مرضى "الزهايمر" في حاجة إلى دعم المجتمع

مرضى "الزهايمر" في حاجة إلى دعم المجتمع

في الوقت الذي بات فيه "الزهايمر" من الأمراض الشائعة التي تنتشر في مجتمعنا السعودي، ويهدد الآلاف سنويًّا، تقوم الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر بدور فاعل ومحوري في التوعية بأضرار ومخاطر هذا المرض، وتوضيح آليات التعامل معه؛ وذلك للحد من انتشاره الواسع، وسلبياته المخيفة.

وقد ساقني الفضول لأقرأ كثيرًا عن هذا المرض، وآليات التعامل معه في المملكة وخارجها. وقد توصلت إلى معلومات، أقل ما توصف به أنها "مقلقة"، وتقول إن "الزهايمر" ليس جزءًا طبيعيًّا من الشيخوخة، بل هو انحلال في الدماغ، يتعذر إصلاحه، يسبب اضطرابات في الذاكرة، والإدراك، والشخصية، وغيرها من الوظائف التي تؤدي في النهاية إلى الوفاة بسبب القصور الكلي للدماغ.

في المملكة وحدها يوجد نحو 130 ألف مصاب بالزهايمر، وبحلول عام 2050 ستتضاعف أعداد المصابين به. وعالميًّا يحصد هذا المرض أرواح ضحاياه أكثر مما يحصد سرطان الثدي أو سرطان البروستاتا مجتمعَيْن؛ فكل 3 ثوانٍ يصاب شخص بالخرف، وشخص من كل ثلاثة مسنين يتوفى بالمرض، أو أنواع الخرف الأخرى.

ولعل أكثر ما يقلقني في "الزهايمر" أنه يفرض نفسه على المريض ومحيطه الاجتماعي؛ فقد نجح هذا المرض في تغيير نمط وأسلوب معيشة آلاف الأسر السعودية لمجرد أن أحد أفرادها مصاب به. وغالبًا ما تكون رعاية الشخص المصاب بالزهايمر أمرًا بالغ الصعوبة، ويواجه العديد من أفراد عائلته وغيرهم من مقدمي الرعاية مستويات عالية من الضغط النفسي والاكتئاب نتيجة لذلك.

وتؤكد الأبحاث العلمية أنه لا يوجد علاج شاف يعيد للمريض ذاكرته، ولكن العلاج المتاح يعطَى للمحافظة على استقرار وضع المريض لأكبر مدة ممكنة، أي للإبطاء من تفاقم المرض، وهذا ما تحرص عليه الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر التي أدركت في وقت مبكر من عملها أهمية رفع مستوى الوعي العام بهذا المرض عبر تفعيل برامج تثقيف شرائح المجتمع المختلفة به معتمدة على مختلف وسائل الإعلام والاتصالات الممكنة، وتوفير الدعم والمساندة للمرضى، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم، مع تقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومَن يقوم برعايتهم، والعمل على تشكيل حلقة وصل بين عائلات المصابين من جهة، ومقدمي الرعاية من المراكز المتخصصة من جهة أخرى.

ولعل ما لفت نظري إلى برامج الجمعية ذلك التعاون الفعال والمثمر مع الجهات الحكومية المختصة والمستشفيات والمراكز ذات العلاقة من أجل تحسين وتطوير مستوى الخدمات الطبية المساندة والرعاية المنزلية لمرضى الزهايمر، فضلا عن حرصها على دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالمرض، وتأسيس قاعدة بياناتية ومعلوماتية وإحصائية لكل ما يتعلق بالمرض، والمساهمة في تطوير وتنمية مهارات العاملين في مجال مواجهة المرض.

ولا أنكر أنني أحسست بالطمأنينة والراحة عندما عرفت أنه من بين حزمة الجهود التي تبذلها الجمعية توجُّهها لإرساء القواعد التأسيسية لإنشاء أول دار تمريض متخصصة لمرضى الزهايمر، ونادٍ صحي واجتماعي للمرضى. وهذه خطوة تشير إلى النظرة الشاملة في تأمين كل احتياجات المرضى، وما يسهم في تخفيف معاناتهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org