نيويورك تايمز: هذه أسباب فشل الانقلاب في تركيا

نيويورك تايمز: هذه أسباب فشل الانقلاب في تركيا

قالت صحيفة نيويورك تايمر الأمريكية في تعليقها على الانقلاب الفاشل في تركيا إن الانقلاب فاجأ الجميع بما فيهم الأتراك أنفسهم، و إذا كانت محاولة الانقلاب التركية مفاجأة فإن هناك أسباباً وجيهة لعدم حدوث انقلاب .وذلك استناداً إلى عقود من الأبحاث والدراسات المعمقة حول كيف ومتى ولماذا تحدث الانقلابات .

وزادت الصحيفة: بعد انتفاضة مساء الجمعة ذات الأنماط المتباعدة , يقول علماء السياسة الذين يدرسون أنماط الانقلابات العسكرية إن تركيا تعتبر من الدول ذات المخاطر المنخفضة في حدوث انقلاب عسكري فيها .

وبينت الصحيفة: لقد علق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الانقلاب الفاشل بدعمه للحكومة المنتخبة، معرباً عن الحيرة التي يشعر بها كثير من المراقبين بالقول " لقد فاجأت محاولة الانقلاب الجميع بما فيهم الشعب في تركيا " مضيفاً " يجب أن أقول إن هذا الحدث كان يفتقر للبراعة في التخطيط والتنفيذ ".

وأردفت الصحيفة " الفجوة بين التمرد في تركيا والانقلابات السابقة تفسر لماذا فشلت المحاولة، ولكن وضعت العديد من الأسئلة التي هي بحاجة للرد. فتركيا ليست ذاك البلد الذي ترتفع فيه مخاطر الانقلاب. فالانقلابات عادة ليست بالضرورة أن تكون مؤامرات فردية، فهناك عوامل هيكلية تساهم في حدوث الانقلابات .وقد حددها علماء السياسة من خلال تتبع العوامل مثل الاتجاهات الاقتصادية والحريات السياسية والصحة العامة و أنماط تنبؤية عدة .

 "جاي أول فيلدر" الذي يعمل في مجال التنبؤ السياسي، والذي أسس نموذجاً عملياً يعتمد على الرياضيات لجمع بينات الدول لتقييم مستوى خطر حدوث انقلاب في أي بلد يقول " إن تركيا كانت من البلدان التي لا يوجد لديها إنذار مبكر لحدوث انقلاب أو تمرد، لقد كان أمراً مستبعداً جداً. لقد كان نسبة حدوث انقلاب في تركيا لا تتجاوز 3%، وذلك استناداً على بيانات 2016 م. مضيفاً: وتعتبر تركيا من الدول المستقرة، وعادة البلدان المعرضة لمخاطر الانقلابات العسكرية تكون نسبة وفيات الرضع عالية وارتفاع في مستوى الفقر وأداء الاقتصاد يكون ضعيفاً. لكن في تركيا الاقتصاد ينمو ووفيات الرضع تنخفض بنسب عالية .

وزاد الخبير أول فيلدر: إن البلد عادة يكون بعيداً عن الانقلابات إذا كان هناك نزاع مسلح في الدول المجاورة. ورغم أن تركيا لديها تاريخ من الانقلابات يقول أول فيلدر: لقد تغيرت البلاد كثيراً منذ آخر انقلاب عام 1997 لقد مرت عشرون عاماً لم نشهد انقلاباً واحداً في تركيا. ويضيف أول فيلدر بأن هناك عاملاً مهماً جداً ومسبباً للانقلابات، وهو صراع النخب العليا في الدول مثلاً قطاع الأعمال مع الجنرالات والقضاء والتجار وغيرها، لكن في تركيا لا توجد أي علامات على هذا النوع من الصراع بين أقطاب النخبة.

وأضافت الصحيفة " تشير البحوث في مجال التنبؤ السياسي أن تنفيذ انقلاب ناجح هو بمثابة وصفة لعمل خبز الكعك وإذا تخطيت الخطوات أو تجاهلت المكونات فمن المؤكد أنك ستفشل ".
وكتب ناينهال سينغ أستاذ في كلية الحرب الجوية في أمريكا كتاباً بعنوان "الاستيلاء على السلطة" والذي يركز على عوامل نجاح وفشل الانقلابات. يقول إن الانقلاب مثل الألعاب التنسيقية. ووفقاً لهذه النظرية عندما تقنع قادة الضباط والجنود بأن عملية الانقلاب ستكون سريعة وناجحة سيتحفز الجنود على الانضمام إلى العملية.

وتضيف الصحيفة: الانقلابات الناجحة في دولة مثل تركيا والتي لديها مؤسسات عسكرية وسياسية قوية تتبع عادة نموذج الانقلاب المؤسسي وفقاً لبراين كلاس، وهو زميل في كلية لندن للاقتصاد .
في الانقلاب المؤسسي يجب على الجيش التوحد للاستيلاء على الحكم واستخدام القوة الكاملة للسيطرة على الحكم من الأعلى إلى الأسفل، وهو ما حدث في انقلاب 1980 في تركيا. و يحمل هذا السيناريو لعبة التنسيق البسيطة إلى حد ما ما بين النخب العسكرية، ثم ستجد النخب الأخرى أنه ليس لديها خيار سوى أن تسير على الخطة .

واختتمت الصحيفة بالقول " كان الانقلاب ناجحاً في تركيا عام 1997 بعد نجاح النخب العسكرية في العمل مع مؤسسات المجتمع المدني وغيرهم ممن عارضوا الحكومة. كما نجح الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 وسط احتجاجات واسعة ضد الحكومة .

وفي الانقلاب الأخير في تركيا بدا أن قادة الانقلاب يفتقرون إلى الحلفاء، ولم تصدر أي من منظمات المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية بياناً تدعم فيه التمرد. لقد بدا الانقلاب محكوماً عليه بالفشل فقط .ولايزال من غير الواضح ما الذي دفع المتمردين للقيام بهذه المحاولة، فالتفسير الأكثر وضوحاً واستناداً إلى التاريخ أن هذا الانقلاب افتقد إلى الكفاءة وسوء التخطيط .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org