من سفارتينا بالفلبين وإندونيسيا..  (لماذا لا نتعظ)؟

من سفارتينا بالفلبين وإندونيسيا..  (لماذا لا نتعظ)؟

الاستقدام للمواطنين يزداد بشكل مهول، والحاجة إليه باتت ضرورية يصعب الاستغناء عنه، خاصة أننا مقبلون على شهر الخير والبركة رمضان المبارك.

وترتكز معطيات الطلب تجاه (الفلبين وإندونيسيا) كرغبتين لهما طابع الجماعية من كافة أسر المجتمع، خاصة أن الرغبة لدول إفريقية تقل بشكل كبير كلما تذكروا تلك المصائب التي حلت ببعض الأسر، حمانا الله وإياكم.

وتأتي الأسر السعودية برغبات ملحة للاستقدام من تلك الدولتين على اعتبار العمالة المنزلية والسائقين هموما تشغل الجميع.

وتعمل سفارتانا هناك على تذليل الصعاب رغم شدة القوانين بين مانيلا وجاكرتا، فتارة تمنع تهجير العمالة للمملكة وتارة تسمح بشروط تعجيزية.

ومع أن السفارتين السعوديتين تعملان على تحقيق الرغبة وتقريب وجهات النظر بين الحكومتين وظروف أسرنا، إلا أن كثيرا منا يقع فريسة للسماسرة داخليا وخارجيا عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

السماسرة المجهولون بأسماء وعناوين وحسابات متنوعه توقع أصحاب الحاجة الملحة في فخ الابتزاز والإغراءات.

تلك المواقف المتكررة والثقة المفرطة من قبل مواطنينا جعلت سفارتي المملكة في (الفلبين وإندونيسيا) يتفرغون لملاحقة هؤلاء السماسرة والمكاتب الغير معروفة وليست لها وثائق قانونية.. رغم أن السفارتين مشكورتين تنبهان برسائل إعلاميه بين الفينة والأخرى بعدم التعاطي مع السماسرة أو المكاتب الوهمية، ولا يسلم لهم أي مبالغ أو وثائق، حتى إن السفارتين في الفلبين وجاكرتا تسهلان عملية الاستقصاء والتأكد من أي مكتب أو وكلاء في نظامية ومصداقية عملهم تجاه الاستقدام.

السفير د البصيري في مانيلا والأستاذ الشعيبي في جاكرتا يعملان جاهدين على تحقيق رغبات وطلبات كل السعوديين النظاميين.. لعملية الاستقدام أو الاستثمار.. ويضبطون العملية الاستقدامية بشكل قوي ولهم دراية كاملة بالمكاتب وأصحابها النظاميين الذين لا مشاكل تذكر عليهم.. فيرون ضرورة حماية الوطن والمواطن من خلال التركيز على مكاتب نظامية ولها وكلاء موثوقون.

ومع هذا الوعي المتزايد لدى فئات المجتمع واستخدامات تقنية السوشيل ميديا، إلا أنهم يقعون في فخ الاستغفال دون اللجوء والتأكد من سفارات الوطن هناك.

الثناء على الجهود المبذولة لا يعتبر مدحا أو مبالغة، فكما ننتقد نأخذ بمبدأ الذكر الحسن لمن يعملون بخدمة للوطن.. ونعمل على تحفيزهم وتشجيع المواطن على استثمار الخدمة هناك!

وعلى أساس ذلك ننبه إلى أن هناك شبابا ورجالا يعملون جاهدين لتحقيق رغبات كل مواطن ومواطنة، ومع هذا لا يستثمر المواطن السعودي تلك الجهود والتسهيلات التي تنمى المعرفة بالجانب الآخر هناك وتحفظ حقوقهم.

مشكلتنا أننا لا نتعظ من مواقف الآخرين ولا نأخذ عبرة منهم.

فالسفارتان مشكورتان بذلتا جهدا مضنيا في استرداد (حقوق الأسر المالية) الذين خدع البعض منهم في أموال سلمت لأناس ليس لهم علاقة بالاستقدام وخاصة في الفلبين.

أرقام وهواتف وهمية تستخدم وقتيا لجر الأموال مباشرة من العميل في المملكة وسرعان ما تختفي مباشرة.. المشكلة أن بعض هؤلاء السماسرة الوهميين سعوديون وعرب، حتى تسهل ثقة الآخر بهم.

