هذا وطننا

هذا وطننا

في وطننا لم يعزنا الله بمقدسات نتشرف بخدمتها فقط، وبالأرض وما فيها من خيرات، باطنها وظاهرها، بل أيضًا أعزنا بحكامها وقادتها وشعبها، وأعزنا بتاريخ وحضارة وأمن وأمان وسلام، وقبل كل هذا وذاك أعزنا بدين يعلو ولا يُعلى عليه؛ لذلك كلما حاول أحد أن يتربص ويعادي هذا الوطن زادنا الله عزًّا وعلوًّا ورفعة؛ لأن هذه البلاد أكرمها الله برجال "صدقوا ما عاهدوا الله عليه"؛ فنحن شعب نبايع على الكتاب والسنة. عهد مع الله، ثم مع ولاة الأمر بالسمع والطاعة في المنشط والمكره. أمرنا شورى بيننا، لا تظاهرات، ولا انتفاضات، ولا مسيرات.

تجمعنا لحمة أرض، ووطن، فنصحو ونبيت و"نحن جسد واحد كالبنيان، إذا اشتكى منه عضو تداعت له كل الأعضاء".

وكل ذلك ليس وليد اليوم، بل هو تاريخ وشرف وأمانة، ورثناها من أجدادنا، ونعمل بها اليوم منهج حياة، ونورثها لأجيال مقبلة حكامًا وشعبًا، تسير على الخطى ذاته بعزم وحزم، بأمل وعمل وجد واجتهاد.. كل يبني على ما بناه السابقون، وكل فتنة تصحو نلعنها؛ فتموت في خدرها.. فالخبيث يُستأصل ويُنبذ من جسد الوطن.

في ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نحتفل بملك كتب تاريخًا جديدًا لهذا الوطن، ويبني عزًّا لأمة الإسلام بين الأمم.. فالسعودية اليوم وطن الإنجازات والإصلاحات، وطن البناء لحاضرنا ومستقبلنا في كل مجال، في الاقتصاد والصناعة، في الصحة والتعليم والترفيه والرياضة، في السياحة، وفي الثقافة، في الفن والتاريخ والبيئة، في الفكر والسياسة، على مستوى الفرد والمجتمع، وفي كل القطاعات، نرى النهضة الخلاقة التي رسمتها الدولة في برنامج تحولها، وضمن رؤيتها التي أصبحت اليوم ليست مشروعًا لدولة بل مشروعًا للعالم، يشاركنا فيه.

بناء الأوطان تاريخ لا يكتبه إلا العظماء، ونحن اليوم نكتب تاريخًا مشرفًا بقيادة ملك، وعزيمة وإرادة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعمل ليل نهار، في كل جهة من جهات الوطن نجد له زيارة وبصمة ورؤية.. وشعب يقف خلف قيادته رجالاً ونساء، يبنون بسواعدهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

وطننا يا سادة مختلف عن كل الأوطان؛ فيه عدل واعتدال، إسلام وسلام.. منهجنا وسط لا غلو ولا انحلال.. وهو اليوم أمانة في أعناقنا، ندافع عنه، ونعمر أرضه، ونحافظ على أمنه وأمانه، وندعو الله أن يحفظ لنا هذا الوطن وولاة أمره، وأن يصلح لنا كل شأنه، وأن ينصرنا على من عادانا، ويجعل كيد من كادنا في نحره.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org