وُلدت من رحم الأزمات.. كيف تحولت مجموعة الـ20 لكيان مؤثر في استقرار العالم

إمكانات اقتصادية وجغرافية ضخمة و"الأرقام تتحدث"
وُلدت من رحم الأزمات.. كيف تحولت مجموعة الـ20 لكيان مؤثر في استقرار العالم

ستظل الظروف التي دفعت إلى خلق توجه دولي لإنشاء مجموعة العشرين، جزءاً من الأهداف المنظمة لأساليب عمل المجموعة، وأولويات اجتماعاتها السنوية، فقد ولدت مجموعة العشرين من رحم الأزمات المالية المتتالية، التي هزت الاقتصاد العالمي في تسعينيات العقد الماضي، كمحاولة لاحتواء الآثار الناجمة عن هذه الأزمات، وإيجاد آلية لبحث المشاكل، التي تعترض الاقتصاد العالمي، وطرح الحلول الكفيلة بمواجهتها، منعاً لتفاقمها وتحولها إلى أزمة جديدة تعصف بالعالم.
دواعي التأسيس
ورغم أن فكرة إنشاء مجموعة العشرين، انبثقت من توجه وزراء المالية في مجموعة الدول السبع الكبرى في اجتماعهم في يونيو 1999، إلى دعوة نظرائهم في الدول ذات الاقتصاديات المؤثرة في العالم لمشاركتهم في اقتراح لحلول للأزمات المالية التي واجهها العالم في تلك الفترة، إلا أن الكيان الذي تأسس في سبتمبر ١٩٩٩، وسمى مجموعة العشرين، واستهل اجتماعاته في ديسمبر من نفس العام، كشف عن إمكانات اقتصادية وتجارية وسكانية وجغرافية ضخمة للمجموعة.
وطبقاً للمعلومات التي يتكرر نشرها على مواقع القمم السنوية لمجموعة العشرين، فإن الدول التسعة عشر الأعضاء فيها يشكلون أكثر من 85 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي سنوياً، و75 في المائة من حجم التجارة العالمية، و65.2 في المائة من مجموع سكان العالم، و50 في المائة من مساحة الكرة الأرضية، وكما يتضح فهي إمكانات هائلة تمكن المجموعة من معالجة المشاكل التي قد تواجه الاقتصاد العالمي، أو المشاكل المتعلقة بالأمن الدولي مثل تمويل الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين، أو غيرها المرتبطة بحياة الإنسان على كوكب الأرض مثل تغير المناخ والرعاية الصحية.
ثقل دولي
صحيح أن مجموعة العشرين عبارة عن منتدى غير رسمي، وما يصدر عن قممها من توصيات لا يعد ملزماً للدول الأعضاء فيها، لكن الثقل الذي تتمتع به المجموعة كفيل ببلورة موقف دولي تجاه أي مشكلة قد تهدد الاقتصاد العالمي قبل استفحالها، فالمجموعة إن كانت لا تلزم أعضائها بقراراتها فإنها في الحقيقة تمثل إرادة الدول الأعضاء، ولم يملِها أي طرف آخر عليها، ومن الطبيعي أن تسلك هذه القرارات طريقها إلى مسارات السياسة الخارجية للدول الأعضاء في المجموعة ما دامت معبرة عن إرادتها.
وليس من الوارد أن يقر أعضاء المجموعة في قممهم توصيات تتعلق بمعالجة مشاكل دولية، ثم لا يدمجونها في سياستهم، كأن الغاية من هذا المحفل الدولي السنوي هي مجرد تجمع زعماء دول المجموعة أمام عدسات الكاميرات، فالمجموعة رغم أنها وليدة أزمات دولية غير أنها تحولت إلى كيان مؤثر قادر على تحقيق الاستقرار العالمي، بكل أبعاده الاقتصادية والأمنية والصحية والمناخية، وفي كل عام تتابع دول العالم ما يصدر عن قمة مجموعة العشرين من قرارات ومواقف، لتأكدها أنها ستنعكس على أداء المنظمات الدولية المختلفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org