ثغرة خطيرة تُثبت "موت الملالي البطيء".. هكذا أهملت الحماقة "الفيلق القائد"!

شعب كسر جدار الخوف ونظام دمر الاقتصاد وفرصة لإدارة "ترامب" لزيادة النفوذ
ثغرة خطيرة تُثبت "موت الملالي البطيء".. هكذا أهملت الحماقة "الفيلق القائد"!

قالت مجلة "بوليتكو" الأمريكية: إن الانتفاضة الإيرانية ما هي إلا خطوة أولى في موت النظام الإيراني الحالي، وكشفت -في تقرير لها- أن هناك عناصر كثيرة جداً تثبت أن النظام الإيراني شارَفَ على النهاية، ولن ينجح في إسكات الشعب المضطهد والفقير؛ مؤكدة انكسار حاجز الخوف.

وتفصيلاً، قالت الصحيفة: إن "إيران واجهت العديد من الانتفاضات والثورات؛ بداية من الثورة الدستورية عام 1905، إلى ثورة 1979، إلى الانتفاضة الخضراء عام 2009؛ لذلك فإن الاحتجاجات الجماهيرية ضد الجمهورية الإسلامية التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية؛ ليست سابقة جديدة؛ لكن إيران لم تشهد مثل هذه العاصفة منذ عام 2009 وربما عام 1979.. إن انتفاضة إيران عام 2017 هي أكبر تحدّ تواجهه ثيوقراطية إيران".

غير "الخضراء"

وأضافت: "إن الغضب العارم والعنف ضد قوات الأمن والمكاتب الحكومية وتشتت طبيعة التمرد؛ تجعلها مختلفة كثيراً عن انتفاضة الخضراء في عام 2009؛ لقد وقعت الكثير من الاحتجاجات حتى الآن خارج طهران وفي عشرات المدن الصغيرة الإيرانية، وكان الغضب ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هو المحفز، وقد أعرب الإيرانيون عن غضبهم ليس فقط تجاه خامنئي؛ بل المؤسسة السياسية والدينية برمتها".

ثغرة خطيرة

وبيّنت بقولها: "لقد كشفت الانتفاضة أيضاً عن ثغرة خطيرة في درع النظام الإيراني؛ على الرغم من أنه قد يبدو قوياً في الشرق الأوسط؛ إلا أن الإيرانيين أنفسهم يستنكرون سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية والدينية والأجنبية؛ وهذا يمكن أن يوفر لواشنطن فرصةً نادرةً لزيادة نفوذها ضد طهران في ضوء النجاحات الإقليمية المزعومة لإيران".

الفقر والفساد

وتابع التقرير: "هناك طبقة من الإيرانيين تَلَقّت بعض الفوائد الاقتصادية من الاتفاق النووي الإيراني؛ وخاصة تلك التي لها علاقات وعقود مع الحكومة؛ غير أن بقية إيران واجهت فقراً أكبر في ظل رئاسة روحاني؛ حيث تُواجه بعض المدن المتمردة نسبة بطالة تتراوح بين 40 و60%، وقد خفضت ميزانية الدعم لهم، وتم تخفيض الإعانات المقدمة للفقراء، مع زيادة تمويل الحرس الثوري والمؤسسات الدينية التي ينظر إليها العديد من الإيرانيين على أنها تجمعات فاسدة تدعمها الدولة.

غضب ومغامرات

لقد غضب الإيرانيون وهم يكافحون لإطعام أطفالهم؛ في حين أنفقت حكومتهم مليارات الدولارات في المغامرات الأجنبية في لبنان وسوريا والعراق وأماكن أخرى. لقد زاد الشعب فقراً؛ بينما أصبح النظام أكثر ثراء.. وفي ظل معاناة الإيرانيين أصبح حلفاء النظام أقوياء ومزدهرين اقتصادياً.

تدمير وضباب

وأردف التقرير: "إن الغضب بين الإيرانيين يجب ألا يكون مفاجئاً لأحد، ويرجع ذلك إلى عقود من سوء إدارة النظام للدولة وانتهاج الإبعاد والقمع، لقد أدت سياسات المياه في الجمهورية الإسلامية التي وثّقها ناشطون، إلى تدمير مجاري الأنهار والبحيرات بأكملها، وتعاني المدن الإيرانية من بعض أسوأ تلوث على الأرض؛ ليس فقط في طهران المسدودة بالضباب الدخاني؛ ولكن قبل كل ذلك في مقاطعة خوزستان الأحواز الناطقة بالعربية، والتي شهدت ربما أكبر درجة من التمرد".

