الرتبة مقدم والاسم "الشواف".. قصة سعودي قهر "الحوثي" في 24 معركة

"بتر ممهور بالعزة".. أصيب 3 مرات وبِيَد واحدة حمل زميله وأنفاسه تتوق لملاقاة الأعداء
الرتبة مقدم والاسم "الشواف".. قصة سعودي قهر "الحوثي" في 24 معركة

ودع ميدان العز والشرف والكرامة وهو يقاتل بالصفوف الأمامية على الشريط الحدودي، بعد تعرضه لـ٣ إصابات كادت تقضي على حياته؛ فقَدَ خلالها إحدى ذراعيه، وحمل زميله المصاب بيد واحدة، قبل أن يُنقل للمستشفى فاقداً للوعي بسبب النزيف الحاد.

تلك التضحيات الكبيرة والمواقف الشجاعة لأبطال القوات السعودية منذ انطلاق عاصفة الحزم، يسردها لـ"سبق" المقدم ركن عبدالرحمن بن محمد الشواف آل مطلقة، والذي رحّب بزيارة الصحيفة؛ وذلك بعد أيام من عودته لأرض الوطن قادماً من رحلة علاجية استمرت قرابة العام، أجرى خلالها عدة عمليات جراحية تكللت بالنجاح؛ إثر إصابته أثناء دفاعه عن دينه ووطنه؛ نتج عنها بتر ذراعه الأيسر واستبداله بطرف صناعي إلكتروني.

بسالة وشجاعة

"الشواف"، الذي يبلغ (40 عاماً)، ولديه أربعة من الأبناء، ويعمل مقدم ركن في القوات البرية السعودية، عُرِف عنه بسالته وشجاعته وإقدامه التي تُعتبر أهم ما يميز أبطال الجيش السعودي، ممن أرخصوا أرواحهم دفاعاً عن أمن وحدود بلاد الحرمين؛ حيث تصدّى بحزم لأعنف هجمات حوثية على مدار السنوات الماضية بمشاركة زملائه المرابطين، وتُعد هذه الإصابة الثالثة له منذ انطلاق العاصفة.

تفاصيل الإصابة

وروى تفاصيل إصابته بقوله: "تعرضنا لهجوم مباغت من العدو الحوثي، وكان برفقتي زميلان شقيقان، استشهد أحدهما فوراً؛ فيما تعرضت لإصابة في إحدى أطرافي، واضطررت لحمل شقيق الشهيد الذي أصيب هو الآخر، قبل أن أستيقظ في المستشفى عقب دخولي فاقداً للوعي نتيجة النزيف الحاد الذي تعرضتُ له".

الحرب المثلوثة

وتحدث "الشواف" عن قصة مشاركته بعاصفة الحزم، قائلاً: "شاركت في الحرب المثلوثة "دين.. ووطن.. وتلبية للنداء لمساعدة أشقائنا اليمنيين".. بأكثر من 24 معركة منذ بدء العاصفة، وكسبناها بفضل من الله ثم بفضل المجاهدين من قواتنا وتضحياتهم من أجل نصرة الحق والمظلومين وتحرير اليمن من المحتل الغاصب مليشيا الإرهاب".

تواق للعودة

وأشار إلى أن مشاعره انتهت منذ انطلاق العاصفة، ولم يعد يشعر إلا بالحماس والفخر أثناء تأدية واجبه الوطني بالخطوط الأمامية، حتى وقعت إصابته الأخيرة في معركة جبل جحفان، ولا تزال نفسه تواقة للعودة للأراضي الجنوبية دفاعاً عن الوطن وبحثاً عن نصر أو شهادة في سبيل الله.

بطولات البواسل

وعن إنجازات زملائه من مختلف القطاعات العسكرية وما شاهده فترة تواجده وتنقلاته على خط النار؛ أكد أن الصفوف الأمامية دائماً يتواجد بها قيادات عليا من اللواء والأركان وصولاً للأفراد، يتسابقون لحسم المعارك في الجبهات وفق خطط عسكرية دقيقة وناجحة، يتخللها الحزم والإنسانية.

وقال "الشواف": "لن أنسى موقعة (أبو الرديف)، التي شهدت أكثر من 7 معارك، عندما بدأ الاشتباك مع العدو في وقت مبكر واستمر حتى المساء، وتقدم حينها أبطال الوطن على محورين وكان الحماس والتضحية والتفاني يقود الجميع لطلب الشهادة، بعدما قام العدو بزرع الألغام والقنابل المفخخة في جميع الطرقات، قبل أن تنجح القوات السعودية في نزع وتفكيك الألغام والعبوات وقتل عشرات الحوثيين، وتأمين الموقع بالكامل".

وواصل حديثه عن المعارك البطولية بقوله: "تعتبر معركة (أم العود)، التي كانت على عدة جبهات؛ من أطول المعارك التي استمرت ٥ أيام؛ وعلى خط مواجهة يبلغ طوله 20 كيلو؛ إذ تنوعت الاشتباكات فيها مع العناصر المعادية ما بين هجوم ودفاعات وكمائن وإغارة، وتمكنت القوات السعودية من دحر مليشيا الحوثيين وسط تنكيل بهم وتكبيدهم خسائر فادحة".