سفارة الفلبين بمتابعة دقيقة من السفير البصيري استردت أموالا بشكل يومي من خلال ملاحقة هؤلاء المجرمين وأعيدت حقوق كثيرين ممن يلجؤون للسفارة عبر بريد ووثائق ترسل لسفارة الملك في الفلبين وكذلك جاكرتا.

السؤال المحير أنه رغم التحذيرات من الخارجية السعودية وسفارتيها في تلك الدولتين بعدم التعامل مع من لا مكاتب رسمية لهم. لماذا لا نتعظ؟؟

كما أن السفارتين لديهما موقع إلكتروني يوضح ويسهل ويجيب على كل الاستفسارات إلى جانب خطوط مباشرة هاتفية على مدار الساعة لتوعية المواطنين وتسهيل إجراءاتهم.

أبعد هذا عذر؟

كيف نقع فريسة سهلة لهؤلاء السماسرة!!

المشكلة تكمن أيضا في عبث بعض شركات الاستقدام هنا بالمملكة الذين يؤجرون العمالة بشكل شهري أو يومي بأرقام فلكية لاستغلال الحاجة المدقعة للبيوت السعودية!

ترك هؤلاء يعبثون بجيوبنا وحاجتنا الماسة، وترك مساحة للبعض ليلجأ لعناوين في الفلبين وإندونيسيا، لعلهم يحققون ما يحتاجونه بعيدا عن طمع وجشع مكاتب الاستقدام بالمملكة؟ الذين مع الأسف أمنو الرقيب الصارم لكبح الأسعار الخياليه بادعاءات أنه سوق تنافسي حر!!

فعاملة منزلية يؤخذ عليها ٣٠٠٠٠ ريال شهريا أي ٧٢٠٠٠ في سنتين كأقل مدة يستوجب عملها في المنزل، أليست هذه مصيبة! بل مصيبة كبرى تضغط على الأسر للجوء إلى سماسرة العمالة هناك مستثمرين تلك الضغوط في إيهام الناس.

نعم نجح السفيران (البصيري والشعيبي) في تنمية العلاقات مع وزيري العمل في الفلبين وإندونيسيا لتخفيف الإجراءات والحدة من عدم الثقة بالسوق السعودي والتعاون على ضبط المكاتب الوهمية والسماسرة الأفراد ، علاوة على العمل مشكورين لتلقي الشكاوى رغم فداحة الأخطاء التي يقع فيها بعض المواطنين.. وسرعة حلها.

كما أن السفارتين تفتحان أبوابهما لكل من له شكوى من كل الأطراف لأخذ حقه وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

بحق.. إننا نعمنا بكرم شخصية الوطن من خلال سفرائنا، فحقوقنا ولله الحمد تسترد، لطالما أننا لم نسئ لأحد.. وهذا ما شاهدته شخصيا ووقفت على بعض النتائج.

علينا أن نتنبة من الوقوع في خيوط السماسرة وأن نحترم قوانيق البلدان وأن نستثمر جهود السفارات كما هي عليه في مانيلا وجاكرتا.

السفارتان عليهما ضغط كبير بشكل يومي لطلبات الحج والعمرة وجوانب عدة، منها التمريض والعمالة الفنية وغيرها للقطاعين الحكومي والخاص، ومع ذلك لم تمنعهما من ضبط العملية الخدميه وتسهيل الإجراءات.

شكرا لسفيرينا البصيري والشعيبي على خلقهما ودماثتهما في التعامل مع السعوديين هناك، وإيجاد ثلة من الشباب المميز في السفارتين.. لإنجاز التأشيرات بصورة سريعة أوصلت إلى أن كل مكتب استقدام يسمح له من وزارة العمل هناك أسبوعيا بعشرين جوازا تؤشر مباشرة.

أقسم لكم بالله أن من يرى الوزير عادل الجبير في تعامله الجميل والراقي مع كل إعلامي ومنها "سبق" العزيزة، يصدق جليا ما نراه من هذين السفيرين دون رياء ومن سفرائنا المتجددين، الذين نتأمل الاستمرارية في التطوير لصالح الوطن.. ثقة من خادم الحرمين الشريفين وعضديه الكريمين حفظهم الله لرفعة بلدنا ومواطنيه بين أقطاب العالم.. في كافة السفارات..

دام وطني شامخاً..

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org