لم يكن يجول في خاطر والد الطفلة أشواق البالغة من العمر ثمانية أعوام، أن يجد حلاً شافياً لابنته التي فقدت النطق وعاشت على التنفس الصناعي طيلة 4 أعوام نتيجة تعرضها لحادث سقوط من أعلى منزلها الواقع بإحدى المحافظات الجبلية التابعة لمنطقة جازان.
فقدت "أشواق" الوعي لمدة 20 يوماً نتيجة الإصابة، وبقيت بقسم العناية المركزة طيلة فترة فقدانها للوعي وهي على أجهزة التنفس الصناعي، وبعد أن قرر الأطباء سحب الأنبوب التنفسي؛ اتضح أنها قد فقدت خاصية النطق يصحبه صعوبة شديدة في التنفس، ويعود السبب لاعتمادها فترة طويلة على أنبوب التنفس الصناعي، والذي قد تسبب لها بعطب في أحبالها الصوتية وضيق مجرى التنفس.
واستقبل مستشفى الملك فهد المركزي بجازان "أشواق"، وتم تشكيل فريق طبي لدراسة الحالة من أطباء الأنف والأذن والحنجرة بقيادة الدكتور محسن خردلي؛ حيث جرى بعد تقييم الحالة إجراء منظار استكشافي لموضع الإصابة.
وقرر الفريق الطبي إجراء عملية إعادة هيكلة وترميم الحنجرة والقصبة الهوائية؛ وذلك من أجل توسيع التجويف في الحنجرة والقصبة، وبفضل الله بعد عدة أيام؛ تم تأكيد نجاح العملية لتستعيد أشواق قدرتها على الكلام والتنفس بطريقة طبيعية دون الحاجة لأجهزة تنفس صناعي؛ لتصبح الفرحة لدى عائلة "أشواق" فرحتين؛ الفرحة الأولى بشفائها والثانية تكمن في فرحة العيد.
ولم تقلّ فرحة الفريق الطبي المشرف على حالتها، عن فرحة "أشواق" وعائلتها؛ فالطبيب محسن خردلي استشاري جراحة العنق والرقبة والطبيبة المقيمة مريم عريشي، والطبيب مدحت الحنتيري من قسم التخدير، وبرعاية تمريضية من قِبَل الممرضة "Elsie Taguiam" كان لهم الفضل بعد الله لما وصلت لها الحالة المرضية لـ"أشواق" من تحسن كبير ولله الحمد.
