النائب الأمريكي "شيف".. صمت عن المعتقلين الأمريكان بتركيا وانشغل بخاشقجي

تصريحاته وُصفت بالوهمية والسخيفة والمسيَّسة ولا تصدَّق بالنسبة للكثيرين في أمريكا
النائب الأمريكي "شيف".. صمت عن المعتقلين الأمريكان بتركيا وانشغل بخاشقجي

يتفق المراقبون على أن قضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى في ظروف غامضة في تركيا، التي عُرفت عبر تاريخها بأنها قادت حملات اغتيالات واسعة، تحوَّلت إلى ميدان للإساءة للسعودية بشكل مباشر، أو للإساءة لشخصيات سياسية بارزة، فضلت عدم الخوض في هذه القضية لرغبتهم في انتهاء التحقيقات بشكل رسمي؛ فهم يرون أن الحديث فيها غير مُجدٍ على الأقل في الوقت الراهن ما لم يصدر تصريح رسمي.

ومن خلال متابعة قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي خرجت أصوات تحاول الاستفادة من تلك القضية لمصالح سياسية، واستغلال اختفاء جمال لتصفية الحسابات مع الخصوم. ولعل النائب آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة شؤون الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، واحدٌ من هؤلاء الذين يحاولون الاستفادة من هذه القضية بشكل أو بآخر، ليس حبًّا في جمال خاشقجي، ولكن كرهًا في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعاطى مع قضية "خاشقجي" بموضوعية كبيرة.

موقف الرئيس الأمريكي الذي يثق بالسعودية كثيرًا، ورفضه مبدأ اتهامها أصلاً، واستعباد ذلك، هو ما دفع "آدم شيف"، الذي يقول الشعب الأمريكي عن بعض آرائه إنها سخيفة ومسيسة، للانضمام للفريق الذي يسيء للسعودية مخالفًا رأي الرئيس الأمريكي ترامب لخلافات سياسية سابقة بينهما، تتعلق بالانتخابات الأمريكية السابقة التي فاز بها الجمهوريون على الديمقراطيين.

المتابع لتصريحات النائب الديمقراطي الأمريكي يجد أنها - بحسب ما يصفها معظم الأمريكيين – وهمية، وغير مهمة، ولا تصدَّق بالنسبة للكثيرين، منها ادعاؤه أن الإعلانات الروسية روَّجت للتعديل الثاني في دستور الولايات المتحدة خلال انتخابات عام 2016 "لكي يقتل الأمريكيون بعضهم"، بحسب ما يقوله "آدم شيف"؛ لذلك فإن موقفه يتغير عكس موقف الرئيس الأمريكي، إن كان ضد أو مع، بغض النظر عن أصل الموضوع إن كان حقيقة أو خلافه.

واتهم مؤخرًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النائب آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة شؤون الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، بتسريب معلومات سرية، وكتب ترامب في حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "آدم يخرج من جلسات الاستماع المغلقة لتسريب معلومات سرية. يجب وقف هذا".

والتزم النائب الأمريكي آدم شيف الصمت أمام الاعتقالات التي طالت أبناء وطنه في تركيا على خلفية محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016؛ إذ لم تظهر له أي تنديدات أو تصريحات كالتي تظهر الآن حول اختفاء جمال خاشقجي. ووفقًا لصحف تركية، نقلت عنها وكالة سبوتنيك الروسية، فإن هناك العشرات من المواطنين الأمريكيين الذين صدر في حقهم قرارات ترحيل، واحتجاز، واعتقال، في ظل حالة الطوارئ التي أُعلنت في تركيا لمدة عامين تقريبًا.

ولا يمكن تفسير صمت النائب الأمريكي آدم شيف إزاء الاعتقالات التي طالت أبناء وطنه في تركيا، وتصريحاته المتعلقة باختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلا أن له مكاسب سياسية، كما أنه وجد من هذه القضية أرضًا خصبة لمواجهة خصومه السياسيين.

قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي خرجت عن إطارها المعقول إلى غير المعقول، وأصبحت مسرح جريمة لإطلاق الاتهامات على السعودية جزافًا؛ فجميع الادعاءات التي وردت في هذه القصة مختلقة ووهمية؛ فهي بنيت على أساس باطل ومجهول من سيدة تدَّعي أنها خطيبة جمال، بينما أن أسرة خاشقجي نفسها لا تعلم عن هذه السيدة المزعومة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org