مَن يحكم قطر.. "القيادة" أم "الجزيرة"؟

مَن يحكم قطر.. "القيادة" أم "الجزيرة"؟

للذين ينتقدون المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين في قطعهم العلاقات مع قطر أين كانوا عندما وقَّعت قطر في عام 2014 على بنود اتفاق الرياض ولم تنفِّذ منه أي بند؟ بل إنها استمرت في الالتفاف على كل ما يصدر من قرارات لمجلس التعاون الخليجي، ولم تنجُ أي دولة من دسائسها والطعن من الخلف وتمويل المنشقين الهاربين من العدالة.. ولماذا لم ينتقدوها على أفعالها التي لم تعد في الخفاء بل أصبحت تتفاخر بها، وتسعى إلى تضليل العالم بأسره بادعائها نصرة المظلومين من شعوب العالم، خاصة الإخوان المسلمين والأحزاب المعادية للإسلام كحزب الله وغيره؟

لقد سمعنا بعض الصراخ ممن لهم استفادة مما تنفذه قطر، سواء بالدعم المالي أو الإمداد بالأسلحة أو التعاون الاستخباراتي؛ فهول المصيبة سيقع على رؤوسهم إذا عادت قطر إلى الطريق الصحيح، ونفذت لجيرانها مطالبهم التي لا تتدخل في سيادتها، وإنما لاقتلاع الشر الذي زرعته طوال عقدين من الزمن، وكانت تجني ثماره على حساب جيرانها وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى.

لقد وظفت دولة قطر ومَن يقف إلى جانبها قطع العلاقات معها توظيفًا خاطئًا لمحاولة شحذ مناصرين لها؛ فسمت المقاطعة حصارًا لمحاولة الخروج من الأزمة التي جنتها على نفسها من انتهاك خصوصية الغير، وعليها أن تتجرع السم الذي كانت تسقيه للآخرين، وتعلم أن الشذوذ يؤدي إلى عواقب، يتضرر منها الشاذ قبل غيره.

لقد بدأت نيران الفتنة منذ أول يوم بثت فيه قناة الجزيرة (الإسرائيلية)، كما ذكر فيصل القاسم أحد إعلاميها في لقاء مع إحدى القنوات العربية؛ فلم يسلم بلد عربي أو إسلامي من تدخلها ونشر الفرقة بترويج واصطناع الأخبار الكاذبة، حتى أصبح الجميع لا يعلم هل الدولة تدير الجزيرة أم أن الجزيرة تدير الدولة؟ ورأى حكام قطر أنهم بالجزيرة أصبحوا دولة عظمى، يتحكمون في سياسة الدول، ويسيّرونها وفق رغباتهم.

كنا نتمنى من قادة الشقيقة قطر أن يغلّبوا مصالح المواطنين القطريين على مصالح القادة، وأن يتراجعوا عن المضي في قراراتهم الخاطئة، والعمل على لمّ الشمل وإعادة التقارب والتآلف بين شعوب الخليج؛ فمهما بلغ العداء وبلغ التقاطع سيأتي اليوم الذي تنكشف فيه الغمة، فكما يقول المثل (الظفر ما يطلع من اللحم)، وليتها تتعظ من هذه التجربة، فكل من تؤويهم أو تساندهم لا يملكون لها نفعًا بل إنهم أضروا بمصالحها، وتسببوا في تغيير نظرة العالم لها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org