"تنشد عن الحال هذا هو الحال".. بهذه الكلمات وجّه سكان قرية "منقز" بجبال سلا بمنطقة جازان شرق محافظة العارضة، رسالتهم لوزارة النقل؛ مطالبين فيها بوضع حد لمعاناتهم مع الطريق الوعر الممتد منذ سنوات طويلة، موضحين أنهم تقدموا بعدة شكاوى؛ غير أن الرد في كل مرة "تم اعتماد المشروع"؛ لكن واقعيًّا لا وجود له.
وتفصيلًا، قال السكان إن معاناتهم تزداد سوءًا بشكل كبير مع هطول الأمطار وعند نقل المرضى، مشيرين إلى أن المسافة قصيرة ولكنها مرهقة مع صخور الجبال الوعرة الشاهقة، لافتين إلى أنهم تقدموا بشكاوى عدة إلى وزارة النقل وذلك منذ أكثر من 15عامًا؛ مبينين أنه وإلى يومنا هذا لا يزالون يتكبدون المعاناة هم وأسرهم خاصة المرضى وكبار السن، ومنهن على وشك الولادة من النساء؛ حيث يتطلب نقلهن للمستشفى رحلة شاقة.
وأضافوا: "مع سقوط الأمطار وجريان الشعاب الجبلية يتحول الطريق إلى كابوس مزعج؛ حيث يتم قَطعه في كثير من الأحيان بفعل قوتها التي تجرف التربة وتُبقي على الصخور؛ وكأن الطريق لم يكن طريقًا في الاصل"؛ مشيرين إلى أنهم يُحتجزون في أغلب الأوقات حتى يتم جلب معدة لصيانته.
وقال الأهالي في شكوى تَلَقّتها "سبق": "نأمل أن يتم إنهاء معاناتنا الممتدة منذ سنوات طويلة من قِبَل المسؤولين في وزارة النقل بسفلتة وتوفير معدة تعمل على مدار العام لصيانة الطريق؛ وخاصة بعد الأمطار بشكل تلقائي دون الحاجة لتقديم طلب لذلك كون السير في الطريق بعد الأمطار يكون بالغ الصعوبة، وقد لا نستطيع الوصول للجهة".
واطلعت "سبق" على خطاب موجه من أحد المقاولين في العام 1434هـ أي قبل ستة أعوام إلى إدارة النقل بجازان، يفيد فيه بعدم وجود وفرات في مشروع نُفّذ في قرى قريبة لسفلتة طريق قرية منقز.
وجاء في الخطاب: "إشارة إلى خطابكم رقم 6478/13 وتاريخ 30/ 4/ 1434 بخصوص طلب أهالي قرية المنقز لسفلتة الوصلة المؤدية إلى قريتهم بجبال سلا؛ نفيدكم بأنه تم الكشف على الموقع ووُجد أن الطريق متفرع من طريق جبل سلا، ولا يوجد وفورات في المشروع لتنفيذ هذه الوصلة".
وكانت اللجنة المكلفة من نائب أمير منطقة جازان، لمتابعة المشاريع المتعثرة بالمحافظات الجبلية، والمكونة من مدير عام متابعة المشاريع والخدمات بالإمارة، ومدير فرع وزارة النقل؛ قد رافقت في أكتوبر الماضي محافظ العارضة الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر في جولته التفقدية لعدد من مشاريع الطرق في المنطقة الجبلية.
وقال "ابن منيخر": "نسعى بكل الجهود إلى توفير كل الخدمات لأهالي المحافظة في السهل والجبل والتنسيق مع جهات الاختصاص؛ حيث محافظة العارضة المتنوعة بتضاريسها من المحافظات السياحية الصحية التي يجب الاهتمام بها من كل الجوانب".
