وارتدّوا في حراكهم خاسئين

وارتدّوا في حراكهم خاسئين

"نحن أصفى من العسل الصافي لمن أراد صداقتنا، ونحن السم الزعاف لمن أراد أن يعكر صفونا"، من أجمل المقولات للملك فيصل رحمه الله التي تصف حال شعب كامل بمنطق رجل واحد في ظل تلاحم وطني مشهود بين القيادة والشعب -ولله الحمد- برغم الحالة الحرجة والظروف الصعبة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية جراء الفتن والصراعات والمنازعات التي وأدت الأمن والأمان وأزهقت الأرواح وقتلت الانتماء والولاء الوطني، وشردت الأبرياء لأغراض دنيئة ونوايا خبيثة خاسرة بإذن الله تعالى.

حراك 15 سبتمبر المزعوم كشف الغطاء وهزم الأعداء.. أرادوه فتنة وأصبح تجديداً للبيعة؛ فلله درك أيها الشعب العظيم الواعي لكل الأفكار الرخيصة التي تسعى جاهدة لتفتيت اللحمة الوطنية وإشعال نار الفتنة بشتى الطرق والوسائل؛ من انتحال للشخصيات، ونشر للتغريدات والرسائل المحرضة، ودفن للألغام المسمومة.. هذه الفتن -والعياذ بالله- التي وُلدت من رحم شيطان وتدابير خلايا إرهابية تشتري العقول الفارغة والقلوب الجوفاء، وتناست أن موقظ الفتنة ملعون، وأن الدنيا فانية ولن يكون للإنسان سوى حفرة تقاس بالأمتار مهما جمع من أموال وأوطان، وأنجب من أبناء وعدوان!

وبفضل الله انقلب السحر على الساحر في هذا الحراك وتحول إلى "خراط" كما أطلق عليه البعض واستنهض الشعب من كل القبائل والعائلات ومن أقصى المدن وأدناها من أجل وطنه وحكامه حمية؛ فخرجوا إلى الشوارع والطرقات ليس للفوضى والمظاهرات وإنما نصرة لشرف الوطن ودحراً لسكين الفتنة في نحر العدو المرتزق صاحب الأغراض الإجرامية والأطماع الخاسئة.

هذه التجمعات التي تغنّت حباً ووفاءً لبيتنا الوطن وتجديداً لمبايعة قيادتنا الرشيدة؛ لهي صفعة قاسية على خد كل مَن يتوهم أنه قادر على زعزعة كيان المملكة أو نخر أمنها وأمانها، وليعلم الباغي أن دماءنا وطنية سعودية 100%، وإن اختلفنا في معالجة بعض القضايا الداخلية؛ فنحن على قلب رجل واحد -بإذن الله- في وجه كل مَن تسول له نفسه المساس بدولتنا حكومة وقيادة وشعباً.

ومثل هذه التحركات الإرهابية ستبحث عن أساليب وطرق مختلفة وثغرات تدس فيها السم، وعليه يجب أن نكون حذرين ومتكاتفين ونطبق استراتيجة التجاهل بعقلانية، ونعمل يداً بيد في دحض الأفكار المتطرفة المختبئة خلف ستار أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة، القائمة على القتل والغدر والنهب وكل شيء إلا السلام أصل الإسلام ولبه، وعليه فنحن والدين منهم براء، وقاتلهم الله أنى يؤفكون. هؤلاء المرتزقة بدماء الخونة يجمعهم أعداء الوطن وتُفرقهم عصا قوم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسيكونون دوماً كذلك بإذن الله تعالى.

ومضة

حشد العقلاء أمر معقد للغاية...

أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى راع وكلب...

-وليم شكسبير

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org