"تصغير الأسماء المعبدة لله".. تعرف على الجائز منها والممنوع  بفتاوى "ابن باز" و"ابن عثيمين"

بعد تداول وسائل التواصل رسالة صوتية تحرم ذلك
"تصغير الأسماء المعبدة لله".. تعرف على الجائز منها والممنوع  بفتاوى "ابن باز" و"ابن عثيمين"

بعد نشر رسالة صوتية تحرم تصغير الأسماء المعبدة لله سبحانه وتداولها في وسائل التواصل بشكل واسع وتحذر من ذلك، حرصت "سبق" على توضيح حقيقة تلك الدعوى من خلال فتاوى كبار العلماء كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ العباد والشيخ الخضير وغيرهم، وتأكيدهم بأنه لا حرج في تصغير الأسماء المعبدة لله ما لم يكره ذلك الشخص المسمى.

تصغير الأسماء المعبدة وغيرها أمر شائع عن المتقدمين

فمن الشائع عند المتقدمين مثل هذا النحت والتصغير، كقولهم: دحيم، وهو منحوت من عبدالرحمن، فقد روى البخاري من حديث أَنَسٍ قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ", وَقَالَ "دُحَيْمٌ": حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُوبَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُهَ " .

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة "وَقَالَ دُحَيْم" (هُوَ عَبْدالرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ)، وَصَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنْ الْحَسَن بْن سُفْيَان عَنْهُ".

الشيخ ابن باز: تصغير الأسماء جائز إلا في هذه الحالة

ورد سؤال للشيخ ابن باز رحمه الله مفاده: كثيراً ما نسمع من عامي ومتعلم تصغير الأسماء المعبدة أو قلبها إلى أسماء تنافي الاسم الأول، فهل فيه من بأس؟ وذلك نحو عبدالله تجعل "عبيد" و"عبود" و"العبدي" بكسر العين وسكون الباء، وفي عبدالرحمن "دحيم" بالتخفيف والتشديد، وفي عبدالعزيز "عزيز" و"عزوز" و"العزي" وما أشبه ذلك، أما في محمد محيميد وحمداً والحمدي وما أشبهه؟

فأجاب: لا بأس بالتصغير في الأسماء المعبدة وغيرها، ولا أعلم أن أحداً من أهل العلم منعه، وهو كثير في الأحاديث والآثار كأنيس وحميد وعبيد وأشباه ذلك، لكن إذا فعل ذلك مع من يكرهه فالأظهر تحريم ذلك؛ لأنه حينئذ من جنس التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم إلا أن يكون لا يعرف إلا بذلك، فلا بأس كما صرح به أئمة الحديث في رجال كالأعمش والأعرج ونحوهما.

الشيخ ابن عثيمين: تصغير الأسماء المعبدة لا بأس به.. لهذا السبب

وسئل الشيخ محمد العثيمين عن حكم تصغير الأسماء المعبدة لله، فقال: لا بأس بذلك لأن المقصود تصغير المسمى وليس الله سبحانه وتعالى.

العباد: التصغير يقصد به الشخص.. وشيخ أبي داود يلقب بـ"دحيم"

سئل الشيخ عبد المحسن العباد: "هل يجوز اختصار الأسماء مثل: عبدالرحمن وعبدالله؟

فأجاب: هذا مثل أحد شيوخ أبي داود عبدالرحمن بن إبراهيم يقال له: دحيم، وهذا كما هو معلوم تصغير للشخص، وهو منحوت من الاسم، مثل: عبدان وعباد مأخوذة من عبدالله، ودحيم مأخوذة من عبدالرحمن، وهكذا.

الخضير: يجوز التسمية بـ"عزيز وحكيم ورحيم" فمن باب أولى يجوز تصغير الأسماء المعبدة لله

فقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير: "ما حكم لو قال لشخص اسمه عبدالعزيز أو عبدالكريم ونحوه فقال له كريم أو عزيز، أو عبدالحكيم فقال له حكيم؟

فأجاب: يجوز إذا قصد الشخص ولم يقصد اسم الله، ولأن اسم عزيز وحكيم يجوز التسمية بهما ابتداءً إذا لم يلاحظ الصفة، إنما هي للعلمية".

وأضاف: "ما حكم لو صغّر ذلك فقال لمن اسمه عبدالعزيز ، قال له: عزيز ، أو عبدالرحيم رحيم، أو حكيم قاله لعبدالحكيم بالتصغير؟ الجواب: كالمسألة السابقة: يجوز؛ فإذا جاز اسم حكيم وعزيز له مكبرًا، فيجوز التصغير من باب أولى، بشرط ألا يقصد اسم الله والعياذ بالله".

هذا التصغير ممنوع بالإجماع

التصغير الممنوع، هو كأن يقال: عبدالعُزيز ، أو هو العُزيز ، وهذا حرام ؛ لأنه لا يجوز تصغير اسم الله إجماعاً، كما حكاه الجويني ونقله ابن حجر في فتح الباري.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org