أزمة خاشقجي تكشف أعداء المملكة

أزمة خاشقجي تكشف أعداء المملكة

تتعامل حكومة المملكة العربية السعودية مع أزمة اختفاء جمال خاشقجي بالكثير من الحكمة والتعقل الممزوج بالحسم والحزم، وهو أسلوب يضمن للبلاد المحافظة على علاقاتها الخارجية المميزة مع دول الجوار، فضلاً عن الدول الكبرى، إلى جانب التأكيد لمن يلزمه الأمر أن المملكة لا ترضى بالتدخل في شؤونها الداخلية أو الضغط عليها مهما كانت الأسباب.

أزمة خاشقجي التي بدأت في الثاني من أكتوبر الحالي شهدت مراحل متعددة، وأحداثًا مختلفة، اكتنفها الهجوم غير المبرر من أعداء المملكة على حكومتنا الرشيدة، وتوجيه الاتهامات إليها دون مبرر أو دلائل، بيد أن ولاة الأمر تعاملوا مع كل هذه المراحل بتروٍّ وتمهُّل، فوَّتا الفرصة على المتربصين بالمملكة.

ولعل أفضل مثال على ذلك قناة الجزيرة، التي تعاملت مع الأزمة بالكثير من الغل والحقد على المملكة وحكومتها وشعبها، وبالقليل من المهنية والاحترافية الإعلامية؛ فرأيناها تهلل كثيرًا للاتهامات الموجهة للمملكة، وتعزز هذه الاتهامات بالمعلومات المغلوطة، والأكاذيب، واستضافة محللين، يملؤهم الغل والحقد على كل ما هو سعودي، وفي الوقت نفسه تتجاهل القناة كل الأخبار والتصريحات التي تصب في صالح المملكة، وتسعى لتبرئتها من أي تهم تخص الأزمة ذاتها.

لا أقول جديدًا إذا أعلنت أن أسلوب الجزيرة في التعامل مع الأحداث الخاصة بالمملكة بات مكشوفًا للمتابع العادي، الذي يعلم أن تنظيم الحمدين يجيد الاصطياد في الماء العكر، ويجيد الرقص على أشلاء الأزمات، وهدفه من ذلك تحقيق أهدافه الخبيثة بتشويه صورة المملكة أمام العالم.. ولكن الجميل في الأمر أن هذه الأهداف لم ولن تتحقق في وجود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اللذين يتعاملان مع مراحل الأزمة بأسلوب أقل ما يوصف به بأنه "نموذجي"، ويمكن تدريسه بكتاب العلاقات الخارجية المتزنة.

المملكة على لسان خادم الحرمين الشريفين شخصيًّا أعلنت أن علاقتها بتركيا على خير ما يرام. كما أن العلاقات السعودية ـ الأمريكية متطورة، وتشهد الكثير من نقاط المصالح المشتركة. يُضاف إلى ذلك العلاقات الممتازة مع الاتحاد الأوروبي التي تحافظ على مسارها الطبيعي في مشهد يحافظ على كامل التقدير والاحترام المتبادلَيْن.

أؤمن بأن أزمة جمال خاشقجي سوف تصل إلى فصلها الأخير في قادم الأيام، وسوف يتأكد العالم كله من براءة المملكة.. عندها سيظهر أعداء المملكة على حقيقتهم، وتنكشف عنهم أقنعتهم المزيفة، وسيعرف الجميع من هو على "حق"، ومن هو على "باطل".

وإلى أن يتحقق هذا الأمر علينا أن نحافظ على وحدتنا، ونلتف حول قيادتنا، ونعرف مع يقف معنا، ومن يقف ضدنا؛ فهذا كفيل بتفويت الفرصة على من يحاولون النيل من المملكة، وصلابة قيادتها، وتماسُك شعبها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org