الجزيرة تحت مرمى نيران "فارا".. "العميل الأجنبي" يطاردها ويهدد نشاطها في أمريكا

لضخها الأفكار المتطرفة والإرهابية وحثها على الكراهية
الجزيرة تحت مرمى نيران "فارا".. "العميل الأجنبي" يطاردها ويهدد نشاطها في أمريكا

فيما يبدو أنه قد تنبهت واشنطن أخيرًا إلى خطورة شبكة "الجزيرة" الإعلامية وأذرعها الخبيثة في نشر مفاهيم الكراهية والإرهاب والتطرف، فضلاً عن الأكاذيب والافتراءات، تُجرى الآن بحسب مصادر إعلامية أمريكية المراحل الأخيرة لتسجيل الشبكة القطرية كـ "عميل أجنبي" ضمن ما يُعرف بقانون "فارا"، الذي يتبع وزارة العدل الأمريكية.

ما قانون "فارا"؟

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية في النصف الأول من القرن الـ20 قانونًا للعميل الأجنبي يُعرف اختصارًا باسم "FARA فارا"؛ وذلك لمكافحة الأفكار النازية في الأصل، والتي كانت قد بدأت في الانتشار في ربوع البلاد حينذاك، وامتد القانون بعد ذلك ليشمل المؤسسات والمنظمات غير التجارية التي تعمل في السياسة داخل أمريكا، وتمولها جهات أجنبية قد ترى حكومة الولايات المتحدة خطورتها على أمن البلاد، أو تحوم حولها الشكوك.

وسبق أن وقعت شبكة "روسيا اليوم" الروسية تحت طائلة هذا القانون في العام الماضي.

ما الذي حدث لتنقلب الطاولة على القطريين؟

تعمل شبكة "الجزيرة" منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة، ولديها مكتب في واشنطن، كما كان لها تجربة قصيرة فاشلة بشراء قناة "Current TV" من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، وتحويلها لقناة "الجزيرة أمريكا" في عام 2013، وإنفاق ما يربو على مليار ونصف المليار دولار على تطويرها وتهيئتها، إلا أن فشلها في جذب الجمهور الأمريكي؛ لارتباطها الدائم بالإرهاب والتطرف؛ أدى إلى انحسار عدد المشاهدين إلى أقل من 20 ألف مشاهد، وهو ما دفعها إلى غلقها في عام 2016م.

وعلى الرغم من عملها الطويل في أمريكا إلا أن "الجزيرة" لم تخضع أبدًا لقانون "العميل الأجنبي"، ولكن تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة في الكونجرس الأمريكي داعية إلى إدراجها في قوائم "فارا"؛ إذ وجّه أعضاء في الكونجرس خطابًا لوزارة العدل قبل أشهر قليلة، طالبوا فيه بإخضاع الإعلام القطري برمته للمساءلة القانونية، كما طالبوا بالتحقيق في أنشطة قناة "الجزيرة" على وجه الخصوص.

ولفتوا إلى أن "السفير الأمريكي لدى الدوحة أكد منذ عدة سنوات أن حكومة قطر تستغل القناة لتمرير السياسة القطرية".

وبحسب جاك بوسبيك، مراسل "وان أمريكا نيوز"، تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تسجيل شبكة الجزيرة وأذرعها المختلفة كـ "عميل أجنبي"، وفقًا لما كتبه قبل يومين في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر".

ماذا يعني ذلك للجزيرة؟

بإدراج "الجزيرة" تحت طائلة "فارا" فإن ذلك يعني معاملتها كشركة علاقات عامة وليس كوسيلة إعلام، وهو ما يجعل أنشطة تلك الشبكة تحت الرصد والمتابعة الدائمين، وإلزامها بالإفصاح عن مصادر تمويلها وملكيتها كل 3 أشهر.

مطالبات إعلامية

وفي مقال له على موقع "ذا هليل" الأمريكي، كتب جوناثان جرينبلات، أن " شبكة الجزيرة تواصل عملها كمصدر رئيس لتصدير الكراهية ضد شعوب عدة من بينها الشعب الأمريكي".

ولفت "جرينبلات"، الذي يشغل منصب رئيس ومدير رابطة مكافحة التشهير، إلى أنه من المهم والمُلح جدًا بالنسبة لمسؤولي الولايات المتحدة طرح السؤال المشروع بشأن ما إذا كان ينبغي مطالبة الجزيرة بالتسجيل لدى وزارة العدل كعميل أجنبي تابع للنظام القطري".

وبيّن الكاتب أن تلك المطالبات ستكون إشارة مهمة للمتابعين المحتملين بشأن ضرورة التعامل بحذر شديد مع الرسائل التي تبثها الجزيرة.

وكتب موقع "CNN News" أن شبكة "الجزيرة" تتبع "المؤسسة القطرية للإعلام" المملوكة للحكومة القطرية، مشيرًا إلى أن الدوحة يُفترض أنها حليفة لواشنطن غير أن سياساتها الخارجية الداعمة لبعض الحركات التي تضعها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، جعلتها محل شك وانتقاد واشنطن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org