"المعلمي": قرار تعليق الصلاة بالحرمين يؤكد أن الإسلام يعزز الحياة ويرعى صحة الإنسان

قال إنه من المهم إعطاء مسؤولي المؤسسات الدينية الأدوات التي يحتاجون إليها للمساعدة وتشجيعهم
"المعلمي": قرار تعليق الصلاة بالحرمين يؤكد أن الإسلام يعزز الحياة ويرعى صحة الإنسان

قال مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي: إن القرار الاستثنائي والمؤلم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، بتعليق الصلاة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولأول مرة منذ قرون وخلال أكثر الشهور قدسية وهو شهر رمضان المبارك جاء ليؤكد أن الإسلام يعزز الحياة، ويضع صحة الإنسان فوق كل اعتبار، وإن القرار اتخذ بناءً على إرشادات خبراء الصحة العامة للحد من انتشار وتداعيات فيروس كورونا المستجد.

جاء ذلك خلال مشاركته في الاجتماع الافتراضي رفيع المستوى الذي نظمه الوفد الدائم لمملكة المغرب لدى الأمم المتحدة، حول دور مسؤولي المؤسسات الدينية لمختلف الشرائع في معالجة التحديات المتعددة لكوفيد 19.

وأعرب عن تقديره لمندوب المملكة المغربية الدائم السفير عمر هلال، لتنظيمه هذا الاجتماع المهم، مؤكدًا أن الإيمان يساعد ملايين البشر على اجتياز هذا الوقت العصيب، ومن المهم إعطاء مسؤولي المؤسسات الدينية الأدوات التي يحتاجون إليها للمساعدة على تحقيق ذلك، وتشجيعهم على اتباع إرشادات خبراء الصحة العامة، وأن يكون لهم دور في مد جسور المحبة والتعاضد في هذا الوقت العصيب، وأن يسهموا في نشر الوعي وتعزيز إرشادات خبراء الصحة العامة، واستغلال ثقة الناس فيهم.

وجدد التأكيد أن هذا القرار كان صعبًا للغاية بالنسبة للكثير من المسلمين الذين كانوا يتطلعون إلى زيارة أقدس بقاع الأرض، مشيرًا إلى أن القرار حظي بتأييد هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، وأيده العديد من الهيئات والمجالس المماثلة في جميع أنحاء العالم.

وبيّن السفير المعلمي أنه ثبت للجميع أن مخزون العالم من الأسلحة سواءً النووية أو التقليدية، وقف عاجزًا أمام مواجهة هذا الفيروس الضئيل، الذي أربك العالم بأسره، وهو ما يعطينا دافعًا للتفكر، والإدراك بأن المواجهة والتسلح لن تصل بنا إلى أي مكان، لا من حيث مواجهة هذا الفيروس ولا من حيث إرساء السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.

وقال: "إن هذا الوباء أثبت أن الجميع متساوٍ حيث لا يفرق بين بلد أو عرق أو دين، وأنه ينبغي لنا أن نعزز روابط الأخوة وأن نعمل معًا على تحقيق أهدافنا المشتركة".

وأضاف: "على العالم مواجهة ومعالجة الكراهية ضد الأجانب وأشكال التعصب بجميع أنماطها، حيث نشاهد اليوم تزايد الهجمات ضد السكان المنحدرين من أصول آسيوية وإفريقية، وكثير منهم من المسلمين، وأن معالجة كراهية الأجانب هي ليست فقط الاتجاه الصحيح الذي يجب القيام به، بل هي سياسة الصحة العامة الصحيحة، حيث إن التنمر الذي يتعرض له ضحايا الكراهية ضد الأجانب جعلهم يخشون التقدم للحصول على الاختبار أو العلاج إذا كانت لديهم أعراض كوفيد 19، مما سمح للفيروس بالانتشار بينهم".

وأشار "المعلمي" إلى أنه يمكن لمسؤولي المؤسسات الدينية التعاون في تحديد الفئات المستضعفة والمحتاجة إلى المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية والمنظمات الحكومية للحصول على المساعدة، وبما أن الإيمان يعزز خدمة المجتمعات المعرضة للخطر، فإن مسؤولي المؤسسات الدينية في وضع فريد لتحديد المستضعفين والمحتاجين، وانعدام الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والتحديات الصحية.

وأعرب السفير المعلمي في ختام كلمته عن أمله في أن توضح النقاط التي قدمها الدور الحيوي الذي يمكن أن يؤديه مسؤولو المؤسسات الدينية على مستوى العالم في معالجة كوفيد 19.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org