مؤسس ورئيس "هواوي" لـ"سبق": أسست الشركة لأبقى على قيد الحياة.. ويعجبني ذكاء السعوديين في الإدارة والحوكمة

قال في أول حوار له مع صحيفة سعودية: "ننتج هاتفًا كل ٢٠ ثانية وسنطور 6G قريبًا"
مؤسس ورئيس "هواوي" لـ"سبق": أسست الشركة لأبقى على قيد الحياة.. ويعجبني ذكاء السعوديين في الإدارة والحوكمة

- رؤية الأمير محمد بن سلمان في التحول من النفط إلى الثروات الرقمية ستُحقق التنمية المستدامة.

- سنبني طريق الحرير الجديد بالجيل الخامس 5G لتقنية الاتصالات والقطار فائق السرعة.

- أنشأت "هواوي" بـ7000 دولار، والآن تصل أرباحها إلى أكثر من 125 مليار دولار.

- لم أقل إننا سننشئ جيشًا إلكترونيًّا يسيطر على العالم.. و"رويترز" أخبارها من الشوارع.

- انفتاح السعودية الحالي والارتقاء بالتعليم والثقافة والشباب سيحقق لها النهضة الكبيرة.

- لم ترتكب "هواوي" أي مخالفة قانونية والعقوبات الأمريكية جاءت بدوافع سياسية وليست أمنية.

- عملنا مع الحكومة السعودية على ضمان عدم انقطاع الاتصالات في الحج ونجحنا طوال 15 عامًا.

- معجب بموقف القيادة السياسية السعودية الهادئ والشجاع بعد تعرض منشآتها النفطية للهجمات.

- السعودية تحتل اليوم المرتبة الأولى في العالم في الزيارات اليومية لموقع Youtube.

حوار/ شقران الرشيدي- سبق- "مدينة تشنزن"- الصين: في أول حوار له مع صحيفة سعودية قال مؤسس ورئيس شركة "هواوي" الصينية لتكنولوجيا الاتصالات "رن تشنغ فاي" لـ"سبق": "الحضارة السعودية حضارة عظيمة، وأنا معجب بذكاء السعودية في الإدارة والحوكمة، واستفدت كثيرًا من تجربتها".

وأضاف قائلًا: "أنا معجب أيضًا بموقف القيادة السياسية السعودية الهادئ والشجاع بعد تعرض البلاد مؤخرًا للهجمات على أعمال نفطها، فقد وعدت الحكومة السعودية بأن تحافظ على العرض المستقر للنفط للسوق العالمية؛ لضمان استقرار سعر النفط".

وأكد أن السعودية مُحِقة تمامًا في رؤيتها الجديدة رؤية ٢٠٣٠ التي يقدّمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العمل على التحول من الاعتماد على ثرواتها النفطية إلى الثروات الرقمية، والتعليمية، والثقافية التي تسهم فيها التقنيات الجديدة.

وتَناول الحوار في الجزء الأول عددًا من النقاط المهمة التي خَصّ بها مؤسس ورئيس شركة "هواوي" الصينية لتكنولوجيا الاتصالات "رن تشنغ فاي" صحيفة "سبق" الإلكترونية، فيما يلي تفاصيلها:

تاريخ عريق

في بداية حديثه قال "رن تشنغ فاي": "لقد زرتُ كثيرًا من البلدان العربية، وأنا معجب جدًّا بالحضارة العظيمة، والتاريخ العريق والثقافة المتميزة للعالم العربي. ومن المستحيل للعرب أن يبنوا هذه العمارات العظيمة ويحققوا إنجازات كثيرة أخرى على مستويات عدة بدون التقدم في علم الجبر والهندسة وغيرهما من العلوم التي اخترعوها، وقد تم نقل هذه العلوم العظيمة إلى الصين عبر طريق الحرير، وتَعَلّم الصينيون الأرقام العربية التي تُعَد أهم اختراع للحضارة البشرية كلها، كذلك تعد الأرقام العربية أساسًا لعلم الرياضيات، وخاصة رقم صفر الذي يشكل قوة دافعة كبيرة لتقدم الحضارة البشرية، وأعتقد أننا سنُواصل المضيّ قُدمًا ونبني طريق الحرير الجديد باستخدام الجيل الخامس 5G لتقنية الاتصالات والقطار الفائق السرعة وغيرهما من التكنولوجيا الفائقة".

لماذا تخلفت؟

وأضاف: كانت الحضارة العربية تتقدم الحضارات الأخرى في العالم قبل مئات سنين؛ فلماذا تخلفت عن الحضارة الأوروبية? في رأيي يعود ذلك إلى أن أوروبا اخترعت القطار الذي يجري أسرع من الجمل، كما اخترعت السفينة التي تحمل بضائع أكثر من الجمل أيضًا، كذلك الذي دفع أوروبا إلى الريادة في الثورة الصناعية هي العزيمة والسرعة، اللذان يُعدان مفاتيح للتنمية؛ السرعة لنقل البضائع في الماضي، واليوم السرعة لنقل المعلومات، هذا هو الشيء المهم الذي يجب أن نلتفت له جميعًا. ففعلًا شكرًا للعرب الذين فتحوا المجال واسعًا أمام العلوم والإنجازات".

السعودية الأولى

وتابع: "اليوم تحتل السعودية المرتبة الأولى في العالم من حيث الزيارات اليومية لموقع Youtube على سبيل المثال، ويمكن للبلدان العربية أن تنتهز الفرصة للاستفادة القصوى من ميزات الجيل الخامس 5G لتصبح مركزًا عالميًّا يعيش تجربة الجيل الخامس، ويقدم خدماته بناء على تلك التجارب لكل أنحاء العالم؛ ففي عصر الجيل الرابع 4G كانت اليابان وكوريا الجنوبية تتقدمان على البلدان الأخرى في العالم، واليوم تتقدم دول الشرق الأوسط بقية المناطق في العالم في الجيل الخامس 5G. وأثق بأن شعوب المنطقة العربية تستطيع أن تخلق حضارة رائعة جديدة من خلال هذه التقنية الخلاقة".

حضارة عظيمة

وبسؤاله عن الحراك الذي يجري حاليًا في السعودية، قال لـ"سبق": "الحضارة السعودية حضارة عظيمة، أنا معجب بذكاء السعودية في الإدارة والحوكمة، واستفدت كثيرًا من تجربتها. وأنا معجب أيضًا بموقف القيادة السياسية السعودية الهادئ والشجاع بعد تعرض بلادهم مؤخرًا للهجمات على منشآتها النفطية؛ فقد وعدت الحكومة السعودية بأن تحافظ على العرض المستقر للنفط للسوق العالمية؛ لضمان استقرار سعر النفط. وكان لا بد من القيادة والدولة السعودية، أن تفكر في كيفية دفع التنمية لصناعاتها غير النفطية، وتحويل الثروات النفطية الهائلة الحالية إلى تقنية الطاقة غير النفطية؛ لتصبح السعودية دولة مهمة وعظيمة في العصر غير النفطي في المستقبل".

عصر النفط

وتابع حديثه: "هذا في رأيي يجسد الرؤية العظيمة لهذه الحضارة والدولة المهمة؛ فيمكن للسعودية أن تُصدّر النفط والغاز الطبيعي الذي تستهلكه محليًّا إلى الخارج، وتدعم تطور الصناعة غير النفطية في الداخل، وفي تنمية الصناعة غير النفطية؛ حيث تُعَد تقنية التخزين أهم شيء فيها، وفي هذا المجال تتقدم اليابان بقية العالم، ويمكن للسعودية أن تستفيد من تقنية اليابان وتبني حزامًا جديدًا للطاقة غير النفطية، يشمل كلًّا من: (منطقة الشرق الأوسط، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية)؛ لتصبح السعودية مركزًا لتقديم الطاقة غير النفطية ومعدات الإنتاج في هذه الصناعة للعالم عند نهاية عصر النفط".

رؤية 2030

وعن رؤية المملكة 2030 قال لـ"سبق": "السعودية مُحِقة تمامًا في رؤيتها الجديدة، رؤية 2030 التي يقدّمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العمل على التحول من الاعتماد على ثرواتها النفطية إلى الثروات الرقمية والتعليمية والثقافية، التي تسهم فيها التقنيات الجديدة بشكل كبير مثل الذكاء الاصطناعي وغيره؛ فلا شك أن النفط سينتهي، والعملة الصعبة ستنخفض قيمتها في المستقبل. والأسلوب لضمان التنمية المستدامة للبلاد هو استخدام عائدات النفط في ترقية مستوى التعليم، والثقافة، والابتكار واستثماره في خلق الثروة الرقمية".

جامعة الأميرة نورة

وأضاف: "كما أقدّر تقديرًا عاليًا، استثمار السعودية في مجال التعليم؛ على سبيل المثال، أعلم أن الحكومة السعودية قد استثمرت كثيرًا في إنشاء جامعة الأميرة نورة لتعليم الفتيات وتهتم بها كثيرًا. ومع توسع السعودية الحالي في الانفتاح على الخارج، والارتقاء بمستوى التعليم والثقافة وانفتاح عقول الشباب السعودي وطموحه؛ يمكن للسعودية أن تحقق النهضة الكبيرة بدون الاعتماد على النفط؛ فالجيل الخامس 5G يُعد جزءًا جوهريًّا من البنية التحتية التي يحتاجها المجتمع لنهضته اليوم، وهذه التقنية مثل الطرق السريعة، تقدم خدمات تتميز بالنطاق العريض والاستجابة الفورية، وهي بنفسها لا تخلق قيمة بل تدعم التقنيات الجديدة لخلق قيمة مضافة للمجتمع والأعمال".

"هواوي" والحج

وعن تقييمه لتجربة "هواوي" في العمل مع الحكومة السعودية على ضمان الاتصالات خلال موسم الحج، وكيفية التغلّب على التحديات، قال: "تطلب الكثير من الإمكانيات؛ حيث حققت "هواوي" إنجازات متواصلة في هذا الأمر على مدى 15 عامًا متمثلة في عدم انقطاع الخدمات مطلقًا، وعدم حدوث أي خلل أو شكاوى رغم الضغط الكبير على الشبكة خلال موسم الحج الذي يحضره ملايين الحجاج يؤدون مناسكهم في بقعة أرض صغيرة في كل عام؛ حيث يجتمع أكثر من ٣ إلى ٤ ملايين مسلم في مكة المكرمة، وهم يفتحون هواتفهم في آن واحد بعد الانتهاء من أداء الصلوات الخمس مباشرة؛ مما يشكّل ضغطًا كبيرًا على خدمة الاتصالات في تلك المنطقة؛ ولكن بفضل تقنياتنا الحديثة وإمكانياتنا؛ استطعنا دعم جهود المشغّلين والحكومة السعودية ضمان الجودة العالية للاتصال خلال ١٥ عامًا. كما نجحنا في تقديم مشروع "المدينة الذكية والآمنة" المتميز في إطار الحفاظ على أمن المدن، والانتقال بها نحو مرحلة جديدة من الذكاء، وقد حَظِينا بتقدير عالٍ من قِبَل عملائنا في الشرق الأوسط".

الجيل الخامس

وفي مجال الجيل الخامس 5G، قال: "يمكن لشركة "هواوي" أن تتطور بدون الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية؛ بغضّ النظر عن موقفها الحالي، ولكن بالنسبة إلى السعودية، أعتقد أنه يمكنها أن تستفيد بشكل كبير من التقنيات الأمريكية، كنا نستخدم كثيرًا من برامج إدارة العمليات من شركتي "سيمنس" و"بوش" الألمانيتين و"دسو" الفرنسية، وكثير من معدات الإنتاج من اليابان وألمانيا، وقليل من برامج ونظم الذكاء الاصطناعي طوّرناها بأنفسنا، والآن لا يوجد عمال كثيرون في هذا الخط الإنتاجي، ونستطيع إنتاج هاتف واحد بحوالى ٢٠ ثانية، وأظن أن الصناعات المختلفة ستنتقل تدريجيًّا على مختلف المستويات، وعلينا أن نكون مستعدين لهذا الانتقال ونحتضن العولمة الاقتصادية، وأوروبا ليست بأمسّ الحاجة لتقنيتنا؛ لأنها قد طوّرت تقنيتها الخاصة في هذا المجال، ولدينا اتفاقية تعاونية لتبادل براءات الاختراع، ونقوم الآن بالتبادل والتعاون بشكل منفتح معهم. ومن هو بحاجة فعليًّا للجيل الخامس هي الولايات المتحدة، ونحن نرغب في تعزيز التعاون معهم وحل الخلافات عمومًا في العالم وخاصة تلك بين "هواوي" والولايات المتحدة.

العقوبات الأمريكية

وبسؤاله عن تأثير العقوبات الأمريكية على "هواوي"، وهل جاءت بدوافع سياسية أكثر منها أمنية؟ أجاب: "طبعًا، لم ترتكب هواوي أي مخالفة قانونية، وأعتقد أن هذه العقوبات جاءت بدوافع سياسية، نعم لقد تأثرت أعمالنا في الأسواق العالمية، وما زال بعض العملاء مترددين في اختيار منتجاتنا، ولكننا سننتظر بصبر، ونتابع مسيرة البحث والتطوير والابتكار، وهذا جوابنا للتحديات والصعوبات والعقوبات".

سقوط نوكيا

وحول مخاوف شركة "هواوي" من تكرار ما حدث لشركة "نوكيا" عملاق الهواتف الذكية السابق، وانهيارها الكبير، قال: "طبعًا، نقول هذا دائمًا للموظفين، ولكننا سنبقى لأننا نهتم بالتطوير والابتكار".

تأسيس "هواوي"

وبسؤاله عن تأسيس شركة "هواوي" عام 1987م بمبلغ 7000 دولار تقريبًا، وهل كان يتوقع لها أن تتطور بهذا الشكل لتصل أرباحها إلى أكثر من 125 مليار دولار، قال: "اضطررت إلى تأسيس هواوي لكي أبقى على قيد الحياة خلال أوقات عصيبة مررت بها. ورغم الظروف الصعبة في بداية تأسيسها والحاجة المادية؛ فلم أعتبر كسب المال الهدف الرئيس لتأسيس "هواوي"؛ بل كان الأمر يتعلق بتحقيق حلمي. طبعًا يتغير حلمي مع تغير البيئة الخارجية الدائم؛ لذلك لم أفكر في هذا السؤال منذ البداية وتطورت هواوي إلى حجم اليوم بشكل طبيعي".

الجيل السادس6G

وحول ما يتردد أن "هواوي" قد بدأت فعليًّا بتطوير الجيل السادس 6G، قال: "في الحقيقة أننا بدأنا تطوير الجيل الخامس 5G في الوقت الذي كنا نعمل فيه على تطوير الجيل السادس 6G، ويتميز نطاق الجيل السادس 6G بأنه نطاق أوسع؛ ولكن تنقصه الآن قدرة التغطية لأنه يستخدم موجة ملليمتر ومسافة التغطية قصيرة نسبيًّا. وتحقيق التقدم للجيل السادس 6G يعتمد على الاختراقات النظرية، والتكنولوجية في الاتصالات، وهذا سيستغرق ١٠ سنوات. والأهم الاستفادة عمومًا من مميزات التقنيات والرقمنة قدر المستطاع في تحقيق التنمية الاجتماعي الاقتصادية".

"رويترز" أخبار شوارع

وتوضيحًا لما ذكره ردًّا على العقوبات الأمريكية، وقوله: "سنتغلب على المصاعب وننشئ جيشًا إلكترونيًّا يسيطر على العالم"؛ حسبما ذكرته وكالة "رويترز"، أجاب: "لم أقل هذا، وهذه أخبار مزيفة، قد تكون الترجمة خاطئة، و"رويترز" هي أخبار شوارع، ولم أتحدث معها نهائيًّا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org