شدّد الأستاذ بجامعة الطائف المدير الإقليمي السابق لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالشرق الأدنى الدكتور سعد بن عايض العتيبي، على أن المشاركة المجتمعية تُعتبر من أهم أدوات التعرف على المطالب والمقترحات التي يرى المواطن أهميتها؛ للإسهام نحو تطوير منطقته.
وقال "العتيبي" لـ"سبق": إطلاق هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة مبادرة للتعرف مطالب ومقترحات أهالي منطقة مكة المكرمة عبر تطبيق ذكي عكس حرص مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير عبدالله بن بندر على المشاركة المجتمعية نحو تحقيق نقلة تنموية في المنطقة.
وأضاف: هذا الرصد وما سيتبعه من تصنيف وتحليل ومناقشة مع الأهالي والجهات الحكومية والقطاع الخاص يعد عنصراً مهماً في إيجاد منصة بيانات إلكترونية تمثل القاعدة نحو بناء إطار للأولويات التنموية لكل القطاعات في منطقة مكة المكرمة، ويتم من خلاله التوظيف الأمثل للموارد المالية والبشرية في المنطقة، وتحسين الإنتاجية لإحداث أثر إيجابي مباشر على بناء الإنسان وتنمية المكان.
وأردف: وجود إطار للأولويات التنموية سيدفع نحو المزيد من "الاتصال، التعاون، التنسيق، التشارك" بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وصولاً إلى التكامل، مما سيسهم نحو توحيد الجهود وضمان عدم الازدواجية والاستثمار الأمثل للموارد.
وتابع: الاستثمار في رأس المال البشري في المملكة العربية السعودية أدى إلى وجود كفاءات متميزة، والتي تعد حجر الزاوية نحو تحقيق الأهداف التنموية في المناطق.
وقال "العتيبي": الربط بين البحث العلمي وقضايا المجتمع وخدمة التنمية الشاملة لم يعد خياراً بل ضرورة، وفي هذه المرحلة وفي ضوء رؤية 2030 يجب أن نرى أثراً للبحث العلمي؛ فالجامعات تعمل على تفعيل الشراكة المجتمعية، وتدعو إلى الاستفادة من خبراتها العلمية والبحثية والاستشارية، ويتوقع منها أن تسهم البحوث في إيجاد حلول للعديد من المشاكل والقضايا المتعددة في المجالات الاجتماعية والصحية والبيئية والثقافية، وهناك حاجة إلى أبحاث تطبيقية تخدم التنمية.
وأضاف: في حال وجود إطار للأولويات التنموية بمنطقة مكة المكرمة يتوقع أن يتم وضع إطار لأولويات البحث العلمي بالمنطقة، على أن يتم من خلاله ضمان توجيه البحث العلمي، بما في ذلك أبحاث الدرجات العلمية الماجستير والدكتوراه نحو الدراسات التطبيقية التي تعالج الموضوعات والمجالات المدرجة ضمن إطار الأولويات التنموية بالمنطقة، والتي يحتاج إليها المجتمع المحلي ومتطلبات التنمية.
وأردف: سيدفع هذا التكامل نحو الإبداع في الأبحاث العلمية والابتعاد عن النمطية والدفع بها نحو المساهمة في التنمية المناطقية.
وتابع: نهج وضع إطار للأولويات انتهجته العديد من المنظمات الدولية، ومن قصص النجاح في هذا المجال، إبان عملي مديراً إقليمياً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بمنطقة الشرق الأدنى، صياغة إطار للأولويات شمل 22 دولة تقع تحت إشراف المكتب، على الرغم من التباين بين العديد من البلدان بالإقليم.
وقال "العتيبي": تم إقرار إطار الأولويات في مؤتمر إقليمي بحضور وزراء البلدان بالإقليم، ووفقاً لذلك تم توظيف الموارد المالية والبشرية وفقاً لإطار الأولويات.
وأضاف: وجود إطار للأولويات يتيح القياس لما تم إنجازه من خلال تقييم أداء الجهات ذات العلاقة، وبمشاركة مجتمعية فاعلة، كما أن إطار الأولويات ليس نقشاً على حجر.