"الهجرة النبوية".. هكذا أرسى الرسول دعائم المجتمع بالمدينة

وضع "أول دستور مدني" في التاريخ كفل جميع الحقوق الإنسانية
"الهجرة النبوية".. هكذا أرسى الرسول دعائم المجتمع بالمدينة

تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول الحلقة الرابعة "بناء المجتمع المسلم"، والتي بدأت عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، حيث كان هناك عدة مسائل وتحديات تواجهه، من أهمها إيجاد العمل والمسكن للمهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وكل شيء وراءهم ابتغاء مرضاة الله ورسوله .

وقال المهندس حسان طاهر المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة: لقد بدأ النبي ﷺ منذ وصوله المدينة الأعمال والمنجزات لحل هذه المعضلات والمعوقات والبدء في إقامة أول مجتمع مسلم وتأسيسه بكل مقوماته.

وأضاف: كان أول قرار مهم أن أمر ببناء المسجد النبوي لتظهر فيه شعائر الإسلام.

وتابع: كانت الخطوة الثانية الأهم أنه آخى بين المهاجرين والأنصار، وقد ساهم ذلك في ربط الأمة الإسلامية ببعضها البعض وخففت من ألم الغربة ووحشة الفراق التي واجهت المهاجرين في قدومهم للمدينة.

وأردف: كان النبي ﷺ على يقين أن كفار قريش لن يهدأ لهم بال وأن كرههم وبغضهم سوف يأتي بهم للمدينة لملاحقته ﷺ وغزو المسلمين فيها، وقام بتنظيم العلاقات بين أهل المدينة والقبائل المجاورة لها والجماعات والطوائف المختلفة في المدينة، وكتب كتابًا بهذا الشأن عرف فيما بعد باسم (الكتاب أو الصحيفة)، وبذلك يعتبر هذا الكتاب هو أول دستور مدني في التاريخ.

وقال "طاهر": بإبرام هذا الدستور وإقرار جميع الفصائل بما فيه صارت المدينة المنورة دولة إسلامية يرأسها النبي ﷺ.

وأضاف: صارت المرجعية العليا فيها للشريعة الإسلامية، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل.

وأردف: يهدف الدستور بالأساس إلى تنظيم العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة، وعلى رأسها المهاجرون والأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم، ويتصدى بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل لأي عدوان خارجي على المدينة، ويسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء.

وتابع بالقول: لقد وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org