المتقاعد بين الغنى والفقر

المتقاعد بين الغنى والفقر

اجتهاد مؤسسة التقاعد في تطوير الخدمات الإلكترونية، وإنهاء إجراءات صرف الراتب التقاعدي بدعم وزارة الخدمة المدنية والمالية، إضافة إلى المؤسسات العسكرية، هو محل اعتبار، ولكن ما تظنه المؤسسة إنجازًا يعتبره المتقاعد حقًّا أصيلاً.

لعل من يتصفح موقع مؤسسة التقاعد يخيل إليه أن المؤسسة تسعى لدى المنشآت التجارية للمتقاعد من باب الشفقة، لا كونه من واجباتها الوظيفية، وإلا فما هو تفسيرهم لقائمة التخفيضات الهزيلة التي تضم عروضًا باهتة، فضلاً عن غياب برامج الإفادة من خبرات (المتقاعد) والخدمات الأساسية الأخرى؟!

فمن أصل قرابة (٥٥٠٠) منشأة صحية في السعودية حوت قائمة التخفيضات والعروض (١٢٧) منشأة فقط للطب، وصحة الفم والعيون، موزعة على ثلاث عشرة منطقة إدارية في مساحة أكثر من مليوني كم٢، تخدم أكثر من (مليون) متقاعد مع أسرهم، ويبدو أنها غير مشمولة بأسر المتوفين.

المتقاعد يخرج من الوظيفة ناقصًا ٩٠٪ من صحته، هذا إن لم تقصف الوظيفة عمره؛ لذا فأقل مقابل لاشتراكه هو توفير مرافق طبية معتبرة، ونوادٍ صحية مناسبة؛ إذ إن المتقاعد الغني لن يتسول تخفيضًا أو ميزة لدى التجار بموجب بطاقة (المتقاعد)، في الوقت الذي تشكل فيه الصحة والمعيشة عبئًا أليمًا على كاهل المتقاعد الفقير وأسرته.. وخصوصًا أولئك الذين بلغوا حد المعاش الأدنى بـ ١٩٨٥ ريالاً.

إننا نعلق لمن ألقى السمع وهو شهيد.

يقول الشاعر:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ** ولا الصبابة إلا من يعانيها

ما يسهر الليل إلا من به ألم ** والنار ما تحرق إلا رجل واطيها

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org