مهنة الرسل.. أم مهنة الـ..؟!

مهنة الرسل.. أم مهنة الـ..؟!

في ظني - غير الآثم - أن أحمد شوقي - رحمه الله - لو عاش لزماننا، ورأى بأم عينَيْه حال معلِّم اليوم عندنا، لربما أعاد النظر في البيت الشهير في مطلع قصيدته، التي امتدح فيها المعلم، ورغّب في احترامه، وتبجيله،حينما قال:

قُمْ للمعلم وَفِّه التبجيلا *** كاد المعلمُ أنْ يكونَ رسولا!!

أي تعليم لا يقوم على توقير المعلم والمعلمة، وتوفير كل سُبل الراحة لهما في عملهما، إضافة إلى إعطائهما حقوقهما؛ كي يؤديا عملهما بتفانٍ وإخلاص، هو تعليم ناقص، ولم يكتمل نموه بعد، فضلاً عن أن يكون ذا شأن..!!

مما يحز في النفس، ويبعث على الأسى، أن كثيراً من فئات المجتمع على مختلف درجاتهم، أياً كانوا، لا تجدهم يوقرون المعلم/ المعلمة أو يحترمونهما، فضلاً عن أن يزرعوا ذلك في نفوس أبنائهم وبناتهم..! بل تجد بعضهم يروج أو يعتقد أو حتى "يطقطق"!! ذلك ما أخبرني به أحد الإداريين من منسوبي المدارس، حينما قال لي إن أحد رجال الأعمالقال له حرفياً "يا أخي، أنتم مثل الشغالات، تمسكون أبناءنا لما بعد الظهر، حتى نأتي لنأخذهم"!! ذلك - مع الأسف - مبلغه من العلم، إذا اعتقد أن ذلك هو دور المدارس، وهي إحدى دور العلم التي يمكث بها الطالب ما يقرب من 7 ساعات؛ كي يتعلم مهام مختلف العلوم؛ كي يكون نافعاً لنفسه، ثم لبلده وأمته..! تلك النظرة القاصرة تجاه دور المعلمين والمعلمات من بعض فئات المجتمع لم تأتِ من فراغ حقيقة،وإنما أتت من عوامل عدة، أهمها وأسها وأساسها ذهاب هيبة المعلم من قِبل بعض مسؤولي التربية السابقين، وهضم حقوقهم، وعدم إعطائهم ما يستحقون، ومن أهمها المستويات المستحقة لهم، إضافة إلى أمرَيْن مهمَّيْن أيضاً، هما التأمين الصحي وبدل السكن، اللذان غالب موظفي الدولة يحصلون عليهما إلا هم، ولا يعلمون ما السبب..؟!

وختاماً.. يجب أن يدرك مسؤولو وزارة التعليم أن قراراتهم وتعاميمهم، التي غالباً ما تنتهج التهديد والوعيد بـ"الويل والثبور وعظائم الأمور!! هي التي ساهمت بشكل أو بآخر في إضاعة حقوق المعلمين والمعلمات،وساهمت بضعف هيبتهم، حتى أصبحوا مادة يسخر منها من قِبل بعض فناني الكاريكاتير في بعض صحفنا المحلية، التي دأبت على السخرية من المعلم، والحط من قيمته.

فكي يرجع تعليمنا كما كان يجب أن يعطَى المعلم والمعلمة مكانتهما في المجتمع، ومحاسبة وملاحقة من يسخر منهما في كل وسائل الإعلام، إضافة إلى إعطائهما حقوقهما كاملة غير منقوصة، وكذلك الاهتمام بالبيئة التعليمية من حيث توفير مبانٍ مناسبة، والبُعد عن المباني المستأجَرة والمشتركة، وتعيين الخريجين والخريجات المؤهلين والمؤهلات؛ حتى يساهموا في نهضة تعليم بلادهم؛ كي يعود تعلمينا قوياً كما كان. والله الموفِّق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org