السيد "فريدمان" يتحدث من "الرياض".. لكننا "لم نبدأ بعد" !

السيد "فريدمان" يتحدث من "الرياض".. لكننا "لم نبدأ بعد" !

كتب: علي الحازمي
من المؤكد أن حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الصحفي الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" من الطبيعي أن يكون مدهشاً في كافة ثناياه، غير أن اللافت أيضاً أن كل حوار جديد يجريه مهندس الرؤية السعودية يأتي كأنه مختلف تماماً بالرغم من أن أكثر ما يرد فيه يتعلق بأسس بدأها الأمير الشاب وهو يسير كما يجب في خطط تحقيقها.

وعلى ذكر السيد "فريدمان" وبالرغم من أنه أشهر صحافيي العالم وممن فاز بجائزة بوليتزر ثلاث مرات -وهذه ليست تزكية له- إلا وكما اعتدنا سيظهر من يسعى ليصر على رؤية الصورة من الخلف! وبالمناسبة نقول لهؤلاء: إن هذا الرجل لم يكن على وفاق دائم ولا حتى غالباً مع السياسة السعودية، ولا مع رؤيتها الجديدة، بل إنه ممن أثاروا أسئلة لم تكن بيضاء غالباً، بل بألوان متدرجة، قبل أن يقرر فيما بعد أن يستدير ليرى الصورة الفعلية من خلال عدة زيارات إلى الرياض، فرأى الحقائق على الواقع وتحدث مع المسؤول الرئيسي، وتحدث أكثر مع المستهدفين بالتنمية كما ورد على لسانه؛ وهم شباب وشابات سعوديون وسعوديات؛ لنرى فيما بعد ما يمكن أن يقوله مهنياً.

وفي خط موازٍ فإن المتتبع لحوارات الأمير بدءًا من حواره الأول مع "بلومبيرج" مروراً بالحوار مع (العربية) وحواره الشهير من على منصة إطلاق "نيوم"؛ كانت كلها تؤكد على وثيقة حقيقية عن مستقبل تاريخ السعودية القادم.

ولو كلف أحدهم نفسَه بعض الوقت ووضع البراجرافات المشتركة في كافة الحوارات لوجد ثبات مبادئ الأمير والرؤية، وأن التباين في التاريخ هو للتأكيد فقط على أن الفعل ربما سابق القول، وأن المفاجآت السارة لن تتوقف بإذن الله.

وفي حواره الأخير مع (ِMBS) -كما يسميه الإعلام الغربي- كان السيد "فريدمان" ربما أكثر المذهولين من حجم صراحة الأمير الشاب. بل إن فريدمان الذي سبق أن كتب عن تكهنات عن فجوات واضطرابات في السعودية؛ هو الآن عاد ليكتب عن الحقيقة من خلال حديث شفاف جداً مع مهندس الرؤية السعودية الذي اعتاد على تعامل دقيق جداً مع الإعلام الغربي تحديداً، والأخير –أعني به الإعلام الغربي- وفي إقرار واضح منه على سبيل المثال إعلان مجلة التايم الأمريكية في استفتائها الشعبي السنوي عن الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم؛ ليكون ولي عهد السعودي في المركز الأول من بين أكثر من 30 شخصية عالمية منهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لا أريد الحديث أكثر عن جوهر ما ذكره الأمير محمد في الحوار؛ فقد تناوله وسيتناوله إعلامنا السعودي بلا شك بما يليق به، غير أن هناك جوانبَ في غاية الأهمية يمكن تلمس حرص ولي العهد -حفظه الله- على التأكيد عليها، وأبرزها أن السعودية -بإذن الله- ستخطو نحو المستقبل بخطى واثقة، وأنها ستسير وفق ضوء رسالة الإسلام الحقيقية باستنارته واعتداله، وستنفذ عظمته في التعايش مع الغير. كما أنها وهذه من أهم الجزئيات عندما تتحول؛ لذلك لن تكون نسخة أمريكية أو غربية أوروبية؛ بل ستكون نموذجاً إسلامياً منفتحاً وفريداً من نوعه، وملتزمًا بثوابته وقيمه ونبل عاداته وأعرافه.

ولأن الحديث يطول وسيطول حول أي قراءة لأبعاد حوار ولي العهد السعودي مع السيد فريدمان؛ فإنني أوكد لكم -وكما يشعر أي سعودي يفخر بقيادته- أن ولي العهد سيظل يفاجئنا في كل مرة يظهر فيها؛ إذ إن كل ظهور له لم نتعود أبداً أن يخرج دون مفاجآت من العيار الثقيل.

ولعلي حول هذه النقطة أستحضر تحديداً القصة التي أوردها أستاذنا الإعلامي الكبير عبدالرحمن الراشد عن قصة (سارت وبسرعة مدهشة)؛ حيث قال الأمير: "هذه السيارة لا بد من أن تسير، وإن لم تَسِر فسأغير السيارة بأخرى"، وتدور الأيام وتنطلق تباشير الحلم وتأتي الإجابة إيجاباً، غير أن الأمير يقول برغم كل ما تحقق: "لم نبدأ بعد"... نحن أيضاً نرددها بفخر وتفاؤل عظيمين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org