الزلزال الأخير!

وبيّن: "يعتقد الإيرانيون أن حكومتهم لا تهتم بهم كما أن الزلزال الأخير الذي وقع في كرمانشاه والذي أسفر عن مقتل المئات وتشريد الآلاف من المشردين، قد تجاهلته الحكومة في طهران، وليس من المستغرب أن شعب كرمانشاه الذين هم في الغالب أعضاء من الأقلية الكردية، خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن معارضتهم".

ذروة الحماقة

وأخيراً كان البرنامج النووي الإيراني هو ذروة حماقة النظام، ولم يؤدِّ إلى أي فوائد للسكان؛ ولكنها أدت إلى عقوبات أمريكية ودولية أدت إلى مزيد من الإضرار بالاقتصاد، وكان من المفترض أن يكون الاتفاق النووي لروحاني هو مفتاح حل المشاكل الإيرانية؛ ولكن لا يوجد نهاية في الأفق أو حل مُرضٍ لملايين المواطنين المحرومين والمقهورين، الذين وضعوا أملاً كبيراً على الاتفاق النووي، وليس من المستغرب إذن أن يكون وقود الانتفاضة الرئيسي هو المؤسسة السياسية الإيرانية بأكملها؛ بما في ذلك روحاني والإصلاحيون الذين دعموه.

فرصة "ترامب"

وزادات الصحيفة: "وفي نهاية المطاف فإن الإيرانيين فقط يمكن أن يغيروا إيران؛ لكن إدارة "ترامب" يمكن أن تزيد من نفوذها من خلال إلغاء حظر السفر ضد الإيرانيين، ومن خلال توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للناشطين في إيران، وزيادة الدعم والتمويل لجهود حقوق الإنسان، وسيكون من الحكمة لواشنطن أن تبقي على الاتفاق النووي الإيراني؛ في حين أن بإمكانها أن تضغط على الجمهورية الإسلامية على جبهات أخرى.. وفي النهاية فإن مصدر مشكلة واشنطن ليس فقط البرنامج النووي؛ ولكن النظام الإيراني. والمفتاح لإيجاد حل دائم للبرنامج النووي هو تغيير جوهري في إيران؛ وهو ما يجري حالياً".

كسر جدار الخوف

وأوضحت: "لقد كانت هناك تكهنات بأن الانتفاضة سوف تموت أو أن يسحقها النظام؛ لكن ذلك لم يحدث، لقد تم كسر حاجز رئيسي: لقد كسر الإيرانيون جدار الخوف الذي خلقته الجمهورية الإسلامية؛ فلم تفقد ثيوقراطية إيران شرعيتها فحسب؛ بل فقدت قدرتها على السيطرة على الجمهور من خلال أدوات العنف، وخلافاً لما حدث في الاحتجاجات السابقة أظهر عدد لا يحصى من الإيرانيين أنهم لن يشاركوا بعد الآن في لعبة الإصلاحيين مقابل المحافظين المعروفة باسم المعتدلين مقابل المحافظين في الغرب، وبالنسبة لهم لا أحد من المؤسسة الدينية -بما في ذلك ما يسمى الإصلاحيين- يمكن أن يجعل حياتهم أفضل بالنسبة لهم، النظام بأكمله يجب أن يسقط لتولد إيران جديدة.

الاختبار الحقيقي

وتابعت الصحيفة بقولها: إن الاختبار الرئيسي هو استجابة الحرس الثوري والباسيج لهذه الانتفاضة؛ فقد يكون العديد من قادتهم مخلصين لخامنئي؛ لكنهم يواجهون نفس الصراعات اليومية كما إخوتهم؛ وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن بعض عناصر الباسيج أحرقت بطاقات العضوية لدعم الانتفاضة.

الفيلق الذي يقود

وختم التقرير بالتأكيد على أن "الانتفاضة الحالية قد لا تؤدي إلى الانهيار الفوري للنظام؛ ولكننا نشاهد الآن موت جمهورية الملالي حتى ولو انتهت الانتفاضة اليوم؛ فإنها ليست سوى خطوة واحدة في صراع طويل من أجل تحقيق حكم أكثر تمثيلاً وديمقراطية وشعبية؛ فقد يلقي خامنئي وروحاني باللوم على الأعداء الأجانب للانتفاضة؛ ولكن أعداءهم هم الشعب الجائع والمضطهد في إيران، وهم مستيقظون، وهم الفيلق الذي يقود".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org