هل يكسب طلابنا التحدي؟؟

هل يكسب طلابنا التحدي؟؟

يحب طلابنا التحدي! تستميلهم المنافسات، وتستهويهم. وما أكثرها الحناجر التي تصيح مشجعة لكرة تدور بين الأرجل، أو تتطاير بين الأيادي!! وما أشدها حماستهم لمنافسات وقتية، يطلون فيها من مدرجات، يصفقون للغير، أو تطل عليهم عبر شاشات فقط!

لكن التحدي هذه المرة من نوع آخر، يرتقي فوق حيث العقول! ويُعنى بما غاب عن النشء، وأهملوه طويلاً، وقد كان يحلق بالأجيال السابقة، ويشكّل ثقافتهم، ويدفع طموحهم، يقضون به أجمل أوقاتهم، ويتحدون أنفسهم ليحصلوا على المزيد منه، أما براعمنا اليوم وقد اقتحمت التقنية عقولهم، والتهمت أوقاتهم، فقد غاب ذلك عنهم، ولم يعد يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم.

ما أعنيه ذلك الشغف بالقراءة الحرة، والتوق للصفحات ورائحة الورق ودفتي الكتاب العذبتَيْن!

التحدي هذه المرة يحاول أن يعيد النشء للقراءة، ويقرنها بالجوائز القيمة والمنافسات الطويلة النفس، التي لا ترتبط بدقائق ولا صفارة حكم!! والأجمل حين تستهدف طلاب وطالبات التعليم العامجميعهم..

انطلقت المسابقة لكل الوطن العربي، ووافقت وزارة التعليم لدينا على خوض المنافسة وهي تتكئ على الهدف الأجمل الذي يتوافق ورؤاها، وينسجم مع غاياتها في استمالة الطلاب والطالبات للقراءة، وجعل هذه العادة النبيلة تتأصل في نفوسهم، وتعمق أهميتها أكثر في قلوبهم؛ فتصبح أثيرة لديهم أكثر من جهاز يلعبون به، ويؤذي أعينهم المشعة.. وهكذا يزيد الوعي لديهم، وتتحسن مهاراتهم في اللغة العربية، وتتطور قدراتهم على التعبير بطلاقة وفصاحة.. وهذا ما لاحظنا تراجعه لدى الطلاب في الآونة الأخيرة!

باختصار، هذا المشروع (تحدي القراءة العربي) أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع الطلاب على القراءة، الذي يلزم مليون طالب وطالبة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال عام دراسي، ويتدرج الطلاب عبر خمس مراحل، تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي والتسجيل عبر المدارس، ويتبع ذلك تصفيات وتحكيم وعمل دقيق ودؤوب، وجوائز قيمة جداً. والمبهج ما علمته عن طلابنا – بالرغم من قصر مدة المشاركة - بأنهم نافسوا بقوة، وقَبِلوا التحدي، حتى أنهم أبهروا القائمين على المشروع!! واقترن ذلك بخطة الوزارة لدعم المشاركة على مستوى المحافظات والمناطق؛ فارتفعت الهمم. بارك الله فيهم.

تبقى منافسة عربية، وطلابنا وطالباتنا الأعزاء شرفونا كثيراً في مثل تلك المنافسات، ودائماً ما يحصلون على المراكز الأولى.

والجوائز قيمة جداً على مستوى الطلاب والمدارس والمشرفين والأسر أيضاً؛وتستحق العناء اللذيذ، غير أن الجائزة الكبرى هي أن تعودوا يا براعم الغد لحضن الكتاب، وتدسوا وجوهكم الجميلة بين دفتيه، وتأنسوا به، وتصاحبوه، وتجعلوه صديقكم، تقضون معه أوقاتاً ماتعة، تشتاقون له، وتتلهفون للقياه، وتستمدون منه معلوماتكم وثقافتكم وآدابكم، وتحبونه!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org