!

الأخ الأكبر يعرف فن المعاملة، الذي تركزت مبادئه على قوله تعالى {ادفع بالتي هي أحسن}.

طلاقة الوجه، واحترام مشاعر الآخرين، مع الرفق واللين، وسلامة الصدر واللسان، والصراحة دون تجريح.. هي من سمات هذا الشخص، الذي يهتم حتى بأدق التفاصيل التي يرى فيها مفارقة كبيرة في فن التعامل مثل (من فضلك، لو سمحت، وشكرًا)، التي أكسبته مهارة الذكاء الاجتماعي المميزة، وجعلته مقبولاً لدى الآخرين، وقادرًا على جذب القلوب، كما جعلته أيضًا ذا ذوق أخلاقي، رفع من مكانته (حيًّا وميتًا)، ولله دره.

الأخ الأوسط يشبه أخاه البكر في أسلوب التعامل اللطيف وقدرته على التأثير في الآخرين وكسب ودهم، مع القليل من المغالاة والصراحة التي تحمل بعضًا من التلوُّن لمصالح شخصية، اجتماعية أو سياسية.

هو قد يبدي خلاف قناعاته رأيًا أو حكمًا - حسب متطلبات الموقف - لمنفعة ذاتية، يخشى عليها من الفقد أو الانحلال!!

(آخر العنقود) منافق اجتماعي بحت، مصلحته أولاً في كل شيء، ومن أجل أي شيء.. يمتلك وجهَين، يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.. مغالٍ جدًّا في المجاملة والتلون في العلاقات، وغامض أكثر في المبادئ والأحاديث لغرض شخصي أو انتفاع دنيوي!!

لا يُعرف لهذا الأخ الأصغر وفاق من كثرة النفاق.. يقول كثيرًا ويعمل قليلاً، ويدعو إلى الإصلاح على الرغم من فساده والضلال.. مذبذب في الأخلاق، مهزوم من الداخل، ومتأرجح حسب المصالح من الخارج!! يرضى لنفسه ما ينكر من عيوب غيره.. دومًا يبدي آراء تخالف قناعاته مرتديًا (الماسك) المناسب لتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة.

قد يختلف معي البعض في أن ذلك من الذكاء الاجتماعي، وهنا أقول إن الأخير (الذكاء الاجتماعي) يُبنى على الحساسية الاجتماعية قولاً وفعلاً، وعلى جوهر القيم الإنسانية التي من دأبها دومًا السعي في تخفيف حدة الاحتقان المجتمعي على المستويات كافة.. المصلحة العامة أولاً، ثم المنفعة الذاتية بعد ذلك، وهذا شعاره بعيدًا عن مسلسل التخلف الذي ينشر آفة الفساد والحقد والضغائن، التي تنخر حد التسوس كيان المجتمعات المتطورة، أو التي في طور النمو والتقدم.

وشتان بين هؤلاء الإخوة!!

في الإسلام:
آية المنافق ثلاث: "إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمن خان". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org