كشف بدر العساكر مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ورئيس مجلس إدارة مركز المبادرات في مؤسسة "مسك" الخيرية، جوانب من شخصية سمو الأمير محمد بن سلمان في تعامله مع المسؤولين؛ مبينًا أنه صديق الجميع بقدر ما هو رئيس للجميع؛ حيث يتمتع بروح مرحة، لكن إذا تعلق الأمر بالعمل فإنه دقيق جدًّا، ولا يسمح بأي تقصير؛ مشيرًا إلى أن أكثر ما يثير عاطفته هو موضوع الشهداء.
وقال "العساكر"، خلال استضافته في برنامج الليوان مع عبدالله المديفر في قناة "روتانا خليجية": "سمو الأمير ينظر للقطاع غير الربحي بشكل مختلف، وكان يركز على أن تكون مسك الخيرية معززة للدور الريادي في تغيير حياة الشباب داخليًّا وخارجيًّا؛ بحيث تعمل على التحفيز والتشجيع، وتهتم بالإبداع، وتقدم المبادرات؛ لضمان الاستدامة، وهذا ما يحقق نمو العقل البشري".
فلسفة العمل غير الربحي
وفي حديثه عن القطاع غير الربحي، قال "العساكر": "فلسفة العمل غير الربحي لدى سمو الأمير تقوم على العمل التنموي والمستدام في مجالات العلوم والمعرفة وليس العطاء المباشر المنقطع"؛ لافتًا إلى أن في المملكة أقل من ألف مؤسسة غير ربحية، وهو رقم ضعيف مقارنة بدول عالمية عدة؛ لكن رؤية المملكة 2030 تسعى إلى زيادة مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي إلى 5% خلال الأحد عشر عامًا المقبلة.
أصول "مسك"
وذكر أن أصول مؤسسة مسك الخيرية وصلت اليوم إلى نحو 3 مليارات ريال؛ في حين كانت بدايات التأسيس في عام 2011م تعتمد على مبالغ بسيطة؛ لكن العمل المتواصل والرؤية التي أكد سمو الأمير تطبيقها في كل أجزاء استراتيجية المؤسسة؛ أوصلها اليوم إلى ما هي عليه.
واستحضر "العساكر" كلمة سمو ولي العهد التي افتتح بها مؤسسة مسك الخيرية، وتنص على: "نركز على التحفيز والتشجيع ونهتم بالإبداع ونقدم المبادرات لنضمن الاستدامة، وهذا ما يحقق نمو العقل البشري".
وقال: "سمو ولي العهد كان يؤكد دومًا على أهمية الاستعانة بالشركات السعودية، وكثير من الشركات السعودية الشابة خرجت لأسواق أفضل بفضل مشاركتها في مبادرات مسك المتنوعة؛ مثل حكايا مسك، وبرامج التدريب المحلية والدولية".
السعوديون و"مسك"
وأكد "العساكر" أن 95% من موظفي مسك الخيرية هم من الشباب السعوديين والسعوديات، والنسبة المحدودة من الأجانب تم تعيينهم لنقل الخبرة ومشاركة المعرفة والتجربة؛ حيث تعتمد المؤسسة على الاستفادة منهم لمدة أعوام محدودة للاستفادة من خبراتهم ونقلها لجيل الشباب؛ مثل ما فعلت في أحد الجهات التابعة لها وهي مدارس الرياض؛ حيث يديرها شاب سعودي بعد أن أدارها أجنبي لمدة لم تتجاوز 5 سنوات.
مؤهلات "العساكر"
وفي إجابته على أسئلة تتعلق بدراسته ومؤهلاته، قال "العساكر": إنه خريج بكالوريوس تربية فنية، وتدرّج في عدة أعمال كان أبرزها الغرفة التجارية الصناعة في الرياض التي انطلق منها مع عدة شباب بفكرة تأسيس لجنة شباب الأعمال في العام 2003؛ ليساهم بعد ذلك في تأسيس جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للشباب، وغيرها من المبادرات التي تُعنى بالشباب.
نصائح للشباب
وقدّم "العساكر" نصائح للشباب مستلهمًا في ذلك، وصايا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في عدم الاستعجال في تحقيق النجاح، وقال العساكر: "نحن في فترة تاريخية من عمر المملكة، مقبلة بفرص عديدة للشباب، وكل شاب قادر على أن يصل لفرصته، والتعليم هو العنصر الأهم في صياغة مستقبل الشباب".
وأضاف: "أقول للشباب بإمكانك أن تعلم نفسك، وإذا أردت أن تصنع شيئًا مختلفًا؛ ركز على ما تحب ولا تنتظر النتائج القريبة؛ فلكل شاب دور في صناعة المستقبل، وإن كان ما زال طالبًا؛ فكن نفسك وركّز على هدفك لتقدم شيئًا لهذا الوطن الغالي".
الحوكمة القوية
وقال: إن سموه يقود المملكة لمستقبل مشرق في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وسمو ولي العهد يؤمن بالفريق القوي، والحوكمة القوية، وخطة العمل والهدف الواضحين.
الملامح الشخصية
وكشف "العساكر" الكثير من الملامح الشخصية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قائلًا: "ولي العهد يتعامل بروح مرحة، ويركز على العمل الطويل ذي الإنتاجية العالية، وهو صديق ورئيس في آن واحد لجميع العاملين معه، ويحرص على بناء قدرات الفريق العامل معه، سواء من خلال الدورات التدريبية أو غيرها من الوسائل الكفيلة بإكسابهم الخبرات اللازمة".
التراجع عن رأيه
وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان يتقن السماع لآراء فريق العمل؛ ولكنه لا يعطي رأيه إلا بعد اكتمال الصورة وسماع جميع الأطراف المشاركة بالنقاش، كما أنه يتحلى بالشجاعة ويقبل التراجع عن وجهة نظره إذا تبين أنها غير مناسبة؛ ولكنه لا يتراجع عندما يسير في الطريق الصحيح".
مولع بالعمل الخيري
وأشار "العساكر" إلى أن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بـ"مسك" لم يتراجع أبدًا لديه؛ رغم انشغاله بالمناصب التي تَقَلّدها وبالمسؤوليات الجديدة الملقاة على عاتقه؛ مؤكدًا أنه على العكس تمامًا، أخذ الاهتمام يزداد. وفسّر ذلك بأن سموه مولع بالعمل الخيري، ولديه شغف عالٍ بالعمل غير الربحي حتى من قبل بدايات المؤسسة.
ليست ذراعًا سياسية
وزاد: "مسك" ليست ذراعًا سياسية، ولا تقوم بأي أعمال سياسية، وأنها انطلقت بمبالغ مالية بسيطة، لكن أصولها الآن تبلغ 3 مليارات. كما أنها خدمت أكثر من 9 آلاف طالب سعودي عبر برامجها التدريبية الخارجية؛ فقبل 5 سنوات بدأنا بإرسال 20 طالبًا للدراسة في محافل جامعية عالمية مثل هارفارد، ليختلطوا ببيئات جامعية مختلفة، كما أن لدينا مبادرات تدريبية في مجال الإعلام، يعتمد بعضها على إرسال الشباب للتدريب في أشهر الأكاديميات والجامعات العالمية، لنضمن لهم استمرارهم في المجال بعد عودتهم واستقطابهم لجهات ترعاهم.