اتفاق إستوكهولم إنجاز يتوج عمليات "التحالف" ضد الحوثيين.. وهذه الحالة الوحيدة التي سيغادر معها اليمن

انكشاف المتمردين عسكريًا.. وإذعان يفترض أن يقودهم إلى الاقتناع بالسلام
اتفاق إستوكهولم إنجاز يتوج عمليات "التحالف" ضد الحوثيين.. وهذه الحالة الوحيدة التي سيغادر معها اليمن

تُوجت النتائج المهمة للعمليات العسكرية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والجيش الوطني اليمني، في جبهة محافظة الحديدة والساحل الغربية وبقية الجبهات، اليوم (الخميس)، بإذعان ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، وموافقتها على إبرام اتفاق مع الحكومة الشرعية، يتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار في الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وانسحاب المتمردين الانقلابيين منها، وتسليم إدارتها إلى الأمم المتحدة، بعد إزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في مدينة الحديدة.

موضع الخطورة
ولا يعني الوصول إلى هذه النتيجة المهمة في مسار الأزمة اليمنية، التي تفجرت مع انقلاب المتمردين على الحكومة الشرعية والاستيلاء على مؤسسات الدول اليمنية في 21 سبتمبر 2014، أن "التحالف" سيتخلى عن اليمن والشعب اليمني، فـ"التحالف" كما أعلن مرارًا لن ينهي عمليات في اليمن إلا بعد إنهاء الانقلاب الحوثي وإزالة مظاهره بالكامل، وإلحاق الهزيمة بالمشروع الإيراني في اليمن، فخطورة المتمردين الحوثيين استراتيجيًا على أمن واستقرار المنطقة ودولها تكمن في أنهم جزء من مشروع إيران التوسعي في المنطقة وأداة من أدواته، ولن تتحقق أهداف "التحالف" إلا بالوصول إلى الحالة الأمنية والسياسية الموازية لهزيمة المشروع الإيراني.

والمؤكد أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين فرقاء الأزمة اليمنية في السويد، ويشمل اتفاقًا حول مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وآلية تنفيذية حول تفعيل اتفاقية تبادل الأسرى، وإعلان تفاهمات حول تعز، عبارة عن انعكاس مباشر لموازين القوى في ساحة المعارك بين الجيش الوطني اليمني و"التحالف" من جهة، والمتمردين الحوثيين وإيران من الجهة الأخرى، وقبول الحوثيين بهذه النتائج التي ليست في صالحهم على الإطلاق، وستفرض عليهم الانسحاب العسكري من الحديدة والموانئ الثلاثة، جاء نتيجة عدم تناسب قوتهم مع قوة الحكومة الشرعية و"التحالف"، والذي عبّر عن نفسه في مجموعة الهزائم المتلاحقة والخسائر البشرية الكبيرة، التي مني بها الحوثيون منذ بدء "التحالف" عملياته في 25 مارس 2015، ونجح في فرض سيطرة الحكومة الشرعية على 80 في المائة من مساحة الدولة اليمنية.

مراجعة المواقف
وضعف الموقف العسكري للحوثيين الذي أرغمهم على الإذعان لهذا الاتفاق، جدير بأن يدفعهم إلى مراجعة مواقفهم، وتغليب مصلحة اليمن على خدمتهم لمشروع الهيمنة الإيراني؛ لأنهم قبل أي اعتبارات مذهبية أو سياسية هم جزء من تركيبة اليمن، وليس لديهم وطن آخر يسعهم مثله، كما أن عليهم أن يقتنعوا بأن مشروع إيران التوسعي غير قابل للتحقيق؛ لأن إمكانات إيران أقل من أن تتغلب على الإجماع الدولي على التصدي لمشروعها، وبناء على ذلك يتوجب عليهم المشاركة بنوايا مخلصة في التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة اليمنية ولاسيما بعد التوصل إلى اتفاق إستوكهولم الذي لا يثبت سوى أنهم عاجزون على فرض حل عسكري للأزمة اليمنية، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسويتها.

ولا شك أن تسليم مدينة وميناء الحديدة للأمم المتحدة سيُسهم بشكل فعّال في التخفيف من حدة المعاناة التي يتكبدها الشعب اليمني؛ إذ إنه سيُنهي استغلال المتمردين الحوثيين للمساعدات الإنسانية، والمتاجرة بها في السوق السوداء، لتمويل نفقات حربهم الوحشية ضد الشعب اليمني، فالأمم المتحدة ستضمن التوزيع العادل للمساعدات على كل المحافظات اليمنية، تلك المساعدات والمعونات التي تُسهم فيها السعودية بنصيب وافر، بلغت قيمته خلال الفترة من مايو 2015 حتى نهاية يوليو 2018، نحو 1.643.376.745 دولارًا، في مجالات الصحة والأمن الغذائي والإيواء والمواد غير الغذائية والتعليم وغيرها بحسب النشرة التي أصدرها مركز الملك سلمان للإغاثة، وسيتواصل الدعم السعودي إلى الشعب اليمني خلال الفترة القادمة، وسيشمل بالإضافة إلى بنوده الحالية، خطط إعادة إعمار اليمن في مرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org