"وجه رصاصك إلى جسدي".. رسالة "شهيد" وقصص دمعت لها الأعين بـ"حكايا مسك"

إعلاميان يرويان عن البواسل "لن تروني" وأفشلنا عملية حوثية".. حادث وقهوة المستشفى
"وجه رصاصك إلى جسدي".. رسالة "شهيد" وقصص دمعت لها الأعين بـ"حكايا مسك"

أشارت عقارب الساعة إلى التاسعة من مساء أمس، وتسابقت خطى زوار مهرجان "حكايا مسك" نحو مئات المقاعد التي يفصلها حاجز خشبي بين النساء والرجال، منتظرين قصصاً حية قادمة من الحد الجنوبي، يرويها إعلاميان عايشا أدخنة الدبابات، وضرب الطائرات، وتفجير الصواريخ، وجراح المصابين، و"مسك الشهداء".

 

في "حكايا الشهداء" حضرت فنون الصحافة التي تتميز بدمج المشاعر بين فرح وحزن بحسب الحال؛ فما إن صعد مراسل "العربية" هاني الصفيان خشبة المسرح لسرد قصص الحرب هناك؛ حتى قرأ على الحضور رسالة من جندي سعودي يرابط في جازان بدمه وقلبه كاتباً له: "أعلم أنك الآن أمام الجمهور، وأخبرهم أننا -ولله الحمد- قمنا الآن بصد هجوم على قرى جازان الحدودية، وأفشلنا عملية حوثية جديدة".

 

وما إن فرغ الجمهور من التصفيق والفرح؛ حتى أدمع عيونهم بقصة الجندي أول الشهيد -بإذن الله- حسن علي عبده الذي ودع زملاءه بقوله: "سوف أستشهد بعد قليل.. لن تروني"، وعندما مازحوه بقولهم ستعود لنا في مركزنا بعد قليل سالماً غانماً، قال: والله لن تروني بل سأستشهد، وكان يقولها بكل ثقة وفخر، وبالفعل ذهب إلى موقع القصف، وبعد ساعة وصل الخبر إلى زملائه عن استشهاده.

 

وقرأ "الصفيان" على الحضور جملة كان قد سطرها الشهيد ووضعها في صورة العرض بـ"الواتساب" الخاص به، جملة تقطر إيماناً بالله ووطنية أدمعت العيون وبثت روح الحماس؛ حيث كتب "وجّه رصاصك إلى جسدي، أموت أنا اليوم، ويحيا غداً وطني".

 

وبين المشاعر المتخالطة التي امتزجت بلحظات الفرح والحزن، استمع الجمهور لرسالة صوتية من والد الجندي الشهيد يؤكد أن ابنه وأبناء الوطن كلهم دروع لترابه ودينه وقيادته؛ حيث كشف "الصفيان" أن صورة العرض ما زالت تحمل كلمات الفخر والإجلال؛ في حين أن قائلها يرقد تحت التراب ثمناً لدفاعه عن أركان الدين، وكيان الوطن.

 

ويقول "الصفيان" الذي أمضى عاماً في جبال الحد الجنوبي مرافقاً لدروع الوطن: "ذهبت للتغطية الإعلامية في منطقة جازان لأنها الأكثر بالنسبة للعمليات العسكرية، واكتشفت أن الواقع هناك حرب وليست مناوشات متفرقة، وكان سلاحي "المايك" والكاميرا، وعشنا مع المرابطين بالصوت والصورة، واستطعنا أن نوصل رسالة للمشاهدين الذين لا يعرفون الحدود السعودية اليمنية، وصححنا بعض المعلومات لدى المشاهدين الذين يظنون أن الميلشيات لديهم خطط حربية، وهم في الحقيقة مجموعات متفرقة يقومون بقصف عشوائي".

 

وعلى الجانب الآخر من ذات الطاولة التي يدير حوارها الإعلامي مالك الروقي، شارك الإعلامي الإماراتي درويش الطويل مستحضراً تجربته في الحد الجنوبي قائلاً: "بدأت أخوض تفاصيل الحرب من خلال العاصمة الرياض؛ حيث الإيجاز اليومي للعميد أحمد عسيري، وفي الرياض أيضاً عملت تقارير عن رأي المرأة السعودية عن عاصفة الحزم، وكيف هو شعورها وهي تتابع أبناءها وأقاربها المرابطين دفاعاً عن الوطن، كما عملت تقارير عن الجاليات اليمنية في الرياض، وكانت من أصعب التقارير".

 

وأضاف: "بعد الرياض قررنا التغطية الميدانية للحرب من خلال نجران، وانتقلنا بالطائرة إلى مطار أبها بسبب إغلاق مطار نجران، ثم استقللنا سيارة عبر البر، وكنا مرهقين جداً، وكان السائق هو المصور نفسه، وداهمه النوم أثناء القيادة، وتعرضنا لانقلاب نتج عنه كسر في فقرتين بظهري؛ فيما تعرض زملائي لإصابات متفرقة، وجرى نقلنا على وجه السرعة إلى مستشفى نجران".

 

ويروي "الطويل" وهو مراسل قناة "سكاي نيوز العربية"، مَشاهد من مستشفى نجران غمرته بالفرح، قائلاً: "في مستشفى نجران العام تلقيت ببالغ الاهتمام والكرم، رعاية طبية، وتغذية، وحتى القهوة تصلني من المنازل، وفي أثناء بقائي الذي امتد إلى ثلاثة أيام قبل نقلي إلى ألمانيا، سمعت خبر قصف سجن نجران، وهو الموقع الذي كنا متجهين له لإنتاج عدد من التقارير؛ فسبحان الله كان ذلك خير لنا".

 

وأبدى عتبه على الإعلاميين في نجران، في عدم إبراز المستوى الطبي العالي الذي عليه المستشفى، كما نال تصفيقاً طويلاً من الجمهور الغفير عندما ختم قائلاً: "شعار المملكة سيفين؛ سيف لكم وسيف للإمارات، ونضرب بسيف واحد"؛ مضيفاً على وقع التصفيق: "نحن في الإمارات لا نرضى على المملكة ولا على الملك سلمان أي مكروه، وأمن السعودية والخليج العربي والأمة الإسلامية من أمننا".

 

وضحك الحضور، عندما كشف "الطويل" عن موعد زواجه الذي كان مقرراً له أن يتم؛ غير أنه ربط إقامته بتحرير صنعاء اليمينة بإذن الله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org