أضحية العيد

وروى "الشواف" قصة أضحية العيد بقوله: وقعت معارك (الحثيرة) الحدودية التي صادفت إحداها ليلة عيد الأضحى من العام الماضي التي انتهت بخسائر فادحة وكبيرة للعدو الحوثي، ومستذكراً وصيته لأحد زملائه بذبح أضحية العيد في حالة استشهاده في هذه المعركة؛ إلا أن الله كتب له الحياة؛ على الرغم من تعرضه لإصابتين الأولى برصاصة قناص حوثي بصدره، والأخرى في مواجهة مباشرة وقوية بقنابل يدوية مع العدو، وتعافى وعاد مرة أخرى مواصلاً تأدية واجبه إما النصر أو الشهادة".

مواقف مؤثرة

ومن المواقف البطولية والمؤثرة في الحد الجنوبي، بيّن "الشواف"، أن التحالف خطط لهجوم بالتنسيق مع القوات اليمنية ومهمته "مشارك بالتخطيط والتنفيذ"، وقال: مررت بنقطة سعودية وبرفقتي قوات يمنية، واستوقفني زميل من -الكتائب السعودية- وطلب مني مرافقتي؛ إلا أنني رفضت طلبه باعتبار أن الهجوم داخل الأراضي اليمنية، وبعد إصرار وافقتُ شريطة أن يسير خلفي على مركبته نظراً لخطورة الطريق المليء بالألغام، وبالفعل وقعت بلغم لم ينفجر إلا بعد مرور زميلي عليه، وتسبب ذلك في انفجار مركبته، ونقلته حينها للمستشفى متأثراً بإصابته، وهو يتساءل حينها: "وينك يا الشواف.. عساك بخير"؛ متناسياً إصابته التي لم تمهله يومين على لقاء ربه شهيداً في سبيله.

وتطرق "الشواف"، في حديثة لـ"سبق"، لأبرز الأحداث الجميلة التي لا تُنسى في السنوات الثلاث، أثناء مهمته بعاصفة الحزم ومشاركة زملائه من قوات التحالف من "الإمارات- البحرين- الكويت- السودان- اليمن"، ووصف روح الإخوّة والتفاني بينهم وكأننا جسد واحد؛ بل كانت هذه الحرب حربهم وكانوا يسابقون زملاءهم من القوات السعودية واليمنية بالتواجد في أصعب الأماكن التي تتعرض بشكل يومي لاشتباكات دائمة مع العدو؛ مؤكداً أنهم يتمنون الشهادة للدفاع عن بلاد الحرمين خاصة وعن تراب اليمن بشكل عام".

رأفة "التحالف"

وعن مشاركاته داخل الأراضي اليمنية، قال "الشواف": إنه تشرّف بمشاركة القوات المشتركة، التي تضم القوات اليمنية والسودانية، في تحرير منفذ الطوال وميدي التابعة لمدينة حرض اليمنية؛ مؤكداً أن النهج التي تتخذه قيادة التحالف المشتركة ويعمل به في عمليتيْ عاصفة الحزم وإعادة الأمل باليمن؛ لن تشاهده ينفذ في أي حرب بالعالم؛ حيث روعي من خلاله الجانب الإنساني والزمني حفاظاً على أرواح المدنيين، وكذلك المحافظة على البنية التحتية والممتلكات باليمن؛ مؤكداً أن التحالف يستطيع الوصول لأي هدف سواء كان في صعدة أو صنعاء أو الحديدة؛ ولكن من رأفة التحالف وحكمته -بقيادة المملكة العربية السعودية- أن ضحوْا بالوقت والمال والعتاد من أجل المحافظة على أرواح أبناء عمومة باليمن.. وعن سير العمليات وما تشهده الجبهات من انتصارات تتوالي، قال: "هذا ما نشاهده بعيون المرابطين بقوات التحالف، سدد الله رميهم ونصرهم بتوفيقه".

رسالة إلى المرابطين

واختتم "الشواف" حديثه برسالة لإخوانه المرابطين من القوات السعودية والتحالف والشرعية، قائلاً: "الحرب التي نخوضها هي دفاع عن الإسلام والمسلمين بشكل عام وعن بلاد الحرمين بشكل خاص، والهدف منها هو إعادة الشرعية باليمن، وعلينا جميعاً التصدي بحزم وصلابة للدول المعادية وكياناتهم ممن جعلوا الحوثيين بالواجهة، ويسعون في الخفاء للعبث بأمن المنطقة، وتشويه الدين الحنيف والدور الذي تقوم به المملكة من أعمال إنسانية وصلت لأطياف العالم- استمروا كما عهدناكم؛ فلكم منا خالص الدعاء والمحبة والوفاء".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org