"إعلامي لبناني" يقترح مشروعًا عالميًّا لنقل الجهود السعودية في خدمة الحرمين للعالم

"إعلامي لبناني" يقترح مشروعًا عالميًّا لنقل الجهود السعودية في خدمة الحرمين للعالم

"أبو زينب" ثمَّن الجهود المبذولة لضيوف الرحمن.. وجعل من حجته إعلامًا استقصائيًّا

"مَن يصدِّق أنه خلال الأيام الماضية كان العالم في قلب السعودية في وقت وزمان ومكان محدد.. إن ذلك أمر يجعلك تفكر ألف مرة في هذا السر الذي يتلاشى خلف جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين حامية الإسلام وأهله. إن هذا العالم لو كان في إحدى الدول لتم إعلان حالة الطوارئ، وضاعت مصالح الناس، ووقفت الحياة".. بهذه الكلمات أزاح الإعلامي اللبناني "طارق أبو زينب" الستار، وأماط اللثام؛ لينقل من داخل المشاعر المقدسة صادق مشاعره نحو العالم من خلال صحافة استقصائية، كشفت سعة أفق حكومة ‫خادم الحرمين الشريفين، وتعاملها بدون تفرقة مع ضيوف الرحمن. هذا التعامل الذي جعل من فريضة الحج رسالة سلام للتسامح والتعايش، يتفق فيها المسلمون من كل بقاع الدنيا على قلب واحد في مشهد مهيب، يفيض بالرحمة، ويتصدي لدعوات الكراهية بين البشرية.

وكان "أبو زينب" أحد حجاج مبادرة "أمنية 2" التي أطلقتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان للحجاج من ذوي الظروف الخاصة والمستعصية، الذين سهّلت السفارة أمور حجهم بدءًا من التأشيرات المجانية، وصولاً إلى السعودية، وتأدية مناسكهم، ومتابعة زيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ووصف "أبو زينب" هذه المبادرة بجواله الخاص، والمشاهد الرائعة التي وقف عليها بنفسه، وجعل من حجته فريضة لنفسه ورسالة إعلامية للعالم أجمع.

"سبق" كان لها تواصل مع "أبو زينب" الذي يواصل نقل مشاهد الواقع الجميل لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لراحة حجاج بيت الله الحرام من ‏خلال معاملتهم سواسية، ‏وفي جو عظيم من الأمن والأمان.

وقال "أبو زينب" لـ"سبق": "‏من واجبنا تجاه السعودية أن يعرف أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ‏ماذا تقدم حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لهؤلاء الحجاج القادمين من كل بقاع الأرض. فوجئت كما فوجئ غيري ‏بكمية الخدمات النوعية والتسهيلات التي شاهدناها، بدءًا من مطار الملك عبدالعزيز بجدة حتى دخولنا الحرم المكي".

وقال: "خدمات ‏لا تقدر بثمن، تقدمها الحكومة الرشيدة للحجاج كافة مجانًا، بدءًا من ‏التأشيرة المجانية، وخدمات الاستقبال والجوازات بمداخل السعودية، والخدمات الصحية وخدمات الأمن والأمان، والأغذية والخدمات الإنسانية".

وقال "أبو زينب": "كشف ركن الحج جوانب إنسانية لبلد الحرمين الشريفين، لا تصل عبر الإعلام، لكن يلمسها كل حاج. جهود جبارة على مدار الساعة في المتابعة والإشراف والتوجيه، وفي الوقت ذاته علاج سريع للملاحظات.. وكل ذلك من أجل أن يقضي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة. وهو ما دأبت عليه القيادة الحكيمة منذ تأسيسها حتى عصر ملك الحزم سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يؤكد دائمًا أن السعودية تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من زائرين ومعتمرين وحجاج، ولن تتأخر في بذل الغالي والنفيس في سبيلهما".

وأوضح "أبو زينب" أن الله تعالى اختص السعودية بمكانة عظيمة للقيام على شأن هذا الركن العظيم، مشيدًا بنجاح السعودية في التعامل مع هذه الحشود بقدرة عالية جدًّا، وقال: "مملكة الإنسانية سيظل ما تقدمه لضيوف الرحمن صورًا مضيئة.. تحفها عناية الله -عز وجل-، وترعاها قيادة حكيمة.. وتزدان بشعب متفانٍ.. وجهود جبارة.. وأمن وأمان.. وقداسة مكان.. وحرمة زمان.. فلله الحمد والشكر على فضله وكرمه لحجاج بيت الله الحرام".

وحول جهود رجال الأمن في الحج نوه "أبو زينب" بجهودهم، وأوضح أنه من شغفه بهم وبدورهم، وقياسًا بما شاهده، أطلق هاشتاق #رجال_الأمن_السعودي_فخرنا. فعلى الرغم من أن مهمتهم تنظيم وأمن أفواج ضيوف الرحمن إلا أن أياديهم تحولت إلى شمعات من رحمات، تغيث الملهوف، وتمسح الدموع، وترشد التائه، وتحمل الكبير، وتحتضن الصغير.. رجال من إنسانية، امتلأت قلوبهم رحمة، يمدون يد العون للمحتاجين في كل مكان، ويؤدون عملهم بكل اقتدار.

وأكد "أبو زينب" أنه رغم كل اللقاءات الإعلامية، ورغم كل الكلمات التي تقال، تظل في القلب عبارات منصفة: إن ما نشاهده من جهود سعودية في خدمة الزائر والمعتمر يصعب قوله في دقائق.. الجهود الجبارة، المتابعة المستمرة، اليقظة الأمنية، الخدمات الصحية، الجهود الكشفية والتطوعية.. رسائل كثيرة تقدمها حكومة مملكة ‫الإنسانية لهذا الجمع الغفير من أقطار الأرض كافة.

وأبدى الإعلامي "أبو زينب" إعجابه بأمير الحج خالد الفيصل، ووصفه بأنه الأمير الذي يسابق الزمن؛ لتكون المشاعر المقدسة في أجمل حلة.. بكل المشاعر يراقب المشاعر، يتقد عطاء، ويزداد وفاء، وينبع الحب من عينيه إخلاصًا لوطنه، كيف لا يكون كذلك وهو صاحب الكلمات الشهيرة ‫"ارفع رأسك أنت سعودي".

ونقل "أبو زينب" صورًا جميلة للمشاهد الإنسانية، جمعت بين القيادة والشعب الذي جعل من الحج رسالة سلام؛ فلبَّى دعوة قيادته الكريمة بالوقوف يدًا واحدة في خدمة ‫ضيوف الرحمن، والتبرعات على قدم وساق.. الكل يرجو الثواب والمغفرة من الله. الكل يعطي بلا منه فرحين بما يقدمون.. وهي الرسالة التي يقدمها كل العاملين السعوديين في الحج، رسالة الحب والتسامح والعطاء.

ولم ينسَ "أبو زينب" الحديث عن تفاصيل العلاقة في السعودية بين القيادة والشعب والوطن.. علاقة حب عظيمة، هي متلازمة وراثية، تشاهد بعض أجزائها في قصص ذوي الشهداء من ضيوف خادم الحرمين الشريفين. أحدهم ابنه الآن على الحد الجنوبي، والآخر استُشهد، وأُم تقدم ابنها بطلاً على الحد، والثاني يستقبلها بطلاً في خدمة الحج. وتساءل: "كيف لهذا الولاء والانتماء ألا ينمو في ظل هذه العلاقة الوطيدة بين القيادة وشعبها؟".

وحول نجاح موسم الحج قال "أبو زينب": "هو لم ينجح فقط، بل تميَّز؛ فقد سخَّر الله له أسباب النجاح: قيادة حكيمة، تحرص على خدمة ضيوف الرحمن على مدار الساعة". وأضاف: "نحن شهداء الله في أرضه، وستشهد كل المشاعر بأن ما قُدّم لخدمة هذه البقعة المباركة لا يضاهَى على مَرّ العصور". ودعا قائلاً: "اللهم اجعل هذا البلد آمنًا رخاء وسائر بلاد المسلمين".

ووجّه "أبو زينب" رسالة لكل أبناء الحرمين العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، ولكل من يحب هذا البلد القائم على شؤون أمته.. قال فيها: "احتفوا بـنجاح موسم الحج، واحمدوا الله تعالى على قيادتكم، واتركوا من يقللون من شأن هذا النجاح، دعوهم خلفكم، حلقوا عاليًا؛ فما قمتم به عظيم، لا ينكره إلا جاحد لفضل الله عليكم".

وأضاف في رسالته: "ليس هناك متسع من الوقت للرد على كل من يقلل من الجهود الجليلة للحكومة السعودية في حج كل عام؛ فـنجاح موسم الحج هو إتمام عبادة، وكرم استضافة، وتميز خدمة، قدمتها السعودية العظمى في باقة من التسامح والتعايش الذي لم يرُقْ للبعض، ولكنها رسالة الله التي جعلها فيهم نحو عباده، فأدت واجبها نحوهم".

وأردف "أبو زينب": "كثير من الجهود المشاهدة للحاج، منها مثلا الخدمات الصحية التي تقدمها حكومة السعودية ممثلة بوزارة الصحة ‪لـضيوف الرحمن من، مستشفيات متنقلة سريعة، وعمليات في ساعات، ونجاحات باهرة، تستحق أن تكتب وتطبع بلغات العالم؛ ليقرأها كل مَن في قلبه ذرة شك".

وكشف عن أنه "في بعض الدول لو مرضت إن لم تهتم بنفسك ما يفكر فيك أحد، حتى لو أنت قادم لخدمتها". مشيرًا إلى أن الأمر هنا في الحج مختلف؛ فحكومة خادم الحرمين الشريفين تقدم للمرضى من ضيوف الرحمن اهتمامًا صحيًّا ورعاية، بدءًا من تلقي الحالة، ومتابعة التفويج، حتى استكمال المناسك.

التغطيات الاستقصائية للحج

وقال الإعلامي "طارق أبو زينب" في سياق تغطياته الإعلامية لبعض التفاصيل التي شاهدها في أداء الحج: "إن كل ما تشاهده من خدمات جليلة، وجهود متميزة، وتعاون القطاعات، وتكاتف العاملين، وجهود الأمن.. يجبرك على أن تُخرج المارد الإعلامي الذي لديك، وأن تطلق هذه الرسالة. والحمد لله شاهدت أن هذه الجهود تتم تغطيتها محليًّا من خلال الزملاء الإعلاميين السعوديين. فيما ركزت على الإعلام العربي للدول المحيطة في النطاق العربي والإسلامي".

وأوضح "أبو زينب" أن "العمل الإعلامي في الحج والمشاعر المقدسة يجبرك على الاستمرار في التغطيات، الحجاج فرحون، رجال الأمن يتعاملون بإنسانية، من تستفسر منه لا يتركك دون إجابة، الكشافة ترشد، والتائهون يتم إيصالهم لمخيماتهم.. لديك مشاهد متنوعة من واجبك أن تقدمها بشكل سلس لمتابعيك، والتركيز على القنوات الفضائية والوكالات الإعلامية ذات الحضور العربي".

وقال: "تحتاج هذه الجهود الشريفة إلى خط إعلامي عالمي عربي، إلى جانب الإعلام المحلي، إعلام ينزل إلى الشارع، مع ترجمة مستمرة للغات المطلوبة؛ لكي يعلم العالم الجهود التي تقدم لهذه المقدسات، ولكي يستمر هذا الخير".

وأضاف بأن الصحافة الاستقصائية وإعلام الواقع هما ما اعتمد عليه في تغطياته بالذات التي شهدت مشاهدات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

منصة الحج العالمية

وثمَّن "أبو زينب" جهود الجهات المشاركة في الحج، ودور التواصل الحكومي في وزارة الإعلام، وإعلام عدد من الجهات كوزارتَي الداخلية والحج والعمرة والدفاع المدني ورئاسة الحرمين، والعديد من القنوات الفضائية.. إلا أننا في حاجة إلى موقع إلكتروني كبير، يجمع هذه الجهود والمشاهد التي تعيد لنا الحياة، ويكون على لغات عدة، ويجمع هذه القصص الجميلة التي تتوزع هنا وهناك، وقلما يصل منها شيء للخارج، والجهود الجليلة بالصوت والصورة والترجمة.. فنحن في هذه الفترة أحوج ما نكون لمثل هذا المرجع الإعلامي الذي يجمع كل الجهود في منصة واحدة إلكترونية لنقل تلك الجهود السعودية في خدمة الحرمين الشريفين للعالم.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org