لم يكن تلويح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهاتفيه القديم والجديد مصادفة أمام قرابة 2500 مشارك في منتدى الاستثمار العالمي، وعلى مرأى من ملايين السعوديين الذين تسمّروا أمام الشاشات ليتابعوا بلهفة الأمير محمد بن سلمان، وهو يرسم بذكاءٍ لوحة مستقبل الاقتصاد الوطني، مستخدماً الألوان الزاهية القادرة على استغلال كل المساحات الاستثمارية غير المستغلة التي تملكها المملكة.
قصة التلويح بالهاتفيْن القديم والجديد جاءت عندما تحدّث أمس، سمو ولي العهد في المنتدى الاستثماري، عن تعريف مشروع نيوم بشكلٍ مختصر، وقال: إن الفرق بين منطقة المستقبل "نيوم" والمدن الحالية مثل الفرق بين الهواتف الذكية والهواتف القديمة، مستخدماً هاتفيْن يحملهما في جيبه؛ أحدهما من الأجهزة الذكية الحديثة، والآخر من الهواتف القديمة.
تلك المقارنة الذكية انتزعت إعجاب الحاضرين، وأثارت شجون السعوديين، فتسابقوا عبر صفحات وسائل التواصل لينثروا بين جنباتها زوايا مختلفة لتلك اللقطة، وكأنها تكشف - باختصار - كيف ستنتقل السعودية الجديدة إلى دولة متقدمة تقنياً وقادرة على الوقوف على قدميها بجوار أغنى اقتصادات العالم، مستندة إلى روح الشباب المتقد وأفكاره الجريئة التي يحملها ولي عهد المملكة.
الجوّال القديم الذي استخدمه الأمير، من نوع نوكيا 105، لا يتجاوز سعره ثمانين ريالاً، ودأبت شركة نوكيا على تصنيعه وتحديثه منذ سنوات عدة، لخدمة الراغبين في استخدام الهواتف المحمولة للاتصالات الهاتفية فقط، في حين أن الدخول إلى عالم التقنية واستخدام التطبيقات العالمية يتطلب هاتفاً ذكياً شبيهاً بالآيفون 8 الذي رفعه ضيف المنتدى الكبير خلال تلويحته التوضيحية؛ حيث يبلغ سعره قرابة 50 ضعفاً مقارنة بسعر الهاتف القديم.
هذه الرسالة التي استخدمها ولي العهد بذكاءٍ، كانت كافية لتؤكّد للسعوديين أن المملكة تسير بخطى واثبة نحو تحديث اقتصادها والقفز السريع إلى مقدمة الركب التقني، مستعينة بالأفكار غير التقليدية لقائد رؤية 2030م، ومعتمدة على روح الشباب الذين يمثلون قرابة 70 % من سكان المملكة، القادرين على المشاركة في بناء الوطن بالشكل الذي يجعله بين بلدان العالم، أشبه بالهاتف الذكي بين باقي الهواتف التقليدية.