يا وزير التعليم.. دكتوراه.. وعاطلة!

يا وزير التعليم.. دكتوراه.. وعاطلة!

قد لا يصدِّق بعضنا أن هناك العديد من حَمَلة الشهادات العليا (ماجستير ودكتوراه..) من الجنسين عاطلون عن العمل. وسوف أركز حديثي عن سعوديات، يحملن مؤهلات عليا، ولكن – للأسف - عاطلات عن العمل، وبصورة خاصة اللاتي يعملن في المجال الأكاديمي، على الرغم من أنهن يحملن شهادات عليا (ماجستير ودكتوراه)، في الوقت الذي ما زالت فيه الكثير من الجامعات والمعاهد العليا بالسعودية تستقدم من الخارج أجنبيات في التخصص ذاته، وتقوم بتوظيفهن. أليس المواطنات أحق منهن بهذه الوظائف؟؟.. حقًّا إن هذا الأمر في غاية الغرابة، ويدعو إلى وقفة لمناقشته بموضوعية بعيدًا عن أي تنظير أو تبرير.

إحدى السعوديات من حَمَلة الدكتوراه سردت لي معاناتها هي وزميلاتها، والغصة والألم يبدوان في نبرات حديثها، وقد علمتُ منها أن هناك العديد من السعوديات اللاتي يحملن مؤهلات عليا (ماجستير ودكتوراه)، وقد عملن فترة في عدد من الجامعات بالسعودية متعاونات في وظائف أكاديمية بعقود فصلية (بديلات)، وقد أثبتن خلال فترة عملهن جدارتهن، ولكن – للأسف - بسبب قرار سابق لوزير المالية تم إلغاء عقودهن. وبما أن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بشَّر بتثبيت أهل البنود على وظائف حسب تخصصهم لذا ما زالت هؤلاء الأكاديميات في انتظار حل لمشكلتهن، وذلك أسوة بالمعلمات البديلات المتعاقدات بمدارس التعليم العام اللاتي تم تثبيتهن. علمًا بأن معلمات التعليم العام يحملن شهادات بكالوريوس، بينما الأكاديميات اللاتي نتحدث عن مشكلتهن يحملن شهادات ماجستير ودكتوراه.

معاناة حَمَلة الشهادات العليا من الجنسين لم تظهر إعلاميًّا ومجتمعيًّا خلال هذا الأيام فحسب، بل هي مطروحة في واقعنا منذ سنوات عدة دون حل ناجع من قِبل المسؤولين، وبصورة خاصة وزارة التعليم، التي استبشر الكثيرون منا خيرًا بعد اندماج الوزارتَيْن في وزارة واحدة توحيدًا للجهود كما يقولون. والطريف في الأمر أنه بعد أن طفح الكيل بالعديد من العاطلين والعاطلات من حَمَلة الشهادات العليا قام بعضهم بإنشاء موقع يحمل اسم (عاطلون بشهادات عليا) يبحثون خلاله مشاكلهم وهمومهم، ويطرحون أفكارهم، ويناقشونها بطريقة موضوعية.

آخر سطر:
لو حصلت طبيبة أو طبيب سعودي على شهادة ماجستير من مصر لن تعترف وزارة الصحة بشهادته، بحسب قرارها الأخير، لكنها في الوقت ذاته تستقدم الآلاف من المصريين من حَمَلة الماجستير من جمهورية مصر، فكيف تفسِّر وزارة الصحة هذا التناقض الغريب؟؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org