من "إكسبو لايف".. "سبق" ترصد قصصاً إنسانية ومشاريع غيّرت حياة البشر.. ولا مبتكرين سعوديين

برازيلي أعمى يبتكر كمبيوتراً ناطقاً للمكفوفين.. وهندي يحوّل بالتكنولوجيا النفايات لمصادر دخل للفقراء
من "إكسبو لايف".. "سبق" ترصد قصصاً إنسانية ومشاريع غيّرت حياة البشر.. ولا مبتكرين سعوديين

لم يدُر في خلَد البرازيلي "فرناندو بوتيليو"، الذي فقد حاسة البصر مبكراً، أنه سيبتكر جهاز كمبيوتر محمول ناطق يساعد المكفوفين أو ضعاف البصر ببرمجيات عالية الجودة ومنخفضة التكلفة.

عن ذلك يقول "فرناندو" لـ"سبق": "لم يقف العمى في وجه طموحاتي التي طالما أردتها لحياتي في التفوق، والتقدم، وتحسين مستواي المعيشي".

ويضيف: تحدّيتُ كوني فاقداً للبصر من أجل التطور وتحقيق طموحاتي، مع مزج ذلك بمساعدة الآخرين. لقد واجهت العديد من التحديات في بلدي البرازيل التي صعّبت الأمور عليّ كثيراً؛ لكنني تفوقت عليها بالإرادة والرغبة في تغيير حياة المكفوفين للأفضل.

ويقول: "إن ابتكار تكنولوجيا للمكفوفين وضعاف البصر بميزانيات قليلة؛ جعلني أبحث عن طرق مختلفة، وبسببها طرقت أبواب الجمعيات الخيرية، والمنظمات للمساعدة، بعضها ساعدني بالقليل وآخرون اعتذروا؛ لكنني لم أيأس في ابتكار تكنولوجيا اجتماعية تنافسية من خلال الكمبيوتر المحمول الناطق".

ويتابع: قائلاً: "لهذا السبب أنشأت مؤسستي الاجتماعية "f123 إكسيلينس" المستثمرة في ميدان التكنولوجيا، وهي مؤسسة اجتماعية برازيلية كرّستها لتحسين فرص التعليم والعمل للمكفوفين وضعاف البصر، وطوّرنا جهاز كمبيوتر محمول ناطق بأسعار معقولة لمساعدة الأشخاص المعاقين بصرياً، والفكرة هي مساعدتهم من خلال تزويدهم ببرمجيات عالية الجودة، ومنخفضة التكلفة، ومتعددة اللغات، تسمح لهم بالعيش بدرجة من الاستقلال الشخصي لا يمكن الوصول إليه إلا بهذه الطريقة".

وأكد أن التوقعات والطموحات لا تتوقف عن مساعدة الناس ودعمهم؛ فالذكاء الصناعي على سيبل المثال هو وسيلة تُثبت قدرة الناس على الابتكار والإبداع بدلاً من استبدالهم بها؛ فلا يمكن أن تحل التقنية محل موهبة الإنسان؛ فالتعليم الإلكتروني يساعدنا في تحقيق أهدافنا.

اطنان النفايات

أما المبتكر الهندي الشاب "سيدارات هاندي" المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "كاباديوالا كونيكت"؛ فيرى أن المخلّفات تمثّل مشكلةً كبيرة في حياة البشر، ومسارات التنمية الحديثة في المدن الكبيرة، وأن سوء إدارتها مشكلة شاملة للعالم؛ لذا استطاع بمساعدة عدد من زملائه، وباستخدام التكنولوجيا، ابتكار طريقة فعالة لتحويل النفايات التي تقدّر يومياً بالأطنان من المناطق الحضرية في الهند بعيداً عن مدافن النفايات؛ مما ساعد في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة فرص الدخل لصغار تجارة الخردة والفقراء.

ويضيف قائلاً لـ"سبق": "قدّمنا الكثير من الأبحاث التي ستساعد في الاستفادة من 70 مليون طن من النفايات اليومية في المدن الهندية التي يتم إرسال 90% منها لمكبات النفايات، وهذا هدر كبير وملوث للبيئة؛ لذا استطعنا إدارة النفايات بشكل أكثر احترافية من خلال القطاع غير الرسمي، وهو الأسر الهندية قليلة الدخل من خلال الاستفادة منها، ومعالجة النفايات وتسويقها".

لا يوجد سعوديون

ومن جانبها تقول المتحدثة الرسمية لـ"إكسبو لايف 2018" فاطمة إبراهيم لـ"سبق": "إكسبو لايف" فرصة مقدمة من حكومة دبي للعالم، وللمبتكرين ممن لديهم ابتكارات تؤثر إيجابياً على حياة البشر والمجتمعات؛ لذا نقوم بدعم المبتكرين الذين في بداية الطريق؛ سواء كانوا مخترعين شباباً أو شركات صغيرة أو متوسطة ويحتاجون مثل هذا الدعم المالي والمعنوي، وبالنسبة لنا فالابتكار مهم؛ لكن شخصية المبتكر مهمة".

وأكدت أن كل مشروع يتم اختياره سيحصل على 100 ألف دولار أمريكي من حكومة دبي، وأن هذه المشاريع الإبداعية ستعرض أمام الملايين من زوار "إكسبو 2020" القادم.

وعن عدم وجود مبتكرين سعوديين ضمن قائمة "إكسبو لايف 2018"، قالت: "هناك عدة أسباب للقصور، وقد يكون من الطرفين من إكسبو لايف، ومن المبتكرين السعوديين أنفسهم؛ وهذا أمر نعمل على تغييره في الفترة القادمة من خلال تكثيف الزيارات لمختلف المدن السعودية، والتعرف على المبتكرين عن قرب، والمجتمع السعودي نعرف أنه شغوف بالابتكارات وحب تقديم الجديد، وهناك زيارات ميدانية متواصلة لمدن الرياض، وجدة، وأبها، وعسير".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org