وكنا يوماً كبارًا!!

وكنا يوماً كبارًا!!

لله في خلقه شوؤن، وكلما ازددنا في العلم أدركنا أننا لا شيء أمام حكمة الخالق وعظمته جلا في علاه!

تأملوا معي قليلاً فيما لو أننا خلقنا كباراً ثم ننتهي صغاراً؛ إلى الأطوار الأربعة إلى البداية حيث كنّا نطفة!!

فبدلاً من أن نكبر نصغر في كل شيء حتى في المشاعر!! فمثلاً شعورنا بالسعادة يبدأ كبيراً ثم يتضاءل إلى أن يختفي، وقوتنا تكون في أوجها ثم ترتخي، وأحلامنا تظهر عظيمة ثم تنطوي، وعمرنا يبدأ بالشيخوخة وينحدر تنازلياً حتى الوصول إلى مرحلة الطفولة؛ ذلك العالم حيث لا أحقاد دفينة ولا ضغائن، ولا حتى اهتمام بمستواك العلمي والعملي أو حتى من هي عائلتك!!

تخيل كل شيء أصبح بالمقلوب؛ عكس ما اعتدنا عليه بالفطرة، هل سيكون لنا نفس النظرة للأمور؟ وهل سنعطي المشكلات كما لو أنها وجدت بلا حلول؟ وهل سنجعل من الحبة قبة ونقضي حياتنا في كدح وعناء؟ تساؤلات قارئ الكريم تحتاج منا أن نتصورها علّ تحجيمنا لكثير من الأمور(إن عرفنا حقيقة تفاهتها) يتقلص إلى أن يتلاشى في حياتنا ونعرف بحق معنى الحياة لنعيشها كما ينبغي لها أن تكون بلا غل ولا مغالاة!!

وقفة تأمل:

حين كنّا كباراً ثم صغرنا أتذكر ذلك الشيخ الكبير الذي اختلفت معه في وجهة نظر أدت إلى قطيعة دامت سنين، انتهت حين عدنا صغاراً نلهو ونمرح بقلوب صافية ليس فيها سوى هم متى نلتقي لنلعب من جديد!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org