"نساء الكهف" بعد 3 أعوام.. ماتت "شريفة" والعمى يطارد "شارة" و"سعيدة" محتجزة !

توجيهات أمير جازان نتاجها بحث فقط.. معاملات الهوية حبيسة أدراج الأحوال ولا ضمان
"نساء الكهف" بعد 3 أعوام.. ماتت "شريفة" والعمى يطارد "شارة" و"سعيدة" محتجزة !

قاربت قصّة نساء الكهف على عامها الثالث، دون أي نتائج لتلك التوجيهات الصادرة لرعايتهن التي أخذت أصداء كبيرة في كل فترة يعاد فيها فتح قضيتهن إعلاميًا، فبعد تلك التوجيهات بعامين ماتت "شريفة" وهُجر كهفها، و"شارة" يغيّب بصرها العمى تدريجياً، وما زالت "سعيدة" محتجزة في الأودية، قطعت طرقها السيول المتواصلة من جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها تلك الجبال.

فبعد أن صدرت توجيهات أمير جازان، في تلك الفترة، ببحث حالة نساء الكهف، وبحثت الحالات ورفعت كلٌّ لجهة اختصاصه، وباشرتهن حقوق الإنسان، لم يجدن سوى أكياس الأرز، وزيارات وسائل الإعلام المتكررة حتى بعدما أكملن متطلبات الأحوال المدنية التي طلبت منهن أوليًا، من أجل استخراج إثبات الهوية، والتمكن من الحصول على ضمان اجتماعي وفق ما تقتضيه الأنظمة، لكن المعاملة ما زالت حبيسة البيروقراطية وأدراج أحوال جازان.

يقول يحيى الصهلولي، وهو ابن واحدة من نساء الكهف لـ"سبق": "التطور الذي طرأ على حالاتهن هو أن شارة أسكنها فاعل خير منزل مؤقت مكون من صفيح حديدي، بجوار إحدى حدائق هروب، بعدما تدهورت حالتها الصحية، لكن عربات الأحوال المدنية والجهات المختصة، لم يصلوها حتى بعدما انتقلت من الكهف، وحتى بالقرب من مدينة هروب، لتستمر معاناتها المعيشية، ونقص الرعاية الاجتماعية رغم حاجتها لها بسبب الهوية؛ حيث كن سبع مسنات تبقى منهن ست.

وتابع: "حالاتهن تتدهور من الناحية المعيشية والناحية الصحية، ولا أي من الجهات الحكومية تلتفت لهن أو تزورهن لترعاهن، ولا حتى القطاع الخاص، إلا قليل جدًا من فاعلي الخير من ميسوري الحال يقومون ببعض شؤونهن"، وتساءل: "متى يجدن حقوقهن وعيش كريم قبل اللحاق بصديقتهن شريفة".

ويقول: "لا يوجد لهن أي تقارير طبية؛ لأنهن لم يزرن مستشفى أبدًا، ولا نملك غير أوراق المواعيد المتواصلة للمعاملة فقط في الأحوال المدنية.

ويصف "الصهلولي" موت شريفة، قائلاً: "ماتت بالسرطان حسب قول طبيب مصري أحضروه لكهفها لأنها لا تركب السيارة، ولم تخرج من الأودية تقريبًا، ولم تصلها اللجان الطبية أو تتفاعل معها".

وأوضح حول مساكنهن وأوضاعهن الحالية بقوله: "شارة قاسم يحيى صهلولي، تسكن حاليًا نيد الحرة بجوار حديقة هروب، وشوقة مفرح صهلولي تسكن الرقاد أسفل هروب، وزايدة أحمد صهلولي تسكن قرية الأودية، وزرعة حسن صهلولي تسكن قرية الأودية، وسعيدة ناصر صهلولي تسكن قرية الأودية، وشارة علي صهلولي، قرية الأودية"، مشيراً إلى وفاة شريفة علي صهلولي في قرية الأودية بعد رفع المعاملة، دون أي علاج بسبب عدم وجود وثائق وهويّة.

يشار إلى أن "سبق"، كانت قد قامت بتقارير صحفية عدة، أعدها الزميل عبدالله البارقي، في أوقات متفاوتة، نقلت فيها صوتهن، وفي أحد التقارير الصحفية، كانت شريفة حاضرة قبل أن يوافيها الأجل، التي تشابهت معاناتها مع صديقتيها في عدم حصولهن على هوية وطنية تمكنهن من الحصول على أبسط حقوقهن، وهو العلاج، فلم يكن أمامهن إلا الصيدليات أو بعض الأعشاب، فشريفة كانت تقضي وقتها مع أغنامها، وليس لديها القدرة على لقاء صديقاتها سعيدة وشارة وزرعة، لتقدمهن في السن، ولعجزهن عن الحركة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org