شاهد "مشاريع الخطر".. حلم المباني الصينية يتبخر و"التعليم" ترد: انتظروا عامين!

"سبق" ترصد الملايين المهدرة على أرض الواقع وتنقل أصوات الأهالي "المبحوحة"
شاهد "مشاريع الخطر".. حلم المباني الصينية يتبخر و"التعليم" ترد: انتظروا عامين!

تصوير: عبدالله النحيط

قبل 12 عاماً، وتحديداً في تاريخ 19/ 3/ 1427هـ، صدر قرار مجلس الوزراء رقم (62) بشأن الاستعانة بالشركات الصينية لتنفيذ مشاريع مبانٍ تعليمية معتمدة في الميزانية، وحصلت تلك الشركات على امتيازات وإعفاءات جمركية من المملكة؛ أملاً في سرعة الإنجاز وانطلقت أعمال الإنشاءات، ثم توقفت فجأة بنسب إنجاز مختلفة قد لا ترتقي لأهمية القرار الصادر من "الوزراء".

وتحولت المشاريع الصينية المليونية لورقة رابحة يلوح بها مسؤولو وزارة التربية والتعليم، ثم وزارة التعليم -بعد تقنين مسماها- أمام وسائل الإعلام والرأي العام، مبشرين بمدارس نموذجية راقية، وعلى أرض الواقع تحول الـ77 مشروعاً إلى "هشيم تذروه الرياح" في بعضها، ومواقع مهجورة في الأخرى، بدت وكأن أموال الدولة سائبة يتطاول عليها اللصوص، ويجتمع فيها أصدقاء السوء ملاذاً آمناً، ويحيط بها "كمين الخطر"، وتتسلل إليها الحيوانات الشاردة، ويصدر من هذه المباني الخوف للجيران الذين وصل بهم الحال إلى المطالبة بإزالتها بدلاً من إكمالها.

من يشاهد المشاريع المتعثرة في الأحياء يتأكد تماماً أنها لم تحظَ برقابة صارمة، ومتابعة مستمرة عبر مراحل الإنشاء، ويؤيد ذلك إجابة متحدث وزارة التعليم الذي علّق على تساؤل "سبق" عن مصيرها بعد التعثر؛ بقوله: "منذ وقت مبكر بدأت الوزارة باتخاذ خطوات عملية لإيجاد حل لمشاريع بناء المدارس الموكلة إلى الشركة الصينية المتعثرة بعد توجيه المقام السامي، وموافقته على تشكيل لجنة مكونة من جهات عدة، كوزارتَي المالية والتعليم، وديوان المراقبة؛ وذلك للبت في موضوعها، وقد أوصت اللجنة وقتها بإنهاء العقود، ومن ثم عمل المنافسات اللازمة لإنهاء تنفيذ هذه المباني".

وهذا "الوقت المبكر" الذي ذكره المتحدث الرسمي في سياق حديثه لم يوضح متى؟! وكان من المفترض على وزارته فرض الرقابة مبكرة لضمان الإنجاز، قبل دخول جهات رقابية أخرى في خط "التعليم" ومن ثم سحب المشروع .

كما وعد المتحدث بأنه سيجري العمل قريباً -بمشيئة الله- على استكمال هذه المشاريع عبر شركة تطوير للمباني، وقال: "من المتوقع البدء في استخدامها مطلع العام القادم، واستكمال المتبقي خلال العامين التاليَيْن".

وفي أثناء تصوير "سبق" للمشاريع المتعثرة التي قال عنها "متحدث التعليم" إن نسبة الإنجاز لكل مشروع تتفاوت؛ تبين أن نسبة هذه المباني من مجموع المباني التي تحت الإنشاء لا تصل إلى 3.5%، وكان الأهالي يتسابقون فرحين مطالبين بأصوات مبحوحة آلمها اليأس والانتظار بإزالة تلك المباني، وأسموها بـ"مشاريع الخطر"!، وأكدوا انزعاجهم لسنوات طويلة من حالها، في الوقت الذي أكمل أبناؤهم المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية دون الاستفادة من هذه المرافق النموذجية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org