تصوير: أحمد جابر
كشف قائد المركز الوطني للعمليات الأمنية اللواء ركن عبدالرحمن بن محمد الصالح أن مركز العمليات 911 بمنطقة مكة المكرمة يقدم أعماله طوال العام لخدمة منطقة مكة المكرمة في استقبال الاتصالات بما يعادل 35 ألف اتصال في اليوم الواحد، ويزداد العدد في شهر رمضان ليصل إلى 50 ألف اتصال وحتى يتجاوز أكثر من 60 ألف اتصال في أواخر شهر رمضان المبارك وجميعها اتصالات تخدم المواطنين والمقيمين الزوار للمسجد الحرام والمعتمرين.
وأوضح اللواء "الصالح" أن الجديد هذا العام في مركز العمليات 911 بمنطقة مكة المكرمة، هو وجود قطاع الأمن العام ممثل بمركز القيادة والسيطرة بالمركز التابع ليتابع مهامه الأمنية بموسم العمرة ويستفيدون من البنية التحتية والتقنية الحديثة المهيأة لهذا الغرض وأيضًا للاستفادة من المراقبة التلفزيونية التي تغطي منطقة مكة المكرمة بما فيها المنطقة المركزية والمسجد الحرام الشريف والساحات المجاورة وجميعها تساعد على إدارة أعمال العمرة.
ويتناوب موظفو وموظفات مركز عمليات 911 بمنطقة مكة المكرمة على مدار الساعة في تلقي البلاغات وإحالتها للجهات المعنية ويتم تناول الإفطار بموقع العمل بكل سعادة وفخر ويقومون بدورهم عند وقوع أي حدث أو استفسار ويتكرر المشهد نفسه أثناء تناول طعام السحور دون كلل أو ملل لأن غايتهم سلامة ضيوف الرحمن وأملهم أن ينالوا أجر الصيام والعمل في حماية الأرواح والممتلكات.
ووجدت "سبق"، مساء أمس الأربعاء، بمركز العمليات الأمنية "911" بمنطقة مكة المكرمة وشاركت رجال الأمن الإفطار كما رصدت آلية العمل وكيفية تلقي البلاغات وإحالتها إلى القطاعات الأمنية بمرافقة العقيد عبدالله بن محمد الطويان المتحدث الرسمي للمركز الوطني للعمليات الأمنية 911 بوزارة الداخلية الذي أطلع عدسة "سبق" على أقسام المركز مرورًا بصالة تلقي البلاغات بقسميها للموظفين ورجال الأمن والموظفات وصالة ترحيل البلاغات والمتابعة الأمنية وإدارة الأزمات والمناسبات التي يعمل بها رجال الأمن وهم على كفاءة عالية لتقديم خدمات إنسانية وأمنية وخدمية بمنطقة مكة المكرمة.
وبيّن الطويان أن صالات تلقي البلاغات بها إمكانات تقنية حديثة كما يوجد أكثر من 160 شاشة جدارية متخصصة في البث المباشر من كاميرات المتابعة الأمنية بمنطقة مكة المكرمة كافة والمشاعر المقدسة والمسجد الحرام بالمنطقة المركزية والطرقات المؤدية لها وفي العديد من المواقع بالعاصمة وعدد من المدن والمحافظات إذ تتمتع جميع الكاميرات المنتشرة بالدقة العالية لمتابعة حركة المشاة والسيارات بالطرق والمساعدة في إدارة الحشود في المنطقة المركزية والمسجد الحرام، وتلك الشاشات تستوعب أكثر من 15 ألف كاميرا في منطقة مكة المكرمة وهي عيون ساهرة لحفظ الأمن وسلامة الزوار والمعتمرين.
وأضاف: يستخدم مركز 911 نظامًا ذكيًا يمرر البلاغات مباشرة إلى المسؤولين عن المناطق ويتيح معرفة موقع المتصل ومكان الحادث فكل ذلك يُسهم بسرعة الاستجابة.
وأردف العقيد "الطويان" أن مركز 911 لديه كوادر وطنية من كلا الجنسين يتحدثون بعدة لغات بهدف التعامل مع غير الناطقين باللغة العربية ومن اللغات التي يمتلكها عناصر المركز الإنجليزية والفرنسية والأردو والإندونيسية والماليزية والألمانية وغيرها من اللغات الأخرى.
وتابع : أن وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف قد دشن بموسم الحج الماضي نظام الرسائل الذي يهدف إلى متابعة الجودة بالعمل حيث يتم إرسال رسالة للمتصل برقم بلاغه وكذلك إرسال رسالة بعد 24 ساعة من بلاغه لقياس مدى رضاه عن مستوى الخدمة المقدمة وملاحظاته عليها .
وأبان أن آخر إحصائية تعكس مدى الجهود المبذولة في خدمة المواطنين والمقيمين حيث وردت عدد البلاغات التي تلقاها مركز العمليات الأمنية 911 خلال 15 يومًا من شهر رمضان حيث بلغت أكثر من 660 ألف اتصال وكان النصيب الأكبر في الإحصائية هي الاستفسارات حيث بلغت 64.99 ٪ والباقي موزع على الخدمات الإنسانية والحوادث المتنوعة.
وأشار إلى وجود قوة من عدة جهات تساند مركز العمليات الأمنية 911 بمنطقة مكة المكرمة، وعدد من الجهات الأمنية والخدمية الأخرى، إذ تطلب وجودها لدعم العمل الأمني المتكامل، ومن هذه الجهات الهلال الأحمر، وزارة الصحة الشركة السعودية للكهرباء، شركة المياه الوطنية، وأمانة العاصمة المقدسة ووزارة الحج، والأرصاد وحماية البيئة ورئاسة المسجد الحرام والجهات ذات الصلة لتقديم أفضل الخدمات من خلال التنسيق فيما بينهم.
وعايشت "سبق" لحظات الإفطار مع مركز عمليات 911 ورصدت مدى الإخلاص والتفاني والحرص على تلبية نداء كل من يتعرض لحادث أو مكروه.
والتقت عدسة "سبق" بالأفراد وصف الضباط للحديث أثناء تأدية عملهم بخدمة المواطنين والمقيمين وزوار المسجد الحرام خلال شهر رمضان وقال كل من وكيل رقيب معتز هواوي والعريف فيصل الحازمي والوكيل رقيب محمد العتيبي في الموقع الخاص بترحيل البلاغات إلى جهة الاختصاص وجميعهم يتناول طعام الإفطار مبدين سعادتهم في خدمة الوطن في هذا المجال، مشيرين إلى أنهم اعتادوا منذ ابتداء تشغيل مركز العمليات 911 بمنطقة مكة المكرمة على أن نتناول طعام الإفطار والسحور أثناء العمل بعيدًا عن الأهل والأصدقاء ونجد سعادتنا في تلبية نداء كل من يحتاج إلى المساعدة أو متصل للإبلاغ عن حادث تعرض له أو الإسهام في حماية معتمر أو متصل من خطر وهذه هي رسالة مركز عمليات 911 وعملنا الذي نسأل الله العلي القدير أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
ورصدت عدسة سبق في جولتها مايقدم من الجانب النسائي داخل مركز 911 بمنطقة مكة المكرمة في موقع مخصص لهن لاستقبال الاتصالات وترحيلها الى جهة الاختصاص بقاعة ترحيل البلاغات بالمركز للتعامل معها واكدت ساره حمود احدى موظفات "الكالنسول" التي تجلس أمام جهاز كمبيوتر، واضعة سماعة على أذنيها داخل مركز أمني تابع لوزارة الداخلية في مكة لتتلقى بلاغات الطوارئ من المواطنين والمقيمين، إضافة الى الزائرين .
وقالت سارة حمود لسبق لا يمكن أن يشغلنا طعام الإفطار أو السحور عن أداء واجبنا لأن أي تأخير في تلقي البلاغات قد يعرض حياة إنسان للخطر أو يعطل جهود إنقاذه وهو ما نعيه جيدًا ونضحي من أجل تحقيقه بكل جهد أو راحة.
فيما قالت شرين المسيلي و رؤى الحربي أن السهر على سلامة ضيوف الرحمن شرف لكل مركز عمليات 911 ومصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا .
