تريُّث "الحريري" في تقديم استقالته أربك حسابات طهران وحزب الله.. والعالم سيراقب تصرفاتهما

بناء على طلب الرئيس اللبناني.. ومحللون: إيران ستتريث في مخططاتها الإرهابية بالمنطقة
تريُّث "الحريري" في تقديم استقالته أربك حسابات طهران وحزب الله.. والعالم سيراقب تصرفاتهما

أشادت الأوساط العربية والغربية بالحس الوطني لدى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي آثر أن يتريث في تقديم استقالته بناء على طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، التي سبق أن تقدم بها رسميًّا في بداية الشهر الحالي احتجاجًا على سياسة حزب الله بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة، وخوفًا على نفسه من الاغتيال، الذي طال والده رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق في عام 2005.

وتجمع هذه الأوساط على أن سعد الحريري لم يشأ تعقيد الموقف السياسي في لبنان أكثر مما هو عليه، وأنه أراد أن يمنح الأطياف السياسية المختلفة في البلاد الفرصة الكاملة للعمل على إعادة الاستقرار في لبنان، عبر تعزيز سياسة "النأي بالنفس"، في إشارة جلية إلى تدخلات حزب الله في النزاعات الإقليمية، وتعمُّد إحراج لبنان في صراعات لا علاقة له بها من قريب أو بعيد.

ويتدخل حزب الله ـ بتعليمات مباشرة من إيران ـ في الحرب داخل سوريا، وساند النظام السوري في قتل ربع الشعب هناك، وتشريد الربع الآخر، كما يتدخل الحزب ويساند الانقلابيين الحوثيين، ويدعمهم بالسلاح المعدات الحربية، وكان آخر ذلك الصاروخ الباليستي الذي أُطلق على الرياض، وكاد يطول مطار الملك خالد الدولي.

وحمل حديث الحريري أمس لأنصاره وللعالم أجمع على هامش مشاركته في الاحتفالات باستقلال لبنان رسائل مهمة عدة، أولها أنه من منطلق وطني آثر أن يتريث في تقديم استقالته من منصبه، على أن يتابع الوضع في المرحلة المقبلة، وما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في بيروت، وقدرة الساسة اللبنانيين على لجم حزب الله، ومنعه من اختطاف قرار الدولة اللبنانية، وتعزيز سلطته فوق سلطة البلاد بالتحالف المباشر مع إيران ضد مصالح بيروت "أولاً" والأمة العربية "ثانيًا".

ومن الرسائل التي تخللت حديث الحريري أمس أنه أشهد العالم بأن تريثه في تقديم الاستقالة إنما جاء لفترة مؤقتة، سيراقب فيها لبنان والعالم تصرفات حزب الله؛ ليغير سياسته القائمة على دعم المليشيات الإرهابية التي تتحكم بالشعب اللبناني والمنطقة العربية، فضلاً عن أنه ينفذ أجندة إيرانية خالصة، ليس للبنان أي مصلحة فيها من قريب أو بعيد.

واتفقت التحليلات التي تناولت حديث الحريري، وقراره بالتريث في تقديم استقالته، على أن هذا التريث جاء استجابة لرغبة الرئيس اللبناني ميشيل عون، واستجابة للوساطات الدولية التي دعت إلى تفويت الفرصة على إيران وحزب الله لتنفيذ مخططاتهما في المنطقة.

ورأت هذه التحليلات أن إعلان التريث في الاستقالة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحريري لم يتعرض لأي ضغوط عندما تقدم باستقالته في الرابع من هذا الشهر، كما ادعت أوساط في حزب الله والرئاسة اللبنانية، مشيرين إلى أن التريث في الاستقالة يهدف إلى جمع الصف اللبناني، وقطع الطريق على المنظمات الإرهابية لاستغلال الفراغ السياسي، وإفساد الحياة السياسية في لبنان.

وينتظر أن يسعى الساسة اللبنانيون في الفترة المقبلة إلى تقويم سلوك حزب الله، وإيجاد آلية لتحصين الاستقرار في لبنان، والتوافق على أن للبنان جيشًا واحدًا، وسلاحًا واحدًا.

من جانب آخر، رأى المحللون أن تريث الحريري في الاستقالة ضربة قوية للقيادة الإيرانية ولحزب الله، اللذين كانا محل انتقاد هجوم شرس من سعد الحريري نفسه، الذي اتهمهما صراحة بالتخطيط لاغتياله. وكذلك من الدول العربية، التي أجمعت على أن طهران ومليشيات حزبها اللبناني تتعمد التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ونشر الإرهاب والفوضى في ربوع المنطقة.

وترى التحليلات أن التريث في الاستقالة أربك حسابات طهران، وجعلها هي الأخرى تتريث في مخططاتها الإرهابية في المنطقة، وتتراجع عما كانت ستقدم عليه لو أن الحريري أصر على الاستقالة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org