يعد برنامج "شباب مكة في خدمتك" المندرج ضمن برامج مشروع تعظيم البلد الحرام، أهم البرامج التي يقدمها المشروع كل عام في شهر رمضان المبارك، تجاه المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، للعام الرابع عشر على التوالي، دون انقطاع.
ويهدف البرنامج الذي ينطلق مع غرة شهر رمضان المبارك، إلى تهيئة شريحة من الشباب مجتمعياً ليتبنوا مشاريع ميدانية مختارة وفق ثقافة التعظيم ليصبحوا بعد ذلك أنموذجاً حضارياً يخدمون مكة وسكانها والوافدين إليها من أصقاع الأرض.
وقال مدير عام مشروع تعظيم البلد الحرام الشيخ سعيد الغامدي، في لقاء أجرته "سبق" معه، إن أبرز الخدمات التي يقدمها مشروع تعظيم البلد الحرام للمعتمرين والزائرين تكمن في المناشط الخدمية لضيوف الرحمن في موسمي رمضان والحج، إلى جانب خدمات تُقدم على مدار العام، ويقدمها برنامج "شباب مكة في خدمتك" البرنامج الاجتماعي التثقيفي والتفاعلي، والذي يعتمد على البناء القيمي، ويستهدف شريحة الشباب، ويبني قدراتهم ومميزاتهم ويهيئهم مجتمعياً؛ ليتبنوا مشاريع ميدانية بناءة وفق القيم الإسلامية الفاعلة؛ ليصبحوا أنموذجاً حضارياً يخدم سكان مكة والوافدين إليها.
وأضاف: يعمل مشروع تعظيم البلد الحرام على تحقيق جملة من الأهداف يأتي من ضمنها؛ تعزيز ثقافة خدمة المجتمع المكي والوافدين إلى مكة في الشباب لتصبح شرفاً يتنافسون فيه، وتحقيق معاني الأخوة الإيمانية مع الوافدين لإبراز الصورة المشرفة لأبناء المملكة العربية السعودية عموماً وشباب مكة على وجه الخصوص، وإطلاع الشباب على الجهود الكبيرة التي تُبذل من المؤسسات الحكومية والأهلية في بناء حضارة البلد الحرام وحفظ مقدراته وأمنه، لتتضافر جهودهم مع الجهود الموفقة التي تقدمها الدولة من خلال رؤية 2030 والتي تهدف إلى الوصول إلى مليون متطوع، بقيادة رشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - والمبادرة التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة المكرمة الأمير خالد الفيصل المتمثلة في مشروع "كيف نكون قدوة؟" في تسخير كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن.
وتابع "الغامدي": هناك عدة برامج يقدمها مشروع تعظيم البلد الحرام، أهمها؛ برنامج شباب مكة في خدمتك المعني بالمنطقة المركزية، والبرنامج العام، وهو الذي تغطي برامجه عموم المجتمع المكي، وبرنامج الحي المعظم والذي تتمحور فكرته على إبراز حي نموذجي في التعظيم والتواصل المجتمعي يمكن لباقي الأحياء المكية محاكاته، إلى جانب برنامج "هاجر" القسم النسائي للمشروع، ووحدة العمل التطوعي "مبادرون"، بالإضافة إلى برنامج مكي للأطفال.
وعن الأنشطة الموسمية لشباب مكة في خدمتك لموسم رمضان المقبل، قال الغامدي: يقدم مشروع تعظيم البلد الحرام عبر برنامج شباب مكة ستة أنشطة يشارك في تقديمها أكثر من 600 شاب مكي، وهي؛ خدمة الطائفين، وذلك بتهيئة عدد من الشباب للقيام بتطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات وتسعيتهم مجاناً بالشراكة مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، على مدار الساعة، وطوال العام، وتوفير بعض احتياجاتهم خلال الطواف كالشمسية وأكياس وضع الأحذية والمناديل، وخدمة الإسعافات الأولية، حيث يتم بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالحرم إسعاف المصابين وتوجيه عدد من شباب مكة المدربين لنقل المصابين إلى المراكز الصحية الموجودة داخل الحرم أو إلى مستشفى أجياد عند الحاجة.
وتابع: كذلك التوعية بحق الطريق، وذلك بالشراكة مع الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة لتوفير عدد من الشباب لمساندة رجل الأمن في منع الافتراش في الطرقات المزدحمة ومنع الظواهر السلبية حتى لا تعرقل حركة المارة ومنعاً من حصول تزاحم يؤدي إلى سقوط البعض بسبب التكدس، إلى جانب تنظيم المواقف، بالشراكة مع الإدارة العامة للمرور في تنظيم حركة السير ووقوف السيارات في المواقف المخصصة في مواقف كدي ومواقف المسخوطة، وخدمة إرشاد التائه، وذلك بالشراكة مع فرع وزارة الحج والعمرة بإيصال عدد من المعتمرين التائهين بالمنطقة المركزية بالمسجد الحرام، وخدمة عربات الإحسان، وذلك بتهيئة عدد من عربات "القولف" لإيصال كبار السن والعجزة والأطفال من نقاط حجز السيارات إلى ساحات المسجد الحرام.
وعن معايير اختيار الشباب المشاركين في البرنامج، أكد "الغامدي" أن هناك عدة معايير أهمها؛ التزام الشاب بالآداب الإسلامية في المخبر والمظهر، وأن يكون سفيراً للتعظيم بأخلاقه وحسن تعامله، وسلامته وخلوه من الأمراض، وأن لا يقل عمره عن سبعة عشر عاماً ولا يزيد عن ثلاثين عاماً.
ولفت إلى أن جميع الشباب الملتحقين بالمشروع أوقات المواسم يخضعون قبل نزولهم للميدان للتدريب لتعريفهم بثقافة التعظيم ومهارات التعامل مع ضيوف الرحمن، إضافة إلى الدورات التخصصية بحسب كل خدمة.
وأشار "الغامدي" إلى أن عدد المستفيدين من أنشطة شباب مكة طيلة الثلاثة عشر عاماً الماضية أكثر من عشرة ملايين مستفيد، شارك في تقديمها أكثر من خمسة وأربعين ألف شاب.