موسم.. الراسخات في الوحل

موسم.. الراسخات في الوحل

بدأ العد التنازلي لانطلاقة موسم التمور بالسعودية بعد أسابيع، ولكن هناك نقصًا في المصانع وضَعْفًا في التسويق لمنتج بل ثروة مهدرة، ومنجم ذهب، يُدرُّ سنويًّا 9 مليارات ريال.

ومَنْ يتابع ويرصد يجد هناك مشكلة كبيرة في التسويق؛ إذ إنه لا توجد مواصفة ثابتة للمنتج. وغياب وجود هذه المواصفة يقلل من فرص التسويق الخارجي للتمور.

وهنا نطالب التجار بإنشاء علامة جودة للتمور السعودية، وإنشاء شبكة مراكز تسويق التمور في مناطق الإنتاج الرئيسة في السعودية، وإنشاء نظام تداول إلكتروني لتجارة الجملة.. كل هذه تعتبر عوامل جذب، وكذلك دعم مشاركة المرأة في صناعة التمور.

دعونا نعرف آخر إحصاء ماذا يقول عن عدد «النخيل» بالسعودية، الذي يشير إلى ما يقارب 25 مليون نخلة.. أكرر: دعونا نستثمر تميُّزنا.. بصراحة، لا أجد رواجًا للمنتج «التمر السعودي».. نحتاج إلى شركة وطنية، تهتم بالتمور من البداية إلى النهاية. هناك دول لا تقارن بالسعودية في إنتاج النخيل، وتحقق حضورًا واهتمامًا عالميًّا كبيرًا في التمور، مثل الجزائر وتونس اللتين تصدران إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية، منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، إضافة إلى بعض الدول الآسيوية والعربية، منها ماليزيا وسنغافورة واليابان والمغرب وقطر والإمارات.

والشي الغريب أن تونس أيضًا تصدر بعض أنواع التمور للمملكة، مثل المسمى «دقلة نور».. وبصدق أقول: إن تلك التمور لا تقارَن بالمنتج السعودي، ولكنهم حضروا عالميًّا بتسويق وتصنيع وترويج، وهو ما عجزنا نحن عنه بلا مبرر أو تفسير، وهذا ما يوجب أن نهتم بهذا المنتج. ولا ننسى أن معظم المصانع بلا رؤية، وتتنافس على التقليد، وتتجاهل الصناعات التحويلية.

وختامًا أقول: أين الاقتصاديون من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: "نعم المال النخل الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل"

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org