هل تقود المرأة السيارة..؟

هل تقود المرأة السيارة..؟

طَرَحَتْ الرؤية التي قدمها الأمير محمد بن سلمان الاثنين الماضي، وتناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية، العديد من المواضيع الحساسة التي تهم الشارع السعودي على وجه الخصوص.

ولأول مرة نجد مسؤولاً على مستوى القيادة يتحدث بشفافية في وسيلة إعلامية كبرى، ويقول آراء كانت في الماضي من الآراء التي نتحسس منها، ومن إعلانها، أو النقاش فيها وحولها..!

بعد إعلان الرؤية كتب من كتب، وتناولت الصحافة والإعلام بشقيه (المسموع والمرئي) نقاط الرؤية وما جاء فيها. وتركزت بعض الحوارات ـــ وهذا موضوع مقالنا اليوم ـــ عن المرأة ودورها ومشاركتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكيفية استثمارها كعقل وكنصف المجتمع. وحاول بعض النساء التقليل من الأطروحات والنقاط التي جاءت بها الرؤية، وحصرن الاستثمار والنقلة النوعية للمرأة السعودية بشق واحد،ونقطة واحدة، وموضوع واحد، ألا وهو "قيادة المرأة السيارة"، وكأن هذا الموضوع بالتحديد هو من سينقل المرأة السعودية إلى مصاف العالمية، وكأن بقية أمورها في تحسُّن، ومشاركاتها العلمية والعملية وفي الاستثمار وصناعة الحياة والنجاح قد انتهت، وأنها في طور النقلة النوعية والكبيرة إذا قادت سيارتها وحدها، وتخلصت من السائق..!

يا سيدتي الكريمة.. ليست القضية أن تقودي المركبة أو لا تقودي؛ فهذه أمور ثانوية، وأمرها لدى الشارع والمجتمع وولاة الأمر، وليست أمرًا نتوقف عنده، ونوقف عقارب الساعة، ونقول "لن نصنع التاريخ، ولن نشارك في التنمية، ولن نشارك في عملية البناء إلا بعد أن نأتي أمام المقود لا خلفه..؟".

يا سيدتي.. لا تكوني ممن ينظر إلى الكأس بمحتواه الفارغ، ولا ينظر إلى الرؤية والمستقبل وما جاءت به من نقاط عدة تهم المرأة، وتهتم بالمرأة، وتجعل منها شريكًا للرجل في البناء والتنمية.

نقاط جعلت من "شقائق النعمان" شقيقات الرجل..راجعي حساباتك، وراجعي ما جاء في الرؤية، ستجدين العشرات من المحاور والأهداف التي تهتم بالمرأة العاملة، والمرأة الأم، والمرأة المشاركة، والمرأة القادرة على إدارة المشاريع، والمرأة المعطاء، والمرأة صاحبة القرار والمشاركة في صناعته..!

يا سيدتي.. لا تحصري رؤيتك خلف إطار دائري مغلف بزوايا الكسل، والانكسار.. ولا تنظري إلى الأمور بعين واحدة، تجعل من ضوء القمر انعكاسًا للشمس فقط، وتنظر إلى الجزء المظلم منه..!؟

بادري بالنظر إلى الأفق، إلى الشمس والمجموعة الشمسية بأكملها، وسترين أن هناك ألف نقطة ونقطة حولك ومنك وإليك.. أنت من يبدأ الفكرة ويحولها إلىمشروع قابل للتنفيذ، وأنت من يصنع الرجال والنجاح،فلا تتوهمي، ولا تتوقفي عند أقرب محطة للقطار، تنتظرين السائق الأجنبي أن يتنازل عن مكانه إليك، وأن تقودي بدلاً منه، وبذلك يتحقق حلمك.. أحلامك وأهدافك ليست هنا فقط، بل بنظرة شاملة للمستقبل بدأت منذ عهد "سلمان الحزم"، ولن تنتهي، ولن تتوقف.. امتطي جواد الإبداع، وشاركي في صناعته؛ فأنتِ الرابح أولاً وعاشرًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org