تصوير : هاني الصبحي :في السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني من الهجرة وقعت غزوة بدر، والتي تُعد أول معركةٍ من معارك الإسلام، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.
وتقع بدر في وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، حيث تقع مكة في جنوبها الشرقي، وتبعد عنها نحو 250 كيلومترًا تقريبًا، والمدينة المنورة في شمالها الشرقي، وتبعد عنها 154 كيلومترًا، ويحدها من جهة الغرب البحر الأحمر، ويبعد عنها نحو 30 كيلومترًا تقريبًا .
وقال المهتم في الآثار النبوية والإسلامية، عزت فاروق عزت لـ "سبق": إن غزوة بدر وقعت في السنة الثانية للهجرة، حيث بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر عودة قافلة قريش من الشام، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضوان الله عليهم- لاعتراض القافلة، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه : "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا لعل الله ينفلكموها" .
وأضاف "عزت": "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً وفرسين وسبعين بعيرًا ، ولما بلغ قريش الخبر خرجت في جيش قوامه 1000 رجل تقريبًا ، وكان النصر من عند الله للمسلمين فاستشهد منهم 14 شهيدًا مازالت أسماؤهم مكتوبة وقبورهم معروفة في بدر" .
وتابع: "عبر 14 قرنًا ظلت شواهد هذه المعركة الخالدة قائمة في بدر، فهذا مسجد العريش الحالي المعروف في بدر، والذي بني مكان خيمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومقر قيادته، ويطل على أرض المعركة، وبجواره بقايا مسجد قديم بني من الطين واللبن، يطلقون عليه أهل بدر مسجد النصرة، وهو المكان الذي بركت فيه ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبجوارهما بقايا حوض الماء الذي بناه المسلمون وقت الغزوة؛ لمنع جيش قريش من الوصول للماء".
وبيّن "عزت": أن جبل الرحمة ويسمى "جبل الملائكة" وهو الذي نزلت عليه الملائكة وقت الغزوة، وهو تل من الصخور تكسوه الرمال في معظم أجزائه، ويقع غرب كثيب الحنان.
واختتم قائلاً: "مازالت مزرعتا غياضة وخميس -بارك الله لأصحابهما- اليوم اللتان تقعان في أرض المعركة شاهدتين على هذا التاريخ العظيم، وترويان قصة بدر الخالدة".