هنا تفاصيل أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول

العثيمين: المنظمة ترفض وتُدين قرار ترامب بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل
هنا تفاصيل أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول

بدأت في مدينة إسطنبول، اليوم، قمةُ منظمة التعاون الإسلامي الطارئة حول القدس، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء.

ورأس وفدَ المملكة العربية السعودية في القمة نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وزيرُ الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الـشيخ.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح القمة: إن "إسرائيل دولة احتلال وإرهاب، وإن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، منعدم الأثر".

وأضاف أردوغان أن "أي قرار بشأن مدينة تخضع للاحتلال هو منعدم الأثر، وأن قرار ترامب هو معاقبة للفلسطينيين الذين طالبوا بالسلام مراراً وهو يخالف القوانين الدولية؛ مشيراً إلى أن الخرائط على الأرض تُثبت أن إسرائيل دولة الاحتلال والإرهاب في الوقت نفسه؛ لافتاً إلى أن هناك تقلصاً في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، قائلاً إنه قد تمّت مكافأة إسرائيل برغم أنها ارتكبت مجازر ومارست القوة المفرطة ضد الفلسطينيين".

وقال إن القوة هي امتلاك الحق وليس امتلاك الصواريخ والطائرات، وقد حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين لتغيير المعادلات على الأرض.

وأوضح الرئيس التركي أنه طالما لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ فلا يمكن الحديث عن السلام في العالم.

من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فلسطين لن تقبل بأن يكون للإدارة الأمريكية أي دور في العملية السياسية بعد الآن؛ مجدداً رفضه للقرار الأمريكي المتعلق بالقدس.

وقال "عباس" في كلمته التي ألقاها أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول: "نرفض القرارات الأمريكية الأحادية والباطلة التي صدمتنا بها الإدارة الأمريكية؛ في الوقت الذي كنا فيه منخرطين معها في العملية السياسية من أجل الوصول لسلام عادل".

وأضاف: "إن إسرائيل تهدف لتهجير أهلنا في القدس عبر سلسلة لا تنتهي من الإجراءات الاستعمارية؛ منها منعهم من البناء، وسحب هوياتهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم"؛ مبيناً أن واشنطن حوّلت صفقة العصر إلى صفعة العصر، واختارت أن تفقد أهليتها كوسيط".

وحول قضية محاربة الإرهاب، قال عباس: "إن دورنا في محاربة الإرهاب معروف للجميع، وعقدنا شراكات مع العديد من الدول بما فيها أمريكا؛ ولذلك نرفض قرارات الكونجرس التي تعتبر منظمة التحرير (الفلسطينية) منظمةً إرهابية".

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن "مدينة القدس لا تزال -وستبقى- عاصمة دولة فلسطين للأبد، وأن لا سلام ولا استقرار دون أن تكون كذلك".

وأضاف: "إن القرار الأمريكي جريمة كبرى تفرض علينا الخروج بقرارات حاسمة تحمي هوية القدس ومقدساتها، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال لأرض فلسطين كافة، وفي مقدمتها القدس عاصمة دولة فلسطين".

بدوره دعا ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، الدولَ والحكومات العربية والإسلامية إلى العمل الجادّ والمخلص لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة في المرحلة الراهنة، والمتمثلة في التهديد الخطير لمدينة القدس، مهوى قلوب المسلمين ومسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

وقال الملك عبدالله الثاني في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة: "إن أغلب ما يشهده العالم العربي والعالم من حولنا؛ من انتشار العنف والتطرف؛ هو نتيجة لغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وما ترتّب على ذلك من ظلم وإحباط، وقد اتخذ المتطرفون من هذا الواقع المرير عنواناً لتبرير العنف والإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع".

وأضاف: "لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل؛ إلا بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين؛ وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، ووصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية؛ فالقدس هي الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي".

وأشار إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، قرار خطير، تهدد انعكاساته الأمن والاستقرار، ويحبط الجهود لاستئناف عملية السلام، ولطالما حذّرنا من خطورة اتخاذ قرارات أحادية تمسّ القدس خارج إطار حل شامل، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على ضرورة دعم الأشقاء الفلسطينيين؛ ليتمكنوا من الصمود ومواصلة العمل مع جميع أطراف المجتمع الدولي ومؤسساته؛ للوصول إلى حل عادل وشامل، يرفع الظلم التاريخي عنهم ويلبي حقهم في دولتهم.

من جهته أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أهمية القمة الإسلامية الاستثنائية؛ معرباً عن أمله في أن تتخذ القمة قرارات من شأنها نصرة القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف "العثيمين" في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة، أن المنظمة ترفض وتُدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل؛ مضيفاً أن منظمة التعاون الإسلامي تدعو الدول التي لم تعترف بعدُ بدولة فلسطين بأن تبادر بالاعتراف بها؛ مطالباً المجتمع الدولي بالانخراط بفعالية في رعاية عملية سلام؛ وفق إطار زمني محدد لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام القائم على حل الدولتين.

وقد تم تحويل جلسة المؤتمر إلى جلسة مغلقة تمهيداً لإعلان البيان الختامي للقمